بقرية صغيرة خارج أصفهان، يجلس العراف صاحب 67 عاما ذو الشعر المتساقط والتجاعيد التى تجعل منه الأشهر بين أعضاء الحكومة الإيرانية بتوقعاته السياسية وطالعه من الجن الذى يأتى للرئيس أحمدى نجاد بما فى دهاليز الCIA والموساد. ويجلس سيد صادق، الذى يدعى قدرته على الاتصال بالجن، أثناء الاستشارة على الأرض مرتديا سروال فضفاض رمادى وقميص طويل ويقرأ الآيات القرآنية فى صوت منخفض مع الاستمرار فى تدليك أصابعه ببعضها. وبات ذلك العراف الإيرانى من أكثر السحرة المعروفين بين النخبة الحاكمة فى إيران. وفى مقابله لصحيفة وول ستريت جورنال مع صادق أشار إلى أن عشرات المسئولين يتصلون به بإنتظام حتى أنه يؤكد أنه تقابل والرئيس الإيرانى مرتين من قبل، آخرها كان منذ عامين. وأنه الآن على اتصال بنجاد عن طريق أعضاء النظام. ويكشف صادق زاعما: "المسئولون يسعون إلىَ لأننى أساعدهم على فك عقد صعبه. وقد واجهنا معركة عصيبة فى محاولة اختراق الجن الإسرائيلى ومعرفة ما يعرفونه". ويشير أنه لا يضيع وقت الجن فى أمور تافهة مثل الحب والمال فإنه يطلب الجن لمساعدته فى قضايا الأمن القومى واستقرار النظام السياسى. وقال إنه عادة ما يتصل بالجن الذى يعمل لحساب جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، كما أنه أحيانا ما يتصل بذلك الذى يعمل لحساب دول الخليج العربى. ومن بين الأسئلة الرئيسية التى يسعى زوار صادق لمعرفة إجابتها: ماذا تعرف إسرائيل عن البرنامج النووى الإيرانى؟ وما خطة واشنطن لشن حرب ناعمة على طهران؟ وهل يقوم العرب بتلويث المياه الإيرانية؟ ما خطط الطوارئ التى تعدها المملكة العربية السعودية لمواجهة ظهور الإمام المهدى الشيعى الثانى عشر، الذى سيفيق لإنقاذ العالم؟ وتتنقل وول ستريت جورنال عن صادق قوله إنه قلق بشأن نجاد، الذى أحاط نفسه بنوع سئ من السحرة خاصة الذى يدعى جعفرى، الذى قد يكون أشد خطرا عليه من الجن الإسرائيلى أو الأمريكى. ويضيف: " لدى معلومات أن نجاد واقع تحت سحر، وأنهم هؤلاء السحرة بصدد سحر المرشد الأعلى آية الله على خامنئى ليطيعهم طاعة عمياء". ويتهم منتقدو أحمدى نجاد الرئيس ومستشاريه بمن فيهم إمام القصر الرئاسى بممارسة الخرافات والشعوذة التى تشجع التعصب. وقال بعضهم إن نجاد يقع تحت سحر دبره له رئيس أركانه إسفاندار رحيم مشائى الذى يعد شخصية مثيرة للجدل بسبب آرائه التى تميل للتنجيم والتصوف. وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى إلقاء القبض على عشرات المسئولين الإيرانيين بالدائرة الداخلية المقربة من نجاد منذ أواخر أبريل الماضى بتهم ممارسة الشعوذة والسحر الأسود. مشيرة إلى أن هذه الإتهاما هى جزء من صراع أكبر على السلطة من قبل رجال الدين المحافظين والفصائل السياسية المتناحرة. ومن بين أبرز الأسماء التى ألقى القبض عليها عباس غفارى أحد أعضاء مكتب نجاد إذ أتهم بقيادة حلقة من السحر والشعوذة للتأثير على الرئيس الإيرانى. كما اتهمه موقع جايان المرتبط الحرس الثورى الإيرانى جفارى بالقيام بتنويم 360 امرأة مغناطيسيا واغتصابهن وتدنيس القرآن للحصول على قوى شيطانية وهو ما أدى به للسجن. وبحسب الصحيفة فإن صادق، الذى يزعم عدم قبوله المال مقابل عمله، يقرأ من مخطوطات إسلامية قديمة مكتوبة بالخط الفارسى كما يصلى على قطع رقيقة من الورق. وقال آية الله محمد تقى مصباح، الزعيم الروحى السابق لنجاد أن الرئيس الإيرانى كان يتصرف بشكل غريب وغير عقلانى خلال نزاع نشب مؤخرا بشأن إقالة وزير، وأنه بدا وكان إرادته ليست حرة. وقد نفى مشائى الادعاءات ودعا ساخرا رجال الدين إلى استخدام قدرتهم الدينية لإزالة السحر عن نجاد.