ينتقد رجال الدين في الجمهورية الاسلامية الايرانية هذه الممارسة ولكن نازانين تقول ان عدد زبائنها الراغبين في قراءة طالعهم اكثر من اي وقت مضى. وتجلس خلف جهاز كومبيوتر في شقتها في طهران وتتنبأ بالمستقبل على اساس معرفتها «بعلم النور» وهي ممارسة لها علاقة بعلم التنجيم الذي تقول انها تعتقد انه نشأ في فارس القديمة. ويقول محللون ان بعض الايرانيين يتحولون لقراءة الطالع بسبب القلق بشأن عزلة بلادهم المتزايدة وسط دول العالم وارتفاع الاسعار في الداخل ويقول العرافون ان زبائنهم ومعظمهم من النساء يبحثون عن الامان. وقالت نازانين التي طلبت عدم نشر اسمها الحقيقي لتفادي اي مشاكل مع السلطات الدينية «السعادة فترة تفصل بين فترتي شقاء... يأتي الى هنا افراد من مختلف الطبقات والمستويات والاعمار بحثا عن شعاع ضوء ومزيد من الامل في المستقبل». وعادة ما تغلق هاتفها الجوال خلال جلسات قراءة الطالع حتى لا تقاطعها اتصالات لتحديد مواعيد اثناء عملها. وتتكلف الجلسة 200 ألف ريال ايراني (21 دولارا) وتستمر ساعتين او أكثر. والوقت وليس الطلب هو الذي يضطرها للاكتفاء بعميلين او ثلاثة يوميا. ونازانين ليست الوحيدة التي تقول ان هناك رواجا في مجال عملها. ويقول من يقرأون الفنجان واوراق قراءة الطالع ان الزبائن يصطفون طلبا لخدماتهم. ويبيع باعة جائلون ابياتا من الشعر تتنبأ بالمستقبل للشاعر الايراني الكبير حافظ شيرازي ويقولون ان بوسعهم دائما العثور على مشترين يبحثون عما يرشدهم في حياتهم اليومية. ويقول رجال الدين الايرانيون ان مثل هذه الممارسات يمكن ان تكون مضللة ويجب تحاشيها. وتقول نازانين «عمر زبائني بين 12 و70 عاما هناك عملاء متدينون جدا وآخرون غير متدينين على الاطلاق ولكن الاغلبية من ميسوري الحال». واضافت وهي تضحك «من فتيات صغيرات الى نساء كبيرات .. يبدو ان الجميع يبحث عن زوج مناسب». وتقول ريما وهي عرافة من الطائفة المسيحية الارمنية في ايران ان اعداد العملاء تتزايد كل شهر وان كثيرين يلجأون اليها حين يواجهون مشاكل مالية او اجتماعية. وتضيف وهي تنظر لاوراق قراءة الطالع الموضوعة على مائدة خشبية امامها «يأتي كثيرون الينا وبصفة خاصة النساء كملاذ اخير. يعانون بصفة اساسية من شعور بعدم الامان عاطفيا ويشعرون براحة حين يعرفون مستقبلهم». والى جانب قراءة اوراق الطالع تقرأ ريما الفنجان. وتقول عالمة النفس سيما بورشهرياري ان تنامي الضغوط الاقتصادية والاجتماعية قد يفسر تحول كثير من الايرانيين لقراءة الطالع فيما يعانون من ارتفاع حاد للاسعار ويخشون تنامي عزلة ايران بسبب الخلاف النووي مع الغرب. وتضيف «يشعر الناس ان بوسعهم اللجوء لقراءة الطالع وهو امر مختلف عن الحلول المعتادة حولهم». وفي بعض الاحيان ينتظر الزبائن اياما للحصول على موعد مع نازانين او ريما. وحين يذهب العميل تمضي نازانين ساعتين على الاقل في وصف الماضي والمستقبل والاجابة على اسئلة بشأن موضوعات من الزواج الى المال. وهناك اساليب ارخص واسرع لمعرفة المستقبل في ايران اذ يلجأ ايرانيون كثيرون الى «فأل حافظ» حيث يختارون بشكل عشوائي ابياتا من الشعر للشاعر الفارسي حافظ شيرازي الذي ولد في القرن الرابع عشر يقرأونها. وفي شوارع طهران ومدن وبلدات ايرانية أخرى تباع الاشعار في مظاريف ملونة مقابل مبلغ زهيد يصل الى الفي ريال (حوالي 20 سنتا اميركيا) لكل مظروف. وتقف عصافير صغيرة يطلق عليها «طيور الحب» على يد بعض البائعين وهي مدربة على اختيار المظاريف التي تحتوى على ابيات من الشعر من صندوق. والى جانب ابيات الشعر داخل المظروف يوجد تفسير لها واحيانا نصيحة. ويقول نور علي كريمي الذي يبيع الاشعار لسائقي السيارات عند اشارات المرور بوسط طهران «لدي زبائن دائمون عدد كبير من رجال وسيدات الاعمال. يتوقفون في طريقهم للعمل صباحا ويشترون فأل حافظ». واضاف «ولكن لا يؤمن به الجميع. احيانا يشتريه زوجان او اصدقاء يسيرون في الشارع من اجل التسلية. انه رخيص جدا على اي حال». وتقول زبيدة وهي طالبة تدرس الادب الانجليزي انها تؤمن بقراءة الطالع. ويقول رجل الدين محسن قاضيفار ان الاسلام لا يجيز قراءة الطالع «لانه لا يستند الى أسس علمية ومنطقية». ويضيف محمد حسن سعيدي من مكتب اية الله العظمى يوسف صانعي «الاسلام يحرم قراءة الطالع. الاسلام يشجع الناس على التفكير بايجابية في حياتهم ومستقبلهم».