ممكن وأنا مسيحى أكون رئيس جمهورية بلدى، حيث إننى لا أنتمى لأى وطن آخر ولم أسافر إلى أى بلد آخر طوال عمرى، ولم ولن أخون بلدى التى أحبها من كل قلبى، جرحت وفرحت فيها ضحكت وبكيت مع ومن أهلها، صنعت جزءا من تاريخ هذا الوطن كما صنع أجدادى كل تاريخه المشرف الذى أفخر به أمام العالم كله، عشت يومى ما بين ضفاف النيل وأحضان الصحراء أنتشى خيرا وحبا من خيرات وطنى. حاربت العالم كله عندما كان يتجرأ ويذكر وطنى بكلمة سوء، فى عصر الفساد جاهدت على قدر ما أستطيع بقلمى وبفكرى وبثورتى داخل نفسى، وفى عصر الثورة شاركت بالهتاف وبالأمانى وتنفست من الدخان المسيل للدموع، ذرفت الدموع كى أفرح ويفرح وطنى يوما. والآن هل تقبلونى يابنى وطنى وأنا مختلف معكم دينيا رئيسا عليكم، أنا مختلف معكم دينيا لكنى أعبد الإله الواحد كما تعبدون فهل أجد لى مكانا بينكم، أعرف أن هناك بعض المتشددين الذين يرفضوننى لأنى مسيحى، لكنى أعرف أيضا أن ليس كل شعب مصر كذلك، فغالبية الشعب المصرى مسلمين وغالبيتهم طيبون ومسالمون، فهل أجد مكانا بينكم وأنا أحبكم جميعا وأحب الخير للجميع، إن الذين ينادون بعدم أحقيتى فى الترشح لرئاسة الجمهورية إنما يؤرخون لعصور قديمة ويعودون بنا بأفكارهم هذه إلى الوراء، وأنا وأنتم لا ولن نسمح لوطننا العزيز بأن يرجع إلى الوراء لأننا لابد وأن ندفع به إلى مصاف الدول المتقدمة، يا إخوتى أنا إنسان خلقنى الله بى كل الصفات الانسانية لا أنقص منها شيئا، وأنتم كذلك لا تزيدون شيئا عن صفاتى فنحن إخوة فى الإنسانية لا تنظروا إلى من يريد أن يفرقنا لكن تمسكوا بمن يريد أن يوحدنا، إخوتى أنا قبطى وأحب وطنى من كل قلبى فهل تقبلون بأن أكون رئيسا عليكم؟، أم أنكم رافضون هذا المبدأ وتقبلون أجنبيا مسلما رئيسا ولا تقبلونى أنا، أظنكم لن ترفضونى.