اتهمت إسرائيل النظام السورى برئاسة "بشار الأسد" بأنه مسئول عن أحداث ما وصفته بأحداث العنف على الحدود فى شمال هضبة الجولان، والتى أدت لاستشهاد ما يزيد عن 11 متظاهرا سورياً، وإصابة أكثر من 225 آخرين بجراح شديدة. وشدد بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو"، على أن النظام السورى يحاول من خلال ممارساته الأخيرة صرف الأنظار عن المجازر والجرائم التى يرتكبها بحق أبناء الشعب السورى. وأضاف البيان الذى نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية "إن إسرائيل مثلها مثل أى دولة أخرى فى العالم تدافع عن حدودها وسيادتها بوجه أى محاولة لاقتحام أراضيها"، على حد تعبيره. ووجّه الجيش الإسرائيلى أصبع الاتهام أيضا إلى السلطات السورية، معتبرها تتصرف بصورة استفزازية وتحاول افتعال أزمة على الحدود لصرف الأنظار عمّا يجرى داخل الأراضى السورية من ممارسات القمع العنيف بحق السوريين. وأكد الناطق بلسان الجيش "يوآف مردخاى" على أن الجيش السورى لم يحرك ساكناً لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المنطقة الحدودية. وكان نتانياهو قد اصدر تعليماته أمس الأحد، إلى قوات الأمن بالعمل بحزم مع التحلى بضبط النفس لمنع اختراق الحدود، مثلما حدث فى الشهر الماضى قرب مدينة "مجدل شمس" الحدودية. وفى السياق نفسه عبرت مصادر عسكرية إسرائيلية عن خشيتها من تحول الحدود السورية بالقرب من قرية مجدل شمس إلى وضع مشابه لما فى الضفة الغربية خصوصا فى قرية "بلعين" الأمر الذى سيؤثر على طريقة عمل القوات المرابطة على الحدود. وأوضحت المصادر إلى أن الجيش يستعد خلال الأشهر المقبلة لمواجهة سيناريوهات مشابهة لما حدث أمس، بعدما تبنى الفلسطينيين هذا النمط من النضال، ولاسيما مع اقتراب موعد ذكرى احتلال القدسالشرقية خلال الأيام المقبلة، وإحياء فعاليات ذكرى النكبة. وخلال ساعات الليل واصل الجيش الإسرائيلى إطلاق النار لإبعاد المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى الجدار، كما أضاءت قوات الجيش المنطقة بالمصابيح الليلية لمنع التسلل، وقد استمرت حالة التأهب طوال ساعات الليل من خلال تبديل قوات للحفاظ على اليقظة. ومن ناحية أخرى، بحسب مصادر طبية سورية فإن أكثر من 23 شهيد سقطوا و350 جريح أصيبوا بنيران الجيش الإسرائيلى خلال أحداث أمس، بينما نفت مصادر إسرائيلية هذا العدد وقالت إنه مبالغ فيه, علما أن الجيش استخدم النيران الحية من بنادق القناصة باتجاه المتظاهرين. وتشهد قرية مجدل شمس اليوم إضراب وتعطيل للمدارس والمؤسسات التعليمية لليوم الثانى على التوالى فيما اجتمع ضباط رفيعين فى جهاز الشرطة الإسرائيلية مع وجهاء القرية لحثهم على التراجع والتخفيف من حدة التوتر الذى تشهده القرية بعدما شارك سكانها فى إلقاء الحجارة على قوات الجيش الإسرائيلى.