فاطمة عمر رباعة المنتخب المصرى لرفع الأثقال للمعاقين، تحدت الإعاقة وكل الظروف، واستحقت أن تكون بطلة من ذهب تستحق أن تكون قدوة ومثلا أعلى للشباب والفتيات، دائما ما تحرز الميدالية الذهبية منذ بداية مشاركتها فى البطولات، فهى صاحبة الميدالية الذهبية فى بطولة العالم بسلوفاكيا 1997 وبطولة العالم بالإمارات 1998 وذهبية أوليمبياد سيدنى 2000 وأثينا 2004 ومؤخراً بكين 2008 ، فاطمة غلبت مصلحة الوطن على مصالحها وحياتها الشخصية، وساعدها شريك حياتها البطل البارالمبى السابق عبد النبى محمود ،واستطاعت أن تتحدى الحديد وأوزانه، تاركة أبنتها شهد ذات السنوات الخمس فى رعاية والدها وأسرتها، لتقدم لمصر أسطورة ذهبية يفخر بها الوطن ، اليوم السابع التقى فاطمة عمر فى الحوار التالى... ما شعورك عقب إحرازك الميدالية الأوليمبية الذهبية الثالثة على التوالى ولمن تهديها؟ أشعر بسعادة بالغة وأهدى الميدالية إلى السيد الرئيس محمد حسنى مبارك والسيدة سوزان مبارك والشعب المصرى جميعاً، وأهديها إلى زوجى وابنتى بصفة خاصة، فهذه البطولة كان لها مذاق خاص، بعدما تعرضت للإصابة بمزق فى الكتف قبل البطولة بشهر وعطلتنى وانقصت من أرقامى أكثر من 20 ك، لكن إصرارى وعزيمتى لتحقيق شىء جيد لبلدى دفعنى لتجاوز أية صعاب. ماذا عن المحاولة الرابعة لك فى منافسات بكين التى حطمت فيها الرقم العالمى المسجل بأسمك وهو 141 ك؟ وهل كانت مغامرة؟ هذه المحاولة كانت حمل ثقيل نجحت فى التخلص منه، لأنها كانت "هربانة " منى منذ فترة طويلة أكثر من 5 شهور قبل سفرى إلى بكين، لدرجة أنى قمت بعمل قياس قبل السفر مباشرة ولم أوفق فى رفع ال140 ك، لكن الحمد لله ربنا أكرمنى ودخلت المباراة، وأنا كلى إصرار وعزيمة على كسر رقمى، وبالفعل من أول محاولة حققت الميدالية الذهبية ورفعت 125 ك والمحاولة الثانية 131 ك والمحاولة الثالثة 135 ك والمحاولة الرابعة المتعلقة بتحطيم الرقم العالمى شعرت أنى قادرة على حمل ال 141 ك وطلبت من د. على السعدنى المدير الفنى للفريق، من أن أدخل المحاولة الرابعة ب 141.5 ك لكنى صممت على تحقيق إنجاز جديد لمصر ولنفسى وبالفعل بنا أكرمنى ورفعتها0 ماذا كان شعورك بعد الميدالية الذهبية فى بكين تحديداً؟ لن أستطيع وصف الفرحة التى شعرت بها . لأنها كانت الميدالية الذهبية الأولى لمصر فى البطولة، وفتحت الطريق أمام باقى زملائى لزيادة رصيد مصر من الذهبيات. هل واجهت صعوبات بعد اتجاهك لممارسة رفع الأثقال؟ أكيد طبعاً هناك صعوبات، أهمها عدم أهتمامى ببيتى وابنتى وزوجى الاهتمام الكافى، لكنى أدين لزوجى بالفضل لما وصلت إليه، لأنه قاسى معى كثيراً ففى بعض الأوقات كنت أتواجد بالمعسكر لفترة تتجاوز الشهر كنت انزل خلاله يوم واحد واعود إلى المعسكر، بس الحمد لله زوجى كان مقدر ومتفهم ودائما ً يدفعنى إلى النجاح. ما حقيقة ما تردد عن إعلانك الاعتزال؟ لم أتخذ قرارى النهائى بعد، لكن 15 سنة من العرق والجهد والبطولات ربما تكون كافية. هل هناك ضغوط من زوجك وراء تفكيرك فى الاعتزال؟ لا هو يترك لى دائماً القرار. هل حددت موعداً لإعلان قرار اعتزالك .. وعلى أى أساس؟ لم أحسم الأمر حتى الآن، لكنى أشعر برغبة فى إنجاب أخ أو اخت لابنتى، ووقتها ربما أفكر فى القرار الصعب، لأنى بعد إنجاب شهد كنت أعتقد أنى لن أستطيع المواصلة، لكنى استمريت حتى الآن. ما رد فعل إتحاد رفع الأثقال على تفكيرك فى الاعتزال؟ أبلغنى المسئولون بالاتحاد واللجنة البارالمبية بتمسكهم باستمرارى فى الملاعب. كيف ترين رياضة المعاقين بمصر؟ من وجهة نظرى رياضة المعاقين فى مصر فى طريقها للانحدار، وخاصة رياضة رفع الأثقال، نظراً لعدم وجود صف ثانى قادر على مواصلة المسيرة وتحقيق ميداليات أوليمبية أو عربية، لذلك نحن فى حاجة إلى نظرة من المسؤلين. ما طموحك لرياضات المعاقين؟ نحن فى حاجة إلى الاهتمام الإعلامى برياضة المعاقين، ولكم أن تتخيلوا أنه لا يوجد صحفى أو إعلامى قام بالاستفسار عن برنامج إعدادنا واحتياجتنا أو أى شىء من هذا القبيل قبل السفر إلى بكين!. وماذا عن كلام رجال الأعمال حول رعاية المعاقين؟ رجال الأعمال متوليون رعاية عدد من الأبطال الأصحاء، فى حين أنهم لا يولونا أى أهتمام إطلاقاً !! ماذا عن تكريم السيدة سوزان مبارك؟ تكريم السيدة سوزان مبارك شرف كبير لنا، أعطانا دافعا قويا أثناء تواجدنا فى بكين، وهذه سابقة تحدث لأول مرة أن نلتقى مع السيدة سوزان مبارك، وسيسعدنا أكثر أن نلتقى بالسيد الرئيس محمد حسنى مبارك. ما هواياتك بعيدا عن الرياضة؟ الجلوس فى المنزل مع شهد ابنتى التى أفتقدتها كثيراً أثناء سفرى إلى بكين، وأشعر بالتقصير فى حقها. وكانت مشتتة ما بين أسرتى وأسرة زوجى وأحزن جداً لأننى أرى فى عيونها الأسى لبعدى عنها.