سعر الذهب الاثنين 6 مايو 2024 في محلات الصاغة    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 6 مايو    ضابط أمريكي: القوات الروسية دخلت أراضي خالية من هياكل دفاعية أوكرانية    رئيسة المفوضية الأوروبية قلقة من المنافسة الصينية    نشر عناصر شرطية ومخبرين سريين لمنع التحرش في احتفالات شم النسيم بأسيوط    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    بمناسبة ذكرى ميلادها ال 93، محطات في حياة ماجدة الصباحي    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    ضبط طن دقيق وتحرير 61 محضرًا تموينيا لمحال ومخابز مخالفة بالإسماعيلية    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى حوار لسفير الفاتيكان: أحب ذكريات رمضان
نشر في اليوم السابع يوم 30 - 09 - 2008

كيف يرى ممثل بابا الفاتيكان الإسلام والمسلمين فى رمضان؟ سعادة السفير مايكل فيتزجيرالد يشغل منصب سفير دولة الفاتيكان بالقاهرة، وهو بهذه الصفة يمثل الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، وخص اليوم السابع بأهم ذكرياته الرمضانية. هذا ما نقرأه فى السطور التالية.
جناب السفير، أنت تعيش فى بلد إسلامى منذ عدة سنوات، فقل لنا عندما تسمع كلمة "رمضان"، ما الذى يتبادر إلى ذهنك أولا؟
لدى الكثير من الذكريات الرمضانية أثناء خدمتى فى السودان مثلا. فكثيراً ما كنت أجد نفسى مدعواً على تناول الإفطار فى المساحات المفتوحة والحدائق مع بعض المعارف من السودانيين والعرب. فقد كانت العادة أن يتناول الرجال الإفطار فى باحات المنازل الخارجية، بينما تتناول النساء الطعام فى الداخل. وفى بعض الأحيان، بينما كنا فى رحلات داخلية، كنا نأكل على الطرقات وسط العامة، قريبا جدا من الحدود السودانية الأثيوبية. وكنت أرى أن شهر رمضان له طابع اجتماعى "رحيم" ومميز. وكانت الناس مهتمة جدا بتناول الطعام جماعيا، وتوزيعه على الفقراء.
هل خدمتم فى السودان مدة طويلة؟
نحو عامين، وعشت إذن مرتين رمضان فى السودان، أنا زرت جنوب الفلبين أيضا وكان المسيحيون قد أقاموا برنامجا خاصا بالشهر الفضيل أسموه "دويوج رمضان"، بمعنى "المشاركة فى رمضان". كان معروفا أن رمضان هو شهر خاص جدا بالنسبة للمسلمين، وعلينا نحن المسيحيين أن نلعب فيه دورا إيجابيا ومساندا لإخواننا المسلمين. فكانت الإذاعة تذيع برامج خاصة برمضان، عبارة عن أدعية ولقاءات من أجل توعية المسيحيين بصفة خاصة على معنى وأهمية الشهر الكريم بالنسبة للمسلمين، وجعل هذه الفترة أكثر روحانية للمسلمين وتفهما وقبولا للمسيحيين.
كدبلوماسى أجنبى عشت فى هذه الدولة، ما هو تقييمكم لهذا النوع من جهود التقارب هذه؟
كنت أرى ذلك رائعا. أن تبذل مجهودا فى محاولة تفهم دين الآخر من أجل أن يسود مزيد من التسامح بينكما هو شىء يستحق الثناء. كان هذا يحدث فعليا منذ عدة سنوات، ولكن اليوم أخذت هذه الأنشطة تتلاشى بسبب تدهور الظروف السياسية فى هذا الجزء من القارة الآسيوية. لكن فى كل الأحوال، يجب تحية هذا المجهود الذى استهدف مزيدا من التقارب بين أصحاب الديانتين السماويتين.
أنت كممثل رسمى للكنيسة الكاثوليكية.. كيف ترى رمضان؟
علينا أن ننظر لرمضان بكل ما يحمله من مظاهر ومعان إيمانية. ففلسفة رمضان ليست فقط عدم الأكل وعدم الشرب أثناء النهار ثم التسامر فى المساء. الموضوع أهم من هذا بكثير. إنه شهر صلاة وروحانيات وقراءة للقرآن ومشاركة عائلية وتضامن مع الآخرين. وهذه كلها أشياء يعجب بها المسيحيون.
هذا من الناحية الاجتماعية. إنما من الناحية الدينية، هل يعلمك رمضان أشياء عن الإسلام؟
طبقا لما فهمته من قراءاتى عن رمضان، فإنه فى الأساس شهر مخصص لطاعة الله. فصيام رمضان طلبه الله من الناس، وهو بالمناسبة طلب صعب، خاصة عندما يهل هذا الشهر فى فصل الصيف. ويصوم المسلمون لإظهار طاعتهم لله. لقد فقدنا فى مجتمعاتنا الغربية معظم معانى الصيام. ولذلك فإن رمضان الذى يحتفل به المسلمون كل عام يذكرنا نحن الغربيين بقيمة أن تحرم نفسك طواعية من أجل أن ترضى الله. صحيح أن الصيام نفسه يختلف بين الإسلام والمسيحية، فالصيام فى الإسلام ليس هدفه الاستغفار مثل المسيحية، ولكن هدفه الاعتياد على طاعة الله، وزيادة أوقات الصلاة والتضامن مع الأهل والأصدقاء والفقراء.
ما رأيكم بالطريقة التى يصرف فيها المسلمون أموالهم فى رمضان؟
قرأت فى الصحف عن أراء تنصح الناس بتوفير أموال سفرات العمرة وتوزيع أموالها فى إطعام الفقراء، خاصة فى رمضان. وأنا سعيد للغاية بحدوث هذا الوعى لدى العديد من المسلمين. أنا سعيد أيضا أن الكثيرين قد وجدوا أخيرا فى موائد الرحمن الضخمة والمكلفة الكثير من الظواهر السلبية كالتصنع والبذخ. ويميل المسلمون أكثر إلى العودة إلى التضامن الصادق والبسيط مع الآخرين، وهو الهدف الأصلى للصيام فى رمضان. أنا أرى أن رمضان بالنسبة للإخوة المسلمين هو نوع من كشف الضمير والنوايا.
يميل المسلمون اليوم إلى تحويل الأموال التى ينفقونها فى موائد الرحمن إلى ما يسمى "شنطة رمضان" أو "كرتونة رمضان". ما رأى جناب السفير فى هذا؟
من المؤكد أنها فكرة ممتازة. وتقوم بهذا أيضا جماعة الإخاء الدينى، وهى جماعة دينية تتبنى التقارب بين المسلمين والمسيحيين، وتقيم حفل الإفطار الذى يضم مسلمين ومسيحيين معا. أشياء كثيرة تعجبنى. أعلم أنه على المسلمين فى نهاية شهر رمضان تقديم زكاة الفطر. ولكن يمكن دائما تقديم صدقات فى أول الشهر بدلا من الانتظار لآخره.
ما الذى تقوم به السفارة تجاه موظفيها المسلمين فى رمضان؟
الحقيقة أن موظفى سفارة الفاتيكان مسيحيون. ولكننا نهتم بشكل خاص بالجنود الذين يقفون خارجا لحراستها. فهم الذين يحموننا. وفى رمضان تقدم لهم السفارة وجبات الإفطار.
هل شاركت جنابك فى حفلات إفطار؟
بالطبع شاركت. لكن السفارة لم تنظم مآدب إفطار خاصة بها. ويمكن جدا أن نقيم مأدبة، ولكنى أعتقد أنها ستضم عددا محدودا من الأصدقاء. ونحن نفضل أن نترك هذا الأمر إلى الكنيسة المحلية. وأنا شاركت عدة مرات فى مآدب أقامها الروتارى وهيئات مدنية أخرى، بحضور فضيلة الشيخ سيد طنطاوى وقداسة البابا شنودة.
هل لك ذكريات خاصة عن رمضان فى فترة توليك مسئولية لجنة الحوار بين الأديان فى روما؟
كنت ذاهبا فى رحلة عمل إلى المملكة العربية السعودية للتفاوض مع بعض الشركاء. وذهبت للقائهم فى جدة. وجاءت دعوتنا فى الشهر الفضيل، مما أدهشنا قليلا. تساءلنا كيف يتم دعوتنا فى رمضان؟ فقالوا لنا إنه لا توجد مشكلة على الإطلاق: "تعالوا، فلا توجد مشكلة فى استقبالكم". كان ميعاد اللقاء عند الإفطار. فتحدثنا وتناولنا الطعام والشراب معا وكانت جلسة مثمرة للغاية. فى هذه المناسبة أتذكر أننى التقيت برجل أعمال بريطانى الجنسية فى مصعد الفندق وكان يضرب كفا على كف قائلا: "هذا غير معقول، هذه أول مرة فى حياتى أذهب إلى ميعاد عمل فى منتصف الليل".
هل فى لجنة الحوار توجهون رسائل محددة للمسلمين؟
بدأنا فى إرسال رسائل رسمية للمسلمين بمناسبة انتهاء رمضان ابتداء من سنة 1967. إننا نطرح فى هذه الرسائل نقاطا مشتركة تهم المسلمين والمسيحيين على حد سواء، ونطلب من ممثلينا أن يبلغوا هذه الرسائل بدورهم إلى رؤساء الدول والحكومات الإسلامية المختلفة من أجل إثراء الحوار بين الديانتين. ونترجم الرسائل إلى اللغات الإندونيسية والباكستانية والماليزية والعربية بطبيعة الحال.
كيف ترى عيد الفطر؟
يشعر المسلمون بفرحة غامرة بعيد الفطر، وتذكرنى هذه الفرحة قليلا بالكريسماس الذى نحتفل به نحن فى الغرب: الاجتماعات الأسرية، الملابس الجديدة، تبادل الهدايا، وأشياء كثيرة مشتركة بيننا.
تزيد هذه الأيام جرعة حوار الأديان فى الفنون المصرية، حتى أنها وصلت إلى إنتاج أفلام أبطالها مسلمين ومسيحيين. فهل تذهب إلى السينما يا جناب السفير؟
نعم. لقد شاهدت أخيرا فيلم "حسن ومرقص". لكنه كان بالعامية المصرية، فلم أفهمه بشكل كامل. لقد شدنى تفاعل الجمهور مع الأبطال، فقد كان يضحك كثيرا على قفشاتهم دون أن أستطيع أن أتابعها. عادل إمام ممثل كوميدى كبير، الفيلم جيد، لكنى أعتقد أن نهاية الفيلم كانت متشائمة بعض الشىء، رغم تضامن الأسرتين.
ومن أين تستقى هذا التفاؤل يا جناب السفير؟
التفاؤل الذى أشعر به يأتى من الرجاء الروحى المسيحى. إن الله هو الذى يهب الرجاء. فكثيرا ما تنهار الأشياء تحت أقدامنا، ومن ثم نبدأ من جديد. إن الله هو الذى يبث فينا قوة جديدة فى عملية إعادة البناء. لكن لابد من العمل المضنى لتجسيد هذا التفاؤل. لا بد من أن يعمل المسلمين والمسيحيين معا فى اتجاه الحوار والتقارب والفهم المتبادل. وأن يكون هذا حقيقى ومن القلب. وقد قدم لنا الفيلم "السطحية الشديدة" التى تغلف الكثير من لقاءات المسلمين والمسيحيين. لمعرفة الآخرين، يجب التعمق فى الحوار وعدم أخذ الأمور بمجرد شكلها الظاهرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.