خطوة جادة نحو التغيير

هل نحن مقبلون على غد مشرق، يحكمه الراشدون والعقلاء ويسوده التفاؤل بأن القادم أفضل، ونبدأ خطوة جادة نحو التغيير ليعم الاستقرار، إلى عصر الانجازات بالتخطيط المدروس أم سنظل على فوهة البركان نعيش الآن فقط على التكهنات والتنبؤات والاحتمالات والمساعدات، وقد نرى ما لم نراه من قبل فى ظل الهرولة الفكرية والسفسطة الجدلية ما بين التيارات السياسية والمذاهب والنظم والأحزاب والانقسامات والهلوسة الطائفية واللهث وراء أى حامل راية بدون وعى وإدراك؟
إن الكلاب الضالة المسعورة فى الشوارع أصبحت تهدد أمن المواطن، فاستنزاف المخزون الغذائى قد يكون كارثة فهناك من يصبر ويحتسب الأجر للخروج من الأزمة، وهناك قوم يأجوج ومأجوج الذين لا يدركون شيئاً، عن ما يحدث وما سوف يحدث من تبعات سياسية خطيرة، وإنما يدركون فقط الخوف من الموت جوعاً، وبوادرها بدأت تظهر من آن إلى آخر.. ماذا تنتظر من اقتصاد ينهار؟
لابد أن ندرك حقيقة أننا إلى الآن لا ننتج طعامنا أو ملابسنا أو نصنع سلاحنا، فالتحدى الأكبر لنا الآن هو العمل والإنتاج ولا سبيل غيره، فعجلة الأحداث تجرى بسرعة رهيبة ولابد أن نفيق مما نحن فيه، لابد أن ندرك أن من حولنا لن يتركونا ولن يوقفوا لمجرد المشاهدة ولكن فى انتظار الفرصة السانحة لزيادة البلة طينا، إن المسئولية كبيرة جداً ولا مفر من حملها وتحمل نتائجها، لابد من احتشاد كامل وحازم بالذخيرة العلمية ووسائل التوعية دينياً وخلقياً وفكرياً وعملياً وإعلامياً، ولابد أن ندرك تماماً أن ما يحدث من عدم استقرار ليس من قبيل الصدفة.. نريد أن نسعى إلى ثورة سلوكية ثورة علمية، تدرك حقيقة المنعطف الخطير الذى أوشكنا عليه، فالعالم يتطور بسرعة رهيبة ولن ينتظرنا أحد أن نجد حلولا لخلافتنا السلبية، لابد أن نخرج من الكهف المظلم، كهف الفردية وإلا فسوف يكون مصيرنا مجهولا.
نعم قد تكون الرياح شديدة، والموج عاليا، والرؤية غير واضحة، والأفق غير واسعة، والنظرة الشمولية غير موجودة، فالعبور إلى الشاطئ الآخر ليس بالأمر الهين، فبعيداً عن الجدل والسفسطة التى نحن فى غنى عنها، نحن فى أشد الحاجة إلى عقليات مبتكرة خلاقة مبدعة مرنة تسعى إلى حلول غير تقليدية، وكوادر جديدة بدماء جديدة تفكر بحرية وبأسلوب غير روتينى، لا مكان للعقليات المتسلطة المتحجرة، فنحن أمام فترة انتقالية خطيرة يلزم فيها اتخاذ قرارات تاريخية ولن ينفع معها المسكنات والقروض والتسول.