أسعار الموز والتفاح والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025    ترامب يكشف تفاصيل محادثته مع حماس بشأن نزع السلاح: سنتدخل بالقوة لو لم يفعلوا    مندوب فلسطين بالجامعة العربية: قمة شرم الشيخ محطة فارقة وضعت حدا للعدوان    كوت ديفوار تعود إلى كأس العالم بعد غياب 12 عاما    كندا ترغب لتعزيز العلاقات مع الصين والهند مع تمسك ترامب برسومه الجمركية    مصر ومؤتمر السلام بشرم الشيخ: من الدبلوماسية الهادئة إلى توظيف الزخم سياسيا واقتصاديا وسياحيا.. وجود القاهرة على أى طاولة تفاوض لم يعد خيارا بل ضرورة.. وتصريحات ترامب عن الجريمة فى بلاده اعتراف أن مصر بيئة آمنة    كوت ديفوار تفوز بثلاثية أمام كينيا وتعبر إلى كأس العالم    إسبانيا تكتسح بلغاريا برباعية في تصفيات المونديال    هاني رمزي: أسامة نبيه أخطأ في تصريحاته عن منتخب الشباب    تأهل منتخب إنجلترا لكأس العالم 2026 بعد اكتساح لاتفيا بخماسية    يتيجي يقود إيطاليا للفوز بثلاثية نظيفة علي إسرائيل    موعد مباراتي العراق والإمارات في الملحق الخامس ب كأس العالم 2026    مصرع شخصين في تصادم سيارتي نقل على الطريق الصحراوي الغربي بالمنيا    المؤبد و غرامة 100 ألف لعاطل بتهمة الاتجار في المواد المخدرة بقنا    لا تنجرف في الكلام.. برج الجدي اليوم 15 أكتوبر    معرض حى القاهرة الدولى للفنون فى نسخته الخامسة لمنطقة وسط البلد لعرض أعمال ل16 فنانا    أكرم القصاص: على الفصائل الفلسطينية إعادة ترتيب أولوياتها وتوحيد الصف    كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار غزة؟ مندوب فلسطين يكشف    «توت عنخ آمون يناديني».. الكلمات الأخيرة ل «كارنافون» ممول اكتشاف المقبرة الملكية (فيديو)    ازدحام مروري سيعرقل مسارك.. حظ برج القوس اليوم 15 أكتوبر    في 3 أيام .. وصفة بسيطة لتطويل الأظافر وتقويتها    تعادل مثير بين البرتغال والمجر بثنائية لرونالدو وسوبوسلاي    السنغال تحسم التأهل إلى المونديال بعد رباعية موريتانيا    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء الأربعاء 15 أكتوبر 2025    سعر الدولار مقابل الجنيه والعملات الأخرى بداية تعاملات الأربعاء 15 أكتوبر 2025    «تقلوا هدومكم».. تحذير من حالة الطقس اليوم : درجة الحرارة 11 ليلا    باختصار.. أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. تجدد الاشتباكات بين القوات الأفغانية والباكستانية.. نتنياهو: لن ندخر أى جهد لإعادة رفات المحتجزين فى غزة.. 90% من شوارع قطاع غزة تضررت جراء الحرب    متحدث الري: التغيرات المناخية تؤثر بشكل واضح على قطاع المياه في كل العالم    وزير الاستثمار: الحكومة المصرية ملتزمة بتعزيز الشراكة مع مجتمع الأعمال الأمريكي    فصل الكهرباء عن عدة قرى بالرياض في كفر الشيخ غدًا لمدة 5 ساعات    الجنايات تقضي بالسجن المؤبد على تاجر شابو في قنا    ارتفاع عدد ضحايا حادث سقوط تروسيكل أسيوط إلى خمسة طلاب    باسم يوسف: أكل عيش أني أعارض دايمًا.. والشهرة وجعت دماغي    جيش الاحتلال: الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثامين أسرى إسرائيليين جنوب غزة    زي بتاع زمان.. الطريقة الأصلية لعمل الفطير المشلتت    متى يكون سجود السهو قبل السلام؟.. أمين الفتوى يوضح حكم من نسي التشهد الأوسط    السفير صلاح حليمة: الاحتجاجات في مدغشقر تطورت إلى استيلاء على السلطة بحماية النخبة    هل شراء شقة عبر البنك يُعد ربا؟.. أمين الفتوى يوضح    الجامعة الأمريكية تنظم المؤتمر ال 19 للرابطة الأكاديمية الدولية للإعلام    سعر مواد البناء مساء اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    مدير مكتب تأهيل الخصوص في تزوير كروت ذوي الإعاقة: «طلعتها لناس مكنش ليهم محل إقامة عندي» (نص التحقيقات)    في هذا الموعد.. محمد فؤاد يستعد لإحياء حفل غنائي ضخم في بغداد    محافظ كفرالشيخ يتفقد مستشفى قلين ويشدد على جودة الرعاية وحسن معاملة المرضى    تناولت مادة مجهولة.. مصرع طالبة في الصعايدة بقنا    مونلى صديق سوزى يتبرأ منها أمام النيابة: " ظهرت معاها بس عشان نزود متابعين"    ورشة عمل لاتحاد مجالس الدولة والمحاكم العليا الإدارية الإفريقية    وكيل شباب ورياضة الجيزة يتابع تطوير مركز شباب الديسمي لخدمة المتضررين من السيول    مواصفة امتحان مادة الدين فى اختبارات الشهر للمرحلة الابتدائية    زيادة ربع مليون نسمة في تعداد سكان مصر خلال 60 يومًا    ب36 شخصية رفيعة.. قارة آسيا تتصدر الحاصلين على قلادة النيل    دار الإفتاء توضح حكم تنفيذ وصية الميت بقطع الرحم أو منع شخص من حضور الجنازة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    جامعة جنوب الوادي تنظم ندوة حول "التنمر الإلكتروني"    وفد رفيع المستوى من مقاطعة جيانجشي الصينية يزور مجمع الأقصر الطبي الدولي    وكيل صحة المنيا يفاجئ وحدة أبو عزيز ويحيل طبيبة للتحقيق بسبب الغياب    تألق مصري عالمي.. محمد صلاح في قائمة أفضل 50 لاعبًا خلال العقد الأخير    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    إثيوبيا ترد على تصريحات الرئيس السيسي: مستعدون للانخراط في مفاوضات مسئولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمعة فضح سارقى الثورة
نشر في اليوم السابع يوم 26 - 05 - 2011

يقول المثل الشعبى "كتر خيرك يا شدة وريتينى العدو من الحبيب"، وينطبق هذا المثل "بحذافيره" على الواقع الآن فقط، إن استبدلنا كلمة ثورة بكلمة شدة ليصبح المثل هكذا "كتر خيرك يا ثورة وريتينى العدو من الحبيب، فالأصل فى الثورة أن الذين قاموا بها من "عيال" أحبوا بلدهم وهالهم ما رأوه من فساد انتشر فى البر والبحر، فأحبوا أن يقولوا "لا" وكانت ال"لا" مدوية، عالية، صاخبة، مزلزلة.
صرختهم انطلقت لا تبتغى شيئاً إلا وجه الوطن، بينما اكتفى المنتفعون ببعض ما نالوه من فتات هذا الوجه، وظل المرابطون فى ميدان التحرير، يتأملون هذا الوجه ويرممونه مما لحق به تشققات، أصبح الميدان هو الضمير يئن إذا ما أصاب الوطن عطباً، ويزدهر كلما انتشى أو انبسط، أما حراس الميدان فظلت قلوبهم معلقة به حتى وإن تركوه، أجسادهم تكون خارجه أحيانا، لكن أرواحهم تتعلق بمداخله، تعلق المؤمنين بأستار الكعبة.
تشبه الشمس يا ميداننا، تشبه القمر والنجوم والسماء، حاولوا أن يلوثوك فما قدروا، حاولوا أن يبدلوك فأبيت، حاولوا أن يطمسوا معالمك فطمستهم وكشفتهم وانتزعت عنهم ثوب البراءة والوطنية والفداء، فسبحان من أعطاك من قدرته وزينك بزينته، وحماك من كل مكروه وشر.
لنا أن نتعجب من قدرة هذا الميدان الفريد على طرد كل ما هو زائف ومغرض، ولنا أن نرى فيه مصر التى فى خاطرنا، مصر التى استعدناها من أفواه مفترسيها وخائنيها الخائبين، مصر التى تعرف ما لا يعرفه المصريون، مصر الأبية العفية البهية الوضاءة المقدسة.
كل مرة يحاولون فيها أن يهزموا الميدان يرتد كيدهم إلى نحرهم، كل مرة يخيب سعيهم، وفور أن يدركوا قواهم الحقيقية يهرولون نحو الميدان ليسرقوا ما استطاعوا إليه سبيلا، كل مرة يصدرون نفس البيانات الخائبة، عن غموض الدعوة للمظاهرة وإيمانهم بأهمية الحوار لا الصدام، برغم أنه لم يقل أحد كلمة صدام، كل مرة يتحججون بحجج واهية ويستندون على بالى القول والفعل ويشاء الله أن يخذلهم ويفضح تخاذلهم.
سيقول قائل أكاد أسمع صوته: منكم لله خربتوا البلد، وسيدعى آخر أن المشارك فى مظاهرة الغد علمانى يسارى اشتراكى وحدوى ليبرالى وسيفترى كاذب: قلة مندسة وجماعة مخربة، وسينتظر آخرون متأهبين لاستشراف ملامح الغد، إن نجح سيدعون المشاركة، وإن فشل فسيكونون أول الشامتين، بينما سيتفرغ آخرون للفرجة مشجعى اللعبة الحلوة، صاحين فى أقرب فرصة "وجوووون" وبين هذا وذاك تعود الثورة إلى أصحابها الحقيقيين الذين أشعلوها منذ البداية وتعاهدوا أمام الله والوطن ألا يهدأوا إلا حينما تكتمل الثورة وتنعم مصر بهويتها الحقيقية وتعود إلى سكانها الأصليين.
نفس الحجج، التى كنا نتأفف منها قبل 25 يناير، نفس الخطاب المتعفن، نفس الأسانيد التى يدعون إنها شرعية والشرع منها برىء، نفس التفاهات المتكررة عن القلة المندسة والأيادى الأجنبية، نفس الاتهامات بالعمالة والخيانة والمروق، ولا أجد نفسى محتاجاً لأن أسمى سارقى الثورة بأسمائهم، فكلنا يعرف من هم، وإن كانت فجاجة السلفيين وانتهازية الإخوان واضحة وضوح الشمس، يضاف إليها خسة رجال الأعمال المتحكمين فى الرأى العام، والمتورطين فى قضايا الفساد ومحاولاتهم الدائمة لإخماد نور الثورة، فهناك الكثيريون الذين يتقنون مهنة التخفى فى الأوقات الفاصلة ثم القفز والهبش فى أقرب فرصة، وأحمد الله أن جمعيات سارقى الثورة امتنعت عن مظاهرة الغد لتتكشف عواراتها أمام الجميع، بعد أن ساهمت فى تشويه الثورة، ومحاولة اختطافها، مرة باستخدام الوضع الاقتصادى المتردى كفزاعة، ومرة بإشعال الفتن الطائفية، ومرة بالتهويل والمبالغة فى استخدام البلطجة والسكوت عليها لترهيب الشعب.
أنا مش حاسس بالتغيير وعشان كده نازل التحرير، لا تخوينا فى الجيش، ولا اصطداما معه، لكن لأن الشعب أراد إسقاط النظام، ومازال النظام يجاهد لكى يسقط، سأنزل إلى التحرير لأن السياسات لم تتغير، وعبيد النظام السابق مازالوا يجتهدون فى صنع أصنام يتقربون إليها؛ لإعادة إنتاج أسياد، سأنزل إلى التحرير لأن النظام لم يتغير، فقط أجرى عملية نيولوك، ومازل مأمور قسم شرطة طوخ ومن على شاكلته يعامل المصريين كما لو كانوا عبيداً، ولأن الأمن الوطنى يمشى على خطى أمن الدولة، ولأن الاعتقالات بالجملة، والمحاكمات أسد على الثوار، ونعامة على مبارك ومن معه، ولأن التليفزيون الحكومى مازال يلجأ إلى نفس سياساته المقيتة، ولأن سامى الشريف يمارس دور أنس الفقى ويستبعد أشخاصاً ويقرب أشخاصاً ويأمر بإذاعة برامج ويستبعد أخرى ويقطع البث عن برنامج الزميل محمود شرف لأن بثينة كامل لا تعجبه، ولأن فضائياتنا مازالت تلعب لعبتها القديمة وتدس السم فى العسل أو "مبارك فى الثورة" ولأن صحفنا الحكومية التى اجتهد صحفيوها لتطهيرها مازالت تدار بنفس العقلية القديمة، ولأن من زيفوا إرادتنا وزوروا انتخاباتنا مازالوا ينعمون الحرية التى مات فى سبيلها مئات الأبرياء، سأذهب إلى الميدان وأنا أعرف أن الخطر قائم مثلما كان قائماً قبل الخامس والعشرين من يناير.
ينادى الميدان فتتلمس الأذن النداء، تحتضنه، كعاشق مرهون أمام بيت الحبيبة، ما إن تتحرك ستائر شباكها حتى تنتفض روحه وتلتهب مشاعره، وتتسع عيناه للتمتع برؤيتها والنهل من سناها، لا يخاف الحبيب من أهل الحبيبة ولا يتراجع إذا ما تلقى تهديداً أو وعيداً، فنظرة من عين مصر بالدنيا وما فيها، وما كان للعاشق أن يضل بعدما اهتدى، وما كان للجدع أن يجبن بعدما انتصر على الجبان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.