توليت أمانة خزينة مصر، فى وقت عاصف وظروف عصيبة ومنذ ذلك الوقت والهم قرينك، والبال المشغول حليفك، لا تهنأ بفكر خالِ، ولا وقت سمر تُسر به النفس، فثقل الحِمل يذهب كل جميل برغم روحك المتفائلة. وكعادة وجهك البشوش إلا أننا نشعر معك بجلل الموقف فالجرح الاقتصادى غائر وما يزيده عُمقا من الأزمات كثير، منها علاوة فرضت بليل لا يعلم غطاءها المالى إلا الله عز وجل، وتعيينات عمالة وتثبيت لنيل الرضا والهدوء فى الشوارع وتغيرات فى أجور إرضاء منطقى لكل صاحب عوز وحاجة وتدهور فى الإنتاج بصفة عامة، فلا تصدير سلع، وخوف مستثمر من استيراد به من المخاطر كثير. وبعشقنا يا سيدى لزيادة الطين بلة، وقفنا فئويا محتجين ونكاية فى اقتصادنا، قطعنا الطرق وأغلقناها الكل يريد أن يقضى شهوته بمخالفة قانون وعصيان لوائح وتحقيق مآرب منها المشروع ومنها غير المشروع على الأقل زمنيا. وصراخ الحاجات منا لايتوقف عليك، فالمال عصب الحياة، وخزينتك أصلا وجدتها منهوبة، دبرنا يا سيدى سمير، فذهبت لأمريكا لطلب الغوث فخذلوك وخذلونا كعادتهم وذهبت للخليج لعل الله يريك منهم موقفا يسُرك، وما يسُرك بالطبع يسرنا، نعلم أن لسانك لنا شاكر على ثقتنا فيك، وعلى اقتصادنا المُبتلى بكثرة النوائب نجدك صابرا فاصبر واحتسب، أجرك عند الله ولا نملك لك إلا الدعاء، اللهم اجعلك سببا فى تفريج كربنا وذهاب همنا وغمنا، اللهم كما جعلته على خزائن مصر فاجعل مصر على يديه سخاء رخاء يارب العالمين.