نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، تقريراً تتحدث عن إيقاع الحياة اليومية خلال شهر رمضان فى الدول العربية .. فى القاهرة كما فى الرياض. أشارت الصحيفة إلى أن العمل لا يتوقف فى البلدان العربية خلال الصوم .. فالمحاكم والإدارات والمدارس تعمل جميعها بلا استثناء. يرجع ذلك فى الأساس إلى أن شهر الصوم يعد جزءاً لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية فى العالم العربى، حيث يتأقلم المجتمع فى مجمله وفقاً لإيقاع أكثر شهور الإسلام قدسية، مما يعنى أن الحياة أثناء شهر رمضان تصبح أقل صعوبة فى الدول العربية عنها فى الدول الغربية، يرجع السبب الأول فى ذلك إلى أن غالبية المجتمع يحترم، على الأقل، مبدأ الامتناع عن الأكل والشرب والتدخين من الفجر وحتى غروب الشمس. أما السبب الثانى والأهم يتمثل فى تنظيم مواعيد العمل بطريقة من شأنها تسهيل احترام الصوم. يسوق المقال أمثلة على ذلك، كاختصار عدد ساعات اليوم الدراسى إذ يقل مستوى تركيز التلاميذ أثناء الصوم، وانتهاء العمل فى المؤسسات الحكومية بل والخاصة أيضاً، فى مواعيد مبكرة عن المعتاد ليتمكنوا من اللحاق بالإفطار فى منازلهم، مما يؤدى إلى حدوث ازدحام مرورى كثيف نتيجة خروج كل هذه الأعداد من الطلبة والموظفين فى مواعيد متقاربة بطبيعة الحال، تذكر الصحيفة أن المعجزة التى تتكرر يومياً خلال شهر رمضان فى القاهرة، واحدة من أكثر العواصم ازدحاماً فى العالم، هى لحظة آذان المغرب، حيث يسود صمت رهيب، لا يتخلله سوى صوت أدوات الطعام. ثم تؤكد الصحيفة أنه، باستثناء تركيا وتونس، تصنع معظم الدول الإسلامية من الإسلام الأساس الضمنى أو الظاهرى لوضع تشريعاتهم وتنظيم العلاقات الاجتماعية فيها. فى أعقاب حركة "الأسلمة" فى السبعينيات، أصبح من الصعب تبرير عدم احترام الصوم فى رمضان، بل وعدم ممارسته. يظهر ذلك جلياً فى أمور عديدة بدءاً من منع بيع الكحول فى البارات المصرية (قليلة العدد فى الأساس) أثناء شهر رمضان، وصولاً إلى العقاب الجسدى فى المملكة العربية السعودية فى حالة انتهاك القواعد. فى نهاية المقال، تذكر الصحيفة أن بعض خبراء الاقتصاد قد قاموا بإجراء إحصاءات لحساب الخسائر الإنتاجية الناجمة عن بطء إيقاع العمل بشكل عام خلال شهر رمضان، الأمر الذى عارضوه خبراء آخرون، مؤكدين على ضرورة عدم تجاهل المكاسب الناتجة عن زيادة معدل استهلاك الأفراد خلال هذا الشهر .. أى أن الإحصاءات هى الأخرى "مسألة إيمان".