أكد الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن والعدالة الاجتماعية، أن مشكله العشوائيات فى مصر تفاقمت خلال الفترة الماضية فى عهد النظام السابق حتى أصبحت تهدد كيان المجتمع، وذلك جاء نتيجة عدم تحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين، مما يتطلب اتخاذ التدابير للتعامل معها، إضافة إلى الوقاية لعدم ظهور مثل هذا المرض الاجتماعى مرة أخرى. وحذر جودة خلال انعقاد مؤتمر "العشوائيات فى المجتمع المصرى أوضاع الحاضر واحتمالات المستقبل"، والذى نظمه المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، من النظر إلى مشاكل العشوائيات بالدراسات الهندسية فقط دون التطرق للوضع الاقتصادى، لافتا إلى أنه أثار بعض التساؤلات فى أحد المؤتمرات العلمية خلال فترة الثمانينات عن مشكلة العشوائيات وهى عدم حصول المواطن قليل الحيلة على أدنى حقوقه فى المنطقة التى يسكن فيها، الأمر الذى أثار غضب المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان وقتها حيث اعتبر ذلك خروخ عن النص. وأضاف جودة، أن عدد المناطق العشوائية فى مصر حاليا يتراوح ما بين 1100 و1300 منطقة عشوائية ويقطن فيها ما يقرب من 7 إلى 15 مليون نسمة وأن محافظة القاهرة تحتل النصيب الأكبر من سكان العشوائيات حتى أصبح حولها حزام ناسف من العشوائيات، مؤكدا أن حل هذه المشكلة لا يمكن ان تتحقق باستئصال السكان من أماكنهم وتهجيرهم الى أماكن أخرى نظرا لأن هناك تجاربا فى التهجير أثبتت فشلها. وانتقد سياسة الحكومة السابقة التى أدت إلى انفجار فى المجتمع وظهور الكثيرون فى المناطق العشوائية الذين لا يتمتعون بادنى حقوقهم الآدمية من سكن وتعليم وصحة، رغم أن ذلك يخالف الدستور الذى يؤكد أن المجتمع يقوم على أساس المواطنة، مما أدى إلى حدوث تفاوت كبير بين من يملكون ومن لا يملكون قائلا: "لست من أنصار البكاء على اللبن المسكوب "لافتا إلى أن الحكومة الحالية تنتهج نهجا مختلفا يعمل على إعطاء الحقوق للجميع دون أى تفرقة بين مواطن وآخر".
