يجرى علماء الفلك البريطانيون حالياً اللمسات النهائية المتعلقة بتصميم تلسكوب فلكى فريد من نوعه يعمل على عمق ألف متر تحت سطح الأرض للكشف عما إذا كانت هناك أكوان وجدت قبل نشوء الكون الحالى بالبحث عن أصداء انفجارات كبيرة سابقة مماثلة للانفجار الكبير الذى أوجد كوننا قبل 7ر13 مليار سنة. ومن المقرر أن يجتمع العلماء الذين يقفون وراء مشروع تصميم التلسكوب، الذى أطلق عليه اسم (اينشتين) بقيادة مرصد الجاذبية الأوروبى فى مدينة (بيزا) الإيطالية الشهر المقبل لتحديد معالم خططهم للتلسكوب الجديد، آملين أن يساعدهم فى إلقاء أول نظرة على فجر نشوء الكون والاقتراب من سر نشأته. ونقلت صحيفة (ديلى تلجراف) البريطانية عن البروفيسور بى. إس. ساثيابراكاش أستاذ الفيزياء الفلكية فى جامعة كارديف البريطانية ورئيس فريق العلماء الذى يعمل على تصميم التلسكوب أن هناك إمكانية كبيرة لرؤية الكون بطريقة جديدة تماماً من خلال الموجات الجاذبة. وأضاف أن هذه الموجات تكون ضعيفة جداً حين تصل إلى الأرض، ولكن استخدام أجهزة حساسة للغاية سيتيح جمع أدلة مباشرة إلى وجود ثقوب سوداء ومعرفة المزيد عن توسع الكون والتقاط بعض الموجات الجاذبة الناشئة عن الانفجار الكبير الذى أسفر عن وجود الكون كما يعتقد علماء الفلك. وقال البروفيسور بى.إس. ساثيابراكاش أستاذ الفيزياء الفلكية فى جامعة (كارديف) البريطانية ورئيس فريق العلماء الذى يعمل على تصميم التلسكوب، إنه إذا حالفنا الحظ سنلتقط إشارات سابقة على الانفجار الكبير يمكن أن تساعد على إيضاح ما كان موجوداً قبل نشأة الكون الذى نعرفه، وما إذا كنا نعيش فى حلقة واحدة من سلسلة انفجارات كبيرة وتوسعات كونية متسارعة أم لا. ويهدف علماء الفلك بتصميم تلسكوب (اينشتين) الفريد إلى رصد ظاهرة صعبة هى ظاهرة الموجات الجاذبة الناجمة عن أحداث ضخمة فى الكون مثل الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية والانفجار الكبير، معربين عن اعتقادهم بأن هذه الموجات التى لم ترصد بصور مباشرة من قبل تتردد فى أنحاء الكون مثل الموجات التى يحركها إلقاء حجر فى بركة ماء، ومؤكدين أنها يمكن أن تزودهم بطريقة جديدة لرسم خريطة السماء. والتلسكوب الجديد سيتم بناؤه داخل شبكة من الأنفاق طولها نحو 20 كيلو متراً على عمق ألف متر تقريبا فى باطن الأرض للحد من تأثير التداخل مع ذبذبات على السطح ومن المتوقع أن تتراوح تكلفته ما بين 500 مليون ومليار جنيه استرلينى، ويضاهى المشروع فى حجمه وطموحه العلمى "صادم هادرون الكبير" الذى بدأ تشغيله عام 2008 على الحدود الفرنسية السويسرية بنفق طوله 27 كيلومترا لإحداث انشطار نووى.