تعود أولى جرائم خطف الطائرات إلى 1930، عندما استولى بعض الثوريين فى بيرو على طائرة مملوكة لإحدى شركات الطيران المحلية، وذلك بغرض الهروب من البلاد. وفى خمسينيات القرن الماضى، وقعت حادثة اختطاف الطائرة المدنية التى كانت تقل الوفد الجزائرى بقيادة أحمد بن بله ورفاقه الأربعة إلى مؤتمر فى تونس، حيث أعطت الحكومة الفرنسية الأوامر إلى سرب من طائراتها العسكرية لإرغامها على الهبوط فى الجزائر، فى حين كان الشعب الجزائرى يخوض معركة التحرير ضد الاستعمار الفرنسى، فاعتقل الفرنسيون زعماء الثورة الجزائرية وظلوا معتقلين حتى الاستقلال. وفى الفترة من 1950 وحتى 1960 وقعت 11 حادثة اختطاف طائرة ناجحة، بينما أحبطت خمسة محاولات أخرى. ونسرد فيما يلى أهمها: 1969 اختطفت طائرة أمريكية على أيدى شيوعيين، وأجبر خاطفوها طاقمها على التوجه إلى أوروبا، وبعد ذلك العام أخذت جرائم خطف الطائرات أبعادا خطيرة، وتسببت فى العديد من حالات استعمال القوة المسلحة، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى الأبرياء. أغسطس 1970 قام سبعة طلاب عرفوا أنفسهم بأنهم أعضاء فى جبهة النضال الشعبى فى عمان، بالسيطرة على طائرة أمريكية فى مطار أثينا، وهددوا بنسفها إذا لم يتم إطلاق سراح الفدائيين العرب فى إسرائيل. 5 أبريل 1988 تم خطف إحدى الطائرات الكويتية من طراز بوينج 747، وهى فى رحلتها من بانكوك متجهة إلى الكويت، وعلى متنها 97 راكبا من جنسيات مختلفة، من بينهم ثلاثة من أفراد الأسرة الحاكمة فى الكويت. فى أثناء تحليقها فوق البحر العربى فى أجواء سلطنة عمان. وقف أحد الخاطفين بمسدس ليعلن خطف الطائرة وإرغامها على تغيير مسارها والهبوط فى مطار مشهد الإيرانى، مطالبا بالإفراج عن السجناء السبعة عشر الشيعيين المعتقلين فى سجون الكويت، والذين أدينوا فى حوادث تفجير القنابل فى السفارتين الأمريكية والفرنسية بالكويت عام 1983. وفى 8 أبريل سمحت السلطات الإيرانية للطائرة بالإقلاع، وذلك بعد أن قام القراصنة بالإفراج عن 57 راكبا من غير العرب، وقد حاولت الطائرة الهبوط فى مطار بيروت ثمانى مرات، وفى كل مرة كان برج المراقبة يرفض نزولها. سبتمبر 2001 أما أشهر عملية خطف للطائرات فى التاريخ، فكانت لطائرات أمريكان أيرلاينز رحلة 11 التى كانت أولى الطائرات المختطفة فى أحداث الحادى عشر من سبتمبر. والتى اصطدمت بالبرج الشمالى من مركز التجارة العالمى. وبعد حادث اختطاف الطائرة السودانية، لابد من التساؤل: هل تخرج تشريعات جديدة رادعة للحد من حوادث خطف الطائرات؟ أم سيتم الاعتماد على تكثيف الإجراءات الأمنية؟ أم ستظل الأمور كما هى عليه؟