يعتقد المؤلف يسرى الجندى أن عدم عرض مسلسل ناصر، أمر سياسى لأن المسلسل يعرض رمزاً من رموز الكرامة العربية فى زمن امتهان الكرامة، مشيراً إلى أن العمل لم يره أحد داخل التلفزيون ولم تطلب حلقاته للمشاهدة، هنا حوار مع كاتب المسلسل ... ما موقف المسلسل من العرض بعد غموض موقفه وعدم الإعلان عن أماكن عرضه؟ المسلسل تم تسويقه لقنوات "إيه أر تى والحياة وتلفزيون الجزائر الأرضى وnbn وقناة بانوراما دراما"، وهناك عرض من التلفزيون الروسى لعرض المسلسل، وأود التأكيد على أننا لم نعد فى عصر المنع، فالفضائيات جعلت للدراما أجنحة لا يستطيع أحد أن يمسكها أو يمنعها. هل توجد أزمة فى تسويق المسلسل لدى دول الخليج والدول التى تناهض سياسات ناصر، هل تظن؟ قناة "إيه أر تى" اشترت المسلسل وصاحبها خليجى، وربما يكون هذا أحد الأسباب، ولكن الأكيد أن المسلسل لا يروج لسياسات بعينها أو يزيد النزاعات والفرقة، ولكن عندما نشاهد العمل سنتأكد جميعاً أنه متوازن للغاية وله مرجعيته التاريخية الموثقة. ولكن المعروف عنك أنك ناصرى وموضوعيتك فى تناول حياة ناصر موضع شك؟ أرفض تصنيفى على أننى ناصرى لأنه ليس من مصلحة الفنان أن يصنف سياسياً وإن كنت أنا وجيلى قد عاصرنا الثورة وتأثرنا بما أحدثته من تغيير فى الخريطة الاجتماعية. إذا كنت موضوعياً فما هى السلبيات التى تطرقت لها فى حياة ناصر؟ أحداث مارس التى أطاح فيها ناصر والثورة بمحمد نجيب ومسئولية ناصر عن نكسة يونيو وأزمته مع عبد الحكيم عامر، كما قدمت الفترة الملكية فيما بين عامى 1926 و1952 ومميزات هذه الفترة وما عليها، ولم أقدم كلام إنشاء، بل قدمت أحداثاً موثقة تاريخياً مع وجهات نظر مختلفة مؤيدة ومعارضة، وبطبيعتى اعتدت على الموضوعية فى كل كتاباتى التاريخية، وانتقدت سعد زغلول. ما مصادرك لتحقيق هذا التوازن وكيف أثرت هدى عبد الناصر كمصدر على المسلسل؟ لم تؤثر بأى شكل فى المادة التاريخية إلا فيما يخص الحياة الشخصية داخل البيت، والتى لا يصلح فيها أى مصدر إلا أسرة ناصر، إضافة إلى بعض الاسطوانات التى تحمل لقطات تاريخية عن الزعيم، أما المادة التاريخية ووجهات النظر، فجمعتها من وجهات نظر عديدة منها كتاب وزير خارجية إنجلترا الأسبق أنتونى ناتينج "ناصر" وهو كتاب مهاجم لناصر وكتاب مماثل للكاتب السويسرى جورج ميشيل وعدد من الكتب العربية والأجنبية ربما لا أتذكرها الآن، وأهم ما أود توضيحه، إننى قصدت ألا أقدم رؤية أحادية الجانب لأننا فى النهاية نتحدث عن إنسان وليس ملاكاً له أخطاؤه وتجاوزاته. ما تحليلك لرفض التلفزيون المصرى عرض المسلسل؟ النظام القائم على المتغيرات العالمية إلى جانب المد الرأسمالى الذى تقوده أمريكا للسيطرة على مقادير الشعوب خاصة منطقة الشرق الأوسط والأزمة الحقيقية، تكمن فى كون الثورة حلقة من حلقات المواجهة مع الغرب، وهو الأمر الذى لم يعد أحد يريد أن يعرفه. هل قدم المسلسل رؤية حول ما إذا كان ناصر فاشياً أو ديكتاتوراً أم لا؟ تحديد هذا ليس من وظيفة الدراما، ولكنى سأعرض كل الأحداث بمختلف وجهات النظر، وعلى المشاهد أن يحكم هل كان ناصر ديكتاتوراً أم لا. ولكن هناك من يرى أن ناصر كان عميلاً للمخابرات الأمريكية كيف عالجت هذا الأمر؟ علاقة ناصر والثورة بأمريكا لم تكن علاقة فى الخفاء بل كانت معلنة، وعندما قامت الثورة أخبرت السفارة الأمريكية، وفى مهد الثورة كان هناك ثمة اتصال معلن بين الثورة والسفارة الأمريكية، وأمريكا فى هذا الوقت كانت تبنى علاقاتها بالمنطقة كبديل للاستعمار وتدبر أمورها مع دول المنطقة، وما قيل إن ناصر كان عميلاً أوله علاقة سرية بالمخابرات الأمريكية لم أجد له أى دليل أو توثيق. كنت تتوقع أن يلقى مسلسلك هذا الرفض؟ كنت أتوقع ولكنى لم أكن متأكداً لأنه بالطبع مسلسل يؤرخ لمرحلة الكرامة العربية وسياسة اللاتبعية والشخصية العربية وكل هذا أصبح موجوداً عكسه الآن. لمعلوماتك يسرى الجندى يقدم هذا الموسم إلى جانب مسلسل ناصر مسلسلاً تاريخياً آخر بعنوان "نسيم الروح" لأيمن زيدان ومصطفى شعبان وإخراج سمير سيف، إلى جانب "العائد" لفتحى عبد الوهاب ورانيا فريد شوقى.