أشاد عدد من المثقفين بقرار الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة فى حكومة تسيير الأعمال، الخاص بالإعلان عن محافظة بعينها لتكون عاصمة للثقافة المصرية كل عام، مؤكدين على أن ذلك الاقتراح سيلغى تماما فكرة المركزية الثقافية التى تشهدها القاهرة الآن كما أنه سيلقى الضوء على المواهب الإبداعية الإقليمية ويخلق جسرا من التواصل بين مبدعى تلك المحافظات وسكانها، ولكن فى الوقت نفسه تسيطر عليهم حالة من الترقب والانتظار خشية أن يكون هذا القرار مجرد حبر على ورق ولا يدخل حيز التنفيذ أبدا ككثير من المشاريع الثقافية الأخرى. يقول الشاعر شعبان يوسف: الأفكار التى يقدمها أبو غازى وغيره من وزراء الثقافة السابقين تستمد قوتها من إمكانيات الوزارة نفسها وجودة أدائها، مضيفا أن الفكرة جيدة بالتأكيد ولكنها تحتاج لدراسة عميقة، وأوضح يوسف أنه لم يبد حتى الآن ملامح قوية لوزارة الحكومة الانتقالية، مشيرا إلى أن هذا القرار يشوبه العديد من الغموض ويثير كثيرا من علامات الاستفهام أهمها: ماذا سيكون نشاط تلك العاصمة؟، وهل ستتوافر لدى الوزارة الإمكانيات اللازمة لتلك الأنشطة؟ وأخيرا هل ستسرق تلك العاصمة الأضواء عن أنشطة بقية المحافظات الأخرى الثقافية؟. وأعرب يوسف عن قلقه من أن تُصرف ميزانيات مالية ضخمة لتلك العاصمة ولا نجد تطبيق على أرض الواقع مستشهدا فى ذلك بالاقترحات التى قدمها الوزير الأسبق فاروق حسنى وهى تخصيص جائزة للشاعرة العربية ومؤتمر الثقافة وغيرهم، قائلا: الوزارة طوال الوقت تطرح أفكارا هلامية وتخصص لها ميزانية ضخمة ولكن للأسف لم نر منها شيئا فى الواقع لذلك أتمنى أن يتم تنفيذ هذا الاقتراح، وأن تُقدم خطة واستراتيجية توضح ماهية أنشطة تلك العاصمة. وقال القاص سعيد الكفراوى: أتمنى أن تقدم أنشطة العاصمة أشياء جديدة على سبيل المثال تعريف المواطنين بتاريخ المحافظة وطبيعة مبدعيها وتاريخها الحربى والسياسى، واستبعد الكفراوى أن يكون للتقليد أى فائدة فى حالة تكرار أنشطة القاهرة الثقافية فيها مرة أخرى دون تقديم أنشطة إضافية جديدة. وتوقع الكفراوى أن تخلق تلك العاصمة جسرا من التواصل بين مبدعى تلك المحافظة وسكانها، متمنيا أن تكون أنشطتها مختلفة تماما ومغايرة لمؤتمرات هيئة قصور الثقافة والتى لم تقدم جديدا على حد قوله ولم تجذب المواطنين للعمل الثقافى. ودعا الكفراوى المثقفين لضرورة اعطاء الوزير الجديد فرصة وفترة زمنية كافية لتنفيذ وعوده قائلا: فلنترك الوزير يقدم مقترحاته ويستدعى المثقفون لمشاركته فى النهضو بالشأن الثقافى ونحن معه حتى نصل إلى صيغة نهائية تخدم الثقافة. وقال القاص الشاب محمد عبد النبى: فكرة أبو غازى لطيفة جدا، واقترح أن تشهد تلك العاصمة طوال العام ندوات ومؤتمرات ثقافية وأن يتم إنشاء متاحف جديدة وإقامة مسارح ودور سينما، واقترح أن تكون جهود الوزارة موجهه لتلك العاصمة وفنانيها وكتابها. كما اقترح الروائى طاهر الشرقاوى أن يتم إصدار كُتيبات خاصة بتاريخ العاصمة وطبيعتها، مشيرا إلى أن اختيار أبو غازى لمحافظة السويس لتكون أول عاصمة ثقافية كان موفقا تماما وذلك بسبب تاريخها النضالى والسياسى المعروف على مر العقود ومقترحا أن تكون العواصم التالية مُركزة على المحافظات المهمشة مثل سيناء والوادى الجديد وحلايب وشلاتين.