بدل من أن تتذمر على حالك هل جربت يوماً ان تشكر الله على ما تملكه؟ هل خطر على بالك يوماً انك تملك أشياء لايمكلها الأخرين بل قد يكون ماتملكه هو حلم بالنسبة لأخرين. من خلال مشوارى فى علوم التنمية البشرية تعلمت أن نركز على ما نملك والحقيقة أنى عندما تعملت ذالك اندهشت جداً وتساءلت كيف لم أفكر يوماً ما فيما أملك وما أعطانى إياه الله ؟ لكن علمت انى لم ارى عطايا الله عز وجل لى لأن كل تركيزى كان منصبا على ما لا أملكه، وليس انا فقط لكن كثيرون مما يجلسون معى ويشاركونى بالتحديات التى يمروا بها وجدت منهم من يفكر بنفس الطريقة ، ننظر الى ما لا نملكه وبالتالى لا نشعر بما نملكه ولا ندرك قيمته وبالتالى لا نستفيد ولا نستمتع به. إن كنت تعانى من أى اختلاف جسدى أو أى إن كان اريد ان اخبرك بشىء هام جداً هو انه لن تنجح ولن تتغير حياتك الأ بقبولك لذاتك اولاً وقبل كل شىء لأن النجاح والتغيير للافضل يبدأ من الداخل.. من داخلك أنت أقبل نفسك بجسدك كما هو ، لون بشرتك كما هو، وعائلتك وبيتك ووالديك وإخواتك، مهما كان ذلك صعباً كلنا مختلفون، كلنا بشر الإختلاف ميزة. الله خلقك إنسان فريد من نوعك، فعليك أن تتذكر كل حين أن اختلافك قد يكون سبب تميزك، وتذكر ايضاً انك تملك ما لا يملكه الأخرون ، اياك والتذمر ، اياك والاستسلام لليأس فاليأس لايتملك الأ على النفوس الضعيفة العاجزة... ام انت فخُلقت قوى، قوى بالله ضابط الكل والقادر على كل شىء، قوى بإرادتك، قوى بعزيمتك .
اقول لكم سرا لا أخفيه عليكم : عندما بدأت فى التفكير نحو التغيير فكرت فى استكمال تعليمى الجامعى بعد ان كنت توقفت بسبب ظروفى الصحية والإهتمام بالعلاج بعد تعبى بسبب مرض ضمور العضلات ، فعندما بدأت افكر فى أى كلية من الكليات ألتحق وأخذت أشارك من حولى الرأى فكثيرون اجمعوا على ان كلية التجارة هى الأفضل بالنسبة لحالتى الصحية وكان رأيهم ان عملها مناسب كمحاسب فى احدى الشركات بعد التخرج ، لكنى رفضت لأنى عندما سرحت قليلاً وتخيلت ما يحدث بعد التخرج لم اجد نفسى فى ذالك المكان ولم أشعر براحة، ليس تقليلاً من هذا الدراسة او العمل كمحاسب لكن لم اجد نفسى فيه ولم اشعر براحه ببساطه لأنى مختلف وليس بالضرورة ما يناسب بعض الناس قد يناسبنى . ما الذى يناسبنى اذن ؟ وجدت نفسى اميل كثيراً للإلتحاق بكلية الإعلام حيث الحلم القديم الذى كان يدور برأسى، وتذكرت عندما كنت اشاهد مقدم برنامج "فرسان الإرادة " والذى كان يعرض على القناة الاولى للتلفزيون المصرى فى التسعينات على ما اتذكر ان لم تخوننى الذاكرة، وجدت نفسى احلم بتقديم برنامج يكون بمثابة بوق لصوت ذوى الإعاقة، يعبر عن حالنا وينادى بحقوقنا ويبرز النماذج الناجحة، ومن هنا على الفور تقدمت بأوراقى بكلية الإعلام جامعة القاهرة كنت احب مواد الإعلام واذاكر مدة 5 ساعات يومياً، واتذكر انى كان تقديرى امتياز فى الترم الاول لمادة خاصة بالإذاعة والتلفزيون كان حافز لى لإستكمال المسيرة ونشكر الله بفضل تشجيع كثيرون تخرجت بتقدير جيد. وكان مكافأة الله لى ان أقوم بإعداد وتقديم برنامج "احنا نقدر" البرنامج الأول من نوعة لذوى الإعاقة فى مصر ، نعم قد تحقق الحلم انت ايضاً تستطيع ان تنجح فيما تحبه، كل ما عليك ابحث عن ماميزك الله به واستثمرة بطريقة صحيحة لنفعك ولنفع البشر قدر استطاعتك. انا كمستخدم كرسى متحرك ادركت ان الله وهبنى وقت ففكرت كيف استغله لصالحى وقرأت ودرست فى علوم التنمية البشرية ومجال الإعلام وتعلمت وانت ايضاُ ابحث عن ما وهبك اياه الله، فعطايا الله لنا كثيرة، اعطانا نعمة العقل،الحرية، الإرادة، اعطانا الذكاء، وقت، مواهب. فكر كيف تستغل عطايا الله لك وأجعلها ميزة لك وسبب خير لك وللأخرين عندما تفكر كيف تستفيد من عطايا الله لك تأكد ان الله سيوجد لك طريقة او يرسل لك فكره تخدم نجاحك فيما تريد. تذكر دائماً إن إختلافك سر تميزك لو تأملنا قليلاً وفكرنا فى نماذج مختلفه كان إختلافهم هو سر تميزهم تعالو نرى مع بعض: • " ميسى " قصير وليس لديه جسم رياضى ..لكن اصبح اغلى لاعب فى العالم • " اوبرا وينفري" ليست جميلة و لا جذابه ..لكن اصبحت اشهر مذيعة فى العالم • " نيكولاس فوجيسيك" ليس لدية اطراف لا أرجل ولا أيدين ولكنه يجول حول العالم ويدير مؤسسات ويبعث الأمل فى نفوس الملايين • " مارك زوكربيرغ" فاشل فى الحب و انطوائى .. لكن جمع العالم كله بالفيسبوك • " نجيب محفوظ " يجلس كثيرا في المقاهي و ابن بلد ..لكن وصل للعالمية واخد جائزة نوبل • "طه حسين" كان كفيف من ذوى الإعاقة البصرية... لكنه اصبح عميداً للأدب العربى اذن مهما كان إختلافك ضع امامك هذه الجملة "إختلافك سر تميزك" دعنا نقول من اليوم بدل من ذوى الإعاقة "ذوى الإمتيازات الخاصة" اقبل نفسك كما انت... تقدر تنجح... تحياة سعيداً اجعل صوتك الداخلى يقول كل وقت "انا اقدر" إبرام تاوضروس ، إقبل نفسك، الثقة فى النفس ، اليأس ، الحياة سعيدا ، القدرة ، التغير ، الأمل