فى أول محاولة لتوثيق "ثورة 25 يناير" صدر حديثاً عن دار الحياة للنشر والتوزيع كتاب "ثورة التحرير.. أسرار وخفايا ثورة الشباب" للكاتب الصحفى السيد عبد الفتاح. حاول الكتاب أن يقدم توثيقاً للثورة التى قادها الشباب والتف حولها وشارك فيها كل الشعب المصرى بمختلف شرائحه وفئاته، وهو يعتبر أن يوم 25 يناير 2011 يوم لن تنساه مصر، الكتاب يوثق تفاصيل الثورة يوماً بيوم وأحداثها وتداعياتها وتأثيراتها على الخارج، ويكشف عن بعض الأسرار التى عاصرت هذه الثورة العظيمة وأحاطت بها، ويكشف أسرار خطة الثوار، كما وردت على لسانهم، وكيف خدعوا الأمن والنظام المصرى، وما مطالبهم التى نظموا المظاهرات من أجلها، ويكرم الكتاب الشهداء الذين سقطوا خلال الثورة وضحوا بحياتهم ودمائهم لتعود الحياة إلى مصر من جديد حتى يتدفق الأمل فى شرايين المصريين. يتناول قصصا وملابسات استشهادهم كما جاء على لسان أسرهم، مستعيناً بما نشره "اليوم السابع" من أخبار وتقارير وتغطيات خاصة لأحداث الثورة وصانعيها وشهدائها. وينشر الكتاب أيضاً قصة الأيام الأخيرة للرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى الحكم، والساعات التى سبقت خطاب التنحى وحقيقة ما نشب من خلافات بين أسرة مبارك. كما ينشر الكتاب مقالاً لكاتب إسرائيلى تنبأ خلاله بسقوط مبارك ونظامه، وكيف توقعت الصحف الأمريكية تكرار سيناريو تونس والرئيس زين العابدين بن على وغيرها من الأسرار. الكاتب السيد عبد الفتاح يقول إن هدفه من وراء إعداد الكتاب أن يوثق لهذا الحدث التاريخى العظيم فى حياة مصر والشعب المصرى، وأنه لم يقدم فيه تحليلاً أو قراءة لهذه الثورة بقدر ما كان حريصاً على أن يجمع بين دفتى كتاب توثيقاً أميناً لأحداث ويوميات الثورة، وذلك من خلال ما نشرته الصحف، كما ضم الكتاب عدداً من المقالات لكتاب مصريين وعرب حول هذا الثورة، سواء فى أيامها الأولى أو بعد خطاب تنحى الرئيس السابق مبارك، مضيفاً أنه كذلك جمع عدداً من المقالات والتقارير الصحفية التى نشرتها صحف أمريكية وغربية حول الثورة. ويؤكد الكاتب أن الكتاب يساعد من لم يتابع أحداث الثورة من بدايتها على أن يتعرف على الأيام الأولى لهذه الثورة وأن يتعرف على ما كتب عنها، ويتعرف على أفكار صانعى هذه الثورة كما وردت على لسانهم من خلال المقابلات الصحفية التى أجريت معهم، ويكشف الكتاب الأوهام التى أسقطتها ثورة يناير، والأخطاء التسعة التى ارتكبها الرئيس السابق مبارك كما يراها "بليك هاونسيل" فى مجلة "فورين بوليسى"، وكيف توقعت "نيوزويك" الأمريكية نجاح الثورة، وما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" على صدر صفحتها الأولى أثناء الثورة من أن النظام المصرى يواجه نوعاً جديداً من المعارضة غير المعتادة بطله الشباب الغاضب الذى سأم من ضيق العيش وانتشار الفساد والقمع والفقر. وينشر الكتاب نص مقال كتبه الكاتب الإسرائيلى "يونى بن مناحم" تحت عنوان "رسالة من تونس للعالم العربى" والذى تنبأ فيه بانهيار نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، مبرراً ذلك بأن مصر تعيش فوق قنبلة زمنية مرشحة للانفجار فى أى وقت وهو ما تحقق بالفعل، كما يعيد الكتاب نشر مقال للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن أسبوع عبور المصريين لعصر الشعوب الحرة. ويرصد الكتاب يوميات ثورة التحرير كما نشرتها الصحف بمختلف أحداثها الداخلية وردود أفعالها الخارجية، وخطابات الرئيس مبارك الثلاثة طوال الأزمة، والبيانات التى صدرت عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ويقول السيد عبد الفتاح، إن الكتابة عن ثورة 25 يناير تحتاج وقتاً حتى تكتمل الصورة وتفاصيلها وكافة معلوماتها وأسرارها وهو ما لم يتوفر حتى الآن، وبالتالى فإن توثيق هذه الثورة هو المطلوب حالياً.