قال الباحث الأمريكى ستيفين كوك إن ما يثير القلق فى مصر فى الوقت الحالى، هو أن التعديلات الدستورية المقترحة محدودة، كما أن أغلب عناصر الأجهزة الأمنية والحزب الوطنى لا يزالون يتمتعون بالقوة على الأقل خارج القاهرة والإسكندرية.وذكر كوك بأن الانتقال إلى الديمقراطية محفوف بالمخاطر، مشيراً إلى أن الثورات نادراً ما تنته إلى تحقيق المطالب التى تأملها الشعوب. وفى إجابته على أسئلة قراء دورية فورين أفيرز الأمريكية، أشار كوك إلى أن مصر التى طالما عاشت تحت الحكم الملكى ثم الاستبدادى يمكنها أن تتقبل الديمقراطية وتؤمن بها وتثق فيها، وقال إن المصريين ثاروا ضد مبارك فى شهر ينياير الماضى لأنهم يريدون العيش فى ديمقراطية، فالمصريون لديهم تاريخ من المؤسسات المؤيدة للديمقراطية بدءاً من عشرينيات القرن الماضى، حيث كان لمصر دستور وبرلمان. أما عن حقوق المسيحيين فى مصر الجديدة، فأشار الباحث بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إلى أن هذا الأمر لم يتضح بعد، لكن فى مرحلة ما بعد اندلاع الثورة، كان هناك تضامناً بين المسيحيين والمسلمين، والأكثر من ذلك أن هناك شكوك بأن مبارك ورجاله وتحديداً وزير الداخلية السابق حبيب العادلى قد أثاروا التوتر بين المسلمين والمسيحيين كوسيلة للحفاظ على سيطرتهم على الشعب. وتحدث كوك كذلك عن الإخوان المسلمين ودورهم فى الفترة القادمة، وقال إن هناك الكثير من النقاش حول نية الإخوان. وكانت الجماعة قد تبنت خطاب الإصلاح والتغيير السياسى الديمقراطى. وتصرف نوابها فى البرلمان فى الدورات الأخيرة كأعضاء مسئولين، وقد جعل هذا الكثير من المراقبين يشيرون إلى أن الإخوان قد تطوروا إلى جماعة يمكن أن تكون مصدرا للاعتدال والتعددية والتحديث والسياسة الديمقراطية. إلا أن كوك، ورغم اعترافه بالتطور الذى لحق بجماعة الإخوان، يشير إلى أنها لم تتخل أبدا عن هدفها الأساسى المتمثل فى إقامة دولة إسلامية تقوم على حكم الشريعة. وأوضح كوك أننا سنرى اتجاه الإخوان مع سعيهم لتأسيس حزب لهم تحت مسمى "حزب الحرية والعدالة"، مشيراً إلى أن أى حديث الآن عن دورهم المستقبلى سيكون مجرد تخمين. وفيما يتعلق بدور مصر المستقبلى فى عملية السلام فى الشرق الاوسط، أجاب كوك بأن السياسة الخارجية المصرية ستشهد تغييراً بشكل يجعلها أكثر استقلالاً عن الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وهو ما يدق أجراس الخطر للدولة العبرية ويثير قلق واشنطن، وتوقع الباحث ألا تستمر مصر فى حصار غزة أو تلتزم الصمت فى المرة القادمة التى تقوم فيها إسرائيل بعمل عسكرى ضد غزة أو الضفة الغربية أو لبنان.