بعد النجاح المنقطع النظير لثورة الخامس والعشرين من يناير، والتى سقط فيها النظام المصرى، ومازالت رموزه من الفاسدين تتوالى فى السقوط، وخروجنا من النفق المظلم الذى عشنا فيه أكثر من خمسين عاماً نعانى من القهر السياسى والفقر المادى، وصلنا اليوم إلى الحاجة إلى القيام بثورة أخرى هى ثورة البناء، فيها نعيد بناء ما دمره الفاسدون، نعيد بناء وطننا على أجمل وجه حضارى ومادى. اليوم تسلمنا مصرنا الحبيبة الغالية أمانة بين أيدينا، فلا عذر لنا إن فرطنا فيها مرة ثانية، تسلمناها وهى على شفا الخراب، وبأيدينا التى كانت مغلولة قبلاً لابد من إعادة بنائها، وبعقولنا التى كانت مغيبة لابد من التفكير فى رفعتها، ووضعها على خط الدول الفائقة فى التقدم، يا كل مصرى حر يحب هذا الوطن اترك المطالبات الشخصية جانباً الآن، وهلموا نبدأ فى البناء هلموا نؤسس لنا ولأولادنا ما يفاخر العالم به، دعونا من تصفية الحسابات القديمة الآن، تعالوا ننظر لمصر التى عادت إلينا، دعونا من الأيدلوجيات، والسعى إلى تنفيذها الآن، فكل من يسكن فوق تراب مصر هو مصرى لابد أن ينعم بخير هذا البلد كاملاً، اليوم لابد أن نبدأ فى إزاحة التراب عن وجه مصر، التراب الذى غطى وجهها الحضارى فى كل مكان وطمس اسمها العظيم، تعالوا اليوم نكون أكثر تكاتفاً، مسلمين ومسيحيين كأبناء لأم واحدة هى مصر، نضع أيدينا فى أيدى بعضنا، كما وضعناها ونحن نواجه البطش والرصاص الحى فى أيام المظاهرات، نعيد هذا التواصل الآن فى البناء نبنى ونعمر حتى ننهض بأمنا الغالية مصر. يا كل عمال مصر المعتصمين ادعوكم إلى العودة إلى مصانعكم وأعمالكم من أجل رفعة مصر، وسوف يعم الخير على الجميع فى القريب العاجل إن شاء الله، يا من ترى الفرصة سانحة الآن لكى تأخذ حقك الذى أهدر على مدار السنوات السابقة، أقول لك وقفة مع ضميرك من أجل الوطن الذى أنت شريك فيه، وقفة من أجل أولادك الذين سيعيشون بين جنباته أقول لك اليوم هو يوم بناء وليس هدم أنت ابن هذا الوطن الشريف وشرفك تستمده من شرف هذا الوطن فلا تخرب فى وطنك، لأنه لك وأنت له وأقول لمن اعتاد ممارسة الفساد وينوى أن يستمر ارحل فهذا لن يكون بعد ذلك وطناً للفاسدين، فأنت ليس منا ولا نعرفك ولا مكان لك بيننا، أقول لكل صاحب عقل وضمير وقلب مصر أمانة بين يديك.