أرسلت لنا قارئة تقول: أريد معرفة أسباب تشوهات العظام؟ ويجيب على هذا السؤال الأستاذ الدكتور يحيى، استشارى جراحات تطويل وتشوهات العظام بمعهد ناصر ومستشفى أطفال مصر، قائلا: ترجع أهمة الحديث عن التشوهات إلى ما يمكن أن تؤدى إليه من إعاقة حركية للفرد، وما يترتب عليه من آثار نفسية واجتماعية. وتمثل الإعاقة الحركية حوالى 14.5% من مجموع أنواع الإعاقات عامة التى تتراوح نسبتها بين %5 و15% فى الدول المختلفة. ومن أهم أسباب التشوهات هى العيوب الجينية، وفيها ما يظهر عند الولادة ويطلق عليها العيوب الخلقية. وتؤدى إلى نقص فى تكوين جزء أو كل الطرف أو عظام الطرف أو مضاعفة جزء من الطرف وفيها ما يظهر أثناء النمو. غير أنه يوجد أسباب كثيرة أخرى منها: التأثر بالبيئة المحيطة, إصابة الأم بالتهابات فيروسية أثناء الحمل, التعرض للأشعة التشخيصية أو العلاجية أو استحدام أدوية تؤثر بشكل أو بآخر على نمو الخلايا المختلفة وأشهرها عقار الثاليدوميد وغيره كبعض أدوية علاج ضغط الدم المرتفع, عيوب فى التمثيل الغذائى لفيتامين د أو بعض العناصر كالكالسيوم, حدوث إصابة بالغشاء الأمنيونى تؤدى إلى فقدان السائل الأمنيونى حول الجنين أو تكوين تليف حول طرف أو برعم يؤدى إلى فقدان النمو به. وقد أتاحت وسائل التشخيص الحديثة اكتشاف العيوب فى التكوين أثناء الحمل عن طريق الموجات الصوتية أو التحاليل المعملية. وفى وجود هذه الثورة المعلوماتية الهائلة والتقدم فى التكنولوجيا الحيوية ادخل العاج الجينى وأصبح من الممكن علاج العيوب الجينية المختلفة فى أثناء تكون الجنين ومنع حدوث تشوهات. وما نحب أن ننبهه إليه هو أن لبن الأم لا يمد الطفل يومياً بأكثر من 85 وحدة دولية من فيتامين د وهى كمية غير كافية، لذلك يلزم إعطاء الأطفال من أول يوم بعد الولادة جرعة من أربع نقاط من فيتامين د النشط بها 400 وحدة دولية يوميا أثناء فترة الرضاعة حتى نمنع حدوث لين بالعظام واعوجاج بالأطراف أثناء النوم.
