على الرغم من إجماعهم على أنهم خسروا ملايين الجنيهات، جراء تأجيل معرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى كان مقررا افتتاحه يوم 29 من الشهر الماضى بسبب الأحداث التى تشهدها مصر حاليا، إلا أن عددا من دور النشر المصرية أشاد بتلك الأحداث التى انطلقت شرارتها يوم الثلاثاء 25 من يناير الماضى ومازالت مستمرة ، قائلين : إن الحرية ثمنها غالى وكل شىء يهون من أجل مصلحة البلد. وقال الناشر رضا عوض مدير دار رؤية للنشر، إن الدار فقدت ما يقرب من 200 ألف جنيه بسبب تأجيل معرض الكتاب، مما وضعه فى موقف حرج مع أصحاب المطابع الذين يطالبونه بتسديد ما عليه من مستحقات مالية الآن. وأضاف، أن إصداراته مازالت محفوظة فى دار قاعة المؤتمرات بمدينة نصر والتى كان من المفترض أن تحتضن فاعليات الدورة 43 من المعرض ، حيث قام معظم الناشرون بعرض إصداراتهم يوم الجمعة الموافق 28 يناير قبل أن يقرر الدكتور محمد صابر عرب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ، فى اليوم التالى تأجيل الإفتتاح لحين إشعار آخر. وأضاف عوض ، ترددت أنباء حول احتمالية إفتتاح المعرض فى مارس المقبل ولا مانع لدينا من ذلك ولن نتأثر بانشغال الطلاب بفترة المدارس لأن الشباب الحقيقى الذى يقرأ هو الذى يعتصم الآن فى ميدان التحرير ، أما الطلاب فيترددون على المعرض فقط من أجل المكتبات التى تعرض مناهجهم التعليمية ، وأشاد بالثورة قائلا : الثورة عظيمة ونحن بحاجة لثورات إصلاح مماثلة فى كافة البلدان العربية. فى حين قال رءوف عشم مسئول التسويق فى دار مدبولى ، أن الدار خسرت ملايين الجنيهات بسبب هذا التأجيل ، بالإضافة لتعرض المكتبة التى تقع فى ميدان طلعت حرب الذى يشهد الاعتصامات الآن لخسائر بالآلاف منذ أن بدأت تلك الاعتصامات يوم 28 من يناير الماضى. وأضاف عشم، أن الدار لديها التزامات مالية تجاه بعض دور النشر العربية التى قامت الدار بشراء حقوقهم فى النشر والعرض خلال المعرض ، بالإضافة للأموال التى دفعتها الدار مقابل تأجير الأرض بقاعة المؤتمرات ، مضيفا الثورة حققت لنا مطالب كثيرة لم نحلم بها يوما ولكن فى كل الأحوال يجب ان تستمر حركة العمل بشكل طبيعى ولا يؤثر ذلك على مصالحنا. وقال أحمد الزيادى مسئول النشر بدار الشروق ، بالتأكيد خسرنا الكثير فبعدما أنفقنا أموالا طائلة على التجهيزات والإستعدادات ، فوجئنا بتأجيل المعرض فى نفس يوم الافتتاح ، ولكن كل شئ يهون من أجل الثورة والحرية ومصلحة هذا البلد ، مضيفا لا اعتقد ان يتم افتتاح المعرض فى الشهور القادمة خاصة وانه قد يتزامن مع معارض دولية أخرى ، ولكن علينا أن نستوعب جميعا أن الحرية ثمنها غالى. وقالت الناشرة فاطمة البودى مديرة دار العين للنشر ، أن الدار تحاول أن تصمد أمام تلك الأحداث وتعوض خسارتها من خلال مشاركتها فى معرض الدارالبيضاء ومعرض الرياض ، مضيفة أنها تثق كثيرا فى شباب الثورة وفى الفريق عمر سليمان نائب الرئيس والدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء والذين بدأوا بالفعل فى تنفيذ مطالب الشباب .