ما كنت أتخيل ولو للحظة أن أعيش أبداً وأرى هذا اليوم. اليوم مصر تمر بأمر لحظات الحياة اختلط الحابل بالنابل، إنها لمؤامرة كبرى تعرضت لها مصرنا الحبيبة، مؤامرة كبرى تعرض لها الشعب المصرى العظيم.. نعم تعرضنا لمؤامرات شديدة.. قتل.... نهب سرقة... إصابات... مطاردات.... هروب سجناء... حرائق... ترويع الآمنين... إتلاف رعب... فزع كل ذلك وأكثر حدث فى مصر ما تخيلنا يوماً أن تصبح مثل العراق أو حتى تونس أو أى دولة أخرى. كنا دائماً لا نتخيل أن هذا يحدث فى مصر نظراً لأن شعب مصر طيب وفى قوى حليم. مؤمن بوطنيته والصعوبة المرة أن الشرارة والمخطط بدأ بفئة مهمة جداً وهى الشباب شباب مصر واعٍ طالب بحقوقه المشروعة، ولكن بطريقة بدأت سلمية، وكان لابد وأن يحكموا صوت العقل لا أن ينداس بينهم من يشعل النار فى الهشيم البداية كانت وقفة احتجاجية يوم 25 يناير فى ميدان التحرير وبعض المدن المصرية للمطالبة بإجراءات إصلاحية سياسية ومحاربة الفساد التى تعيشه البلاد منذ سنوات، علاوة على الغلاء فى المعيشة والبطالة وعدم وجود عدالة اجتماعية بين المواطنين، وهذا حق طبيعى ومشروع، وفى البداية كانت قوات الشرطة مسيطرة، إلا أن حدث احتكاكات مروراً بالتعدى وتطورت الأحداث وحث ما حدث من انفلات أمنى وانسحاب مريب من قوات الشرطة ثم اختفاؤها، وإطلاق المسجونين ليعربدوا ويبعثون فى الأرض وخروج البلطجة والمخربين وكل هذا فى وقت واحد، نعم فى وقت واحد هرب آلاف السجناء من سجون الفيوم وأبو زعبل والمرج وجميع أقسام الشرطة هربوا بطريقة واحدة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك مؤامرة كبرى تعرضت لها مصر بهدف زعزعة الأمن والاستقرار بذلك البلد الأمن. ورغم هذه الأحداث ظهر معدن الشعب المصرى الذى يظهر دائماً فى الشدائد تكاتف وتماسك وقام بحماية ممتلكاته العامة والخاصة وتولى هو بنفسه بحماية وطنه وعرضه وماله. وليس غريباً على قوتنا المسلمة ما قامت به من جهد طيب لإعادة الثقة إلى الشعب المصرى، وليس من حق أحد أن يتهم الشباب المصرى الذى فرج إلى الشوارع فى مظاهرات سلمية يطالب بالإصلاح بأى اتهامات فهذا مشروع فى ظل بطالة وفساد وغلاء معيشة.