عبر الفيديو كونفرانس.. الرئيس السيسي ونظيره الروسي يشهدان حدثًا تاريخيًا بمشروع الضبعة النووى اليوم    نادي القضاة: انتخابات النواب 2025 لم يشرف عليها القضاة وأعضاء النيابة العامة    بعد انسحاب "قنديل" بالثالثة.. انسحاب "مهدي" من السباق الانتخابي في قوص بقنا    أخبار مصر: حدث عالمي يشهده السيسي وبوتين اليوم، حفل جوائز الكاف، "مجلس دولي" غير مسبوق لغزة، هل يهدد "ماربورج" مصر    جبران يلتقي مدير «العمل الدولية» بجنيف ويؤكد التزام مصر بالتعاون    أسعار الفاكهة اليوم الاربعاء 19-11-2025 في قنا    طن عز بكام.... اسعار الحديد اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 فى المنيا    وزير الزراعة: حماية الرقعة الزراعية أولوية قصوى.. ولا تهاون في مواجهة التعديات    مع جورجينا وإيلون ماسك.. رونالدو يلتقط سيلفى فى البيت الأبيض    الضفة.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 100 فلسطيني شمالي الخليل    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    أبرزها دولة فازت باللقب 4 مرات، المنتخبات المتأهلة إلى الملحق الأوروبي لكأس العالم 2026    طقس مستقر ومشمس في المنيا اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 وارتفاع تدريجي في درجات الحرارة    محكمة الاتحاد الأوروبي تعتزم إصدار حكمها بشأن وضع أمازون كمنصة كبيرة جدا    اليوم.. العرض الأول لفيلم "اليعسوب" بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    خبراء: الأغذية فائقة المعالجة تعزز جائحة الأمراض المزمنة    طريقة عمل كيكة البرتقال الهشة بدون مضرب، وصفة سهلة ونتيجة مضمونة    زيلينسكي يزور تركيا لإحياء مساعي السلام في أوكرانيا    برنامج فعاليات وعروض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم    الاتصالات: الأكاديمية العسكرية توفر سبل الإقامة ل 30095 طالب بمبادرة الرواد الرقمين    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    أكثر من 30 إصابة في هجوم روسي بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف شرق أوكرانيا    ارتفاع أسعار الذهب في بداية تعاملات البورصة.. الأربعاء 19 نوفمبر    إسعاد يونس ومحمد إمام ومى عز الدين يوجهون رسائل دعم لتامر حسنى: الله يشفيك ويعافيك    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    البيت الأبيض: اتفاقية المعادن مع السعودية مماثلة لما أبرمناه مع الشركاء التجاريين الآخرين    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحف الأمريكية: تدخل الجيش المصرى فى الشأن الداخلى سيزيد من تدهور الأوضاع.. والإخوان فقدوا نفوذهم لتأخرهم فى المشاركة ولتفويضهم البرادعى.. وبعد الانتفاضة المصرية مستقبل العالم العربى تغير للأبد
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 02 - 2011


نيويورك تايمز..
الإخوان فقدوا نفوذهم لتأخرهم فى المشاركة ولتفويضهم البرادعى
تحت عنوان "جماعة الإخوان المتخبطة"، قلل الكاتب الأمريكى سكوت أتران من الخطورة التى يستشعرها عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية حيال نفوذ جماعة الإخوان المسلمين والمحظورة، وقال فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الجماعة فقدت الكثير من مصداقيتها ونفوذها عندما أعلنت عدم مشاركتها فى مظاهرات "يوم الغضب"، ناهيك عن تفويضها لمحمد البرادعى للمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للتحدث مع النظام.
ومضى أتران يقول إنه رغم تخوف واشنطن ولندن من مدى النفوذ الذى تتمتع به الجماعة الإسلامية يرى المصريون أنفسهم أنه منذ تأسيسها عام 1928 كمنافس للحركات القومية المستوحاة من الغرب والتى فشلت فى تحرير مصر من القوى الأجنبية، حاول الإخوان جاهدين لإنعاش الحكم الإسلامى، ولكنهم أضاعوا جميع الفرص المتاحة أمامهم فى سبيل تحقيق ذلك على مدار 83 عاما. وأكد الكاتب أن عدد أعضاء الجماعة لا يتجاوز المائة ألف فى الوقت الذى يبلغ فيه تعداد السكان 85 مليون نسمة، مشيرا إلى أن فشلهم فى تأييد الانتفاضة التى اشتعل فتيلها فى 25 يناير الماضى ساهم إلى حد كبير فى تهميشها وإبعادها عن روح الثروة المنتشرة الآن عبر العالم العربى.
ورأى أتران أن هذا الخطأ تفاقم عندما أعلن عصام العريان، المتحدث الرسمى باسم الجماعة أن "الجماعات السياسية تؤيد البرادعى للتفاوض مع النظام"، ولكن حقيقة الأمر عندما نزل الأخير لميدان التحرير، تجاهله كثيرون ولم يجتمع حوله سوى قليلين برغم الشعبية الضخمة التى كانت تتحدث عنها الصحافة الغربية. لذا أدرك الإخوان أنهم ليسوا فقط متأخرين وإنما يقامرون على الحصان الخاطئ. وقال الكاتب الأمريكى إن العريان أخبره يوم الثلاثاء الماضى أنه "من المبكر للغاية أن نناقش عما إذا كان البرادعى سيقود الحكومة الانتقالية وعما إذا كانوا سينضمون له". وذهب أتران إلى أن هذا التخبط فى المواقف هو ما أثار سخط وريبة الكثير من المصريين.
وأضاف الكاتب قائلا إن الجماعة تراءت لها فرصة سانحة عندما سمح الجيش للمئات من أنصار مبارك وعدد من قوات الشرطة فى ثياب مدنية بعبور الحواجز لترهيب المتظاهرين أمس الأربعاء، إذ كان من الممكن أن تتعافى بعض من نفوذها من خلال إظهار ميلها لمقاومة محاولات قمع المتظاهرين، ولكنها لم تأت إلى هذه اللحظة التاريخية لتحظى بشعبية كبيرة بين العامة. ورغم تأييد قرابة ال20 أو 30 % من المصريين للجماعة، إلا أن أتران يرى أن هذا التأييد كان ظرفياً، بعد قمع الكثير من جماعات المعارضة العلمانية على مدار عقود.
وبرر الكاتب فكرته قائلا إن البريطانيين والملك فاروق، وجمال عبد الناصر وأنور السادات واجهوا جميعا المشكلة ذاتها والتى وصفها هشام قاسم، الناشر والناشط فى مجال حقوق الإنسان بأنها تطورت فى عهد الرئيس مبارك ف"إذا اجتمع مجموعة من الأشخاص فى مقهى وتحدثوا عن أشياء لم تحظ بإعجاب النظام، يقوم بإغلاق المقهى وإلقاء القبض علينا، ولكن لا يمكن إغلاق المساجد، لهذا نجا الإخوان المسلمون".
وأضاف قاسم أنه إذا تنفس المصريون هواء سياسيا نظيفا، سرعان ما ستتلاشى أهمية الأخوان، "ففى هذه الانتفاضة، كان الإخوان تقريبا غير مرئيين، ولكن ليس بالنسبة لأمريكا وأوروبا اللتين تخشياها كما لو أنها بعبع".
أوباما يغير لهجة سياسته الخارجية مع مبارك ويطالبه بالرحيل عن السلطة
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أنه بعد مضى أيام من اتباع نهج دبلوماسى على الملأ وخلف الأبواب المغلقة، تخلت الولايات المتحدة علنيا عن أحد أقرب حلفائها المخلصين فى العالم العربى أمس الأربعاء بعدما أدانت إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما العنف الذى مارسه أنصار الرئيس مبارك ضد المتظاهرين، ودعته للإسراع فى خروجه من السلطة، فى تغير واضح للهجة السياسة الخارجية المتبعة مع الحكومة المصرية.
وقالت الصحيفة إن الحكومة المصرية استجابت سريعا لهذه الإدانة عندما أصدرت وزارة الخارجية بيانا ترفض فيه تدخل "الأطراف الأجنبية" التى تسعى "لتصعيد الموقف الداخلى فى مصر"، فى الوقت الذى تواصل فيه المسئولون المصريون مع الصحفيين لإيضاح شعورهم بالغضب البالغ حيال صديقتهم القديمة.
ومن ناحية أخرى وفى تقرير آخر ل"نيويورك تايمز"، أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية بمختلف إداراتها تنتهج سياسة خارجية مختلفة بعض الشىء مع مصر، فرغم انتقادها فى بعض الأحيان إلا أن تبقى دائما أحد أقرب حلفائها فى المنطقة.
وأشارت الصحيفة فى تقريرها المعنون "مع مصر.. الكلمات الدبلوماسية غالبا ما تفشل" لهيلين كوبر، إلى خطابين مختلفين لإدارتين مختلفتين، الأول خطاب كوندليزا رايس، وزيرة الخارجية السابقة فى يونيو عام 2005 عندما وقفت الأخيرة أمام 600 شخص فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتشن هجوما حادا ضد الحكومة المصرية لترهيبها واعتقالها للمتظاهرين، ولتدعو الرئيس مبارك لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
"لاحقت دولتا، الولايات المتحدة، على مدار 60 عاما الاستقرار على حساب الديمقراطية هنا فى منطقة الشرق الأوسط، ولكننا لم نحقق أى منهما"، هكذا أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لتثير بذلك غضب حكومة مبارك ولتشجع زعماء المعارضة أمثال أيمن نور.
وفى يونيو عام 2009، وقف الرئيس الأمريكى، باراك أوباما أمام جمع من ثلاثة ألف شخص فى جامعة القاهرة، وتحدث بلهجة أقل حدة، مشيرا إلى أن لديه "إيمانا عميقا بأن الجميع يتوقون إلى أشياء بعينها على رأسها القدرة على التعبير وأن يكون لديه حق فى الكيفية التى يحكم بها، وثقته فى سيادة القانون، والعدالة، وحكومة شفافة لا تسرق من شعبها، وحرية العيش بالطريقة التى يختارها"، ولكنه سرعان ما أضاف "ليس هناك سبيل واضح لتحقيق هذا الوعد"، مما أثار بهجة مسئولى الرئيس مبارك.
وفى نهاية المطاف لم تحقق أى من الخطبتين الكثير من الاختلاف، على حد تعبير كوبر التى أشارت إلى أن الفوضى التى تتكشف تفاصيلها الآن فى مصر قد كشفت النقاب عن حقيقة هامة فى الشرق الأوسط وهى أن الكلمات الأمريكية فى العالم العربى لا تعنى الكثير، فمنذ توقيع السادات على اتفاقية كامب ديفيد فى البيت الأبيض قبل 31 عاما مع إسرائيل، وتنظر الولايات المتحدة للحكومة المصرية، مهما كانت تتسم بالقصور أو عدم الديمقراطية، كأقرب حليف لها فى العالم العربى.
بعد الانتفاضة المصرية.. مستقبل العالم العربى تغير للأبد
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن نزول عشرات الآلاف من المتظاهرين المصريين إلى الشوارع لتغيير مصيرهم ومستقبلهم قد غير وجه العالم العربى للأبد، ومستقبله المحتجز الآن بين الثورة وبين ازدراء النظام المتداعى، وقالت إن الشباب المصرى يرفض التخلى عن ثورته أمام وطأة الحكومة الاستبدادية التى استجابت لدعوات التغيير بممارسة العنف.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن العالم العربى كان شاهدا على لحظة تاريخية أرجحت أنه لن يكون مثلما كان مجددا، فانتشار كلمات مثل "الانتفاضة" و"الثورة" لا يعكس سوى لمحة من حجم الأحداث فى مصر، تلك الأحداث التى كان لها صداها فى اليمن والأردن وسوريا وحتى المملكة العربية السعودية، والتى من شأنها تقديم نموذج جديد للتغيير فى منطقة لطالما غرقت فى مفهومها من الجمود. "كل مصرى يفهم الآن"، هكذا أكد مجدى السيد، أحد المتظاهرين.
وأشادت "نيويورك تايمز" بقدرة الشباب المصرى وإصراره على التحدث عن نفسه أمام حكومة صماء شأنها شأن العديد من الحكومات فى الشرق الأوسط، لطالما اعتبرته مصدرا للإزعاج. وقالت إن الكثير من الخبراء المخضرمين تنبئوا بأن الإسلاميين سيكونون القوى التى تطيح بحكومات العالم العربى، ولكنهم فشلوا فى توقع حدوث أمر مماثل لما يحدث الآن، لاسيما وأن نسيم التغيير هذا غير معه المشهد السياسى برمته فى المنطقة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن شوقى القاضى، نائب معارضة فى اليمن، قوله "الشارع لم يعد خائفا من الحكومات بعد اليوم، بل بالعكس، باتت الحكومات وقوات الأمن الخاصة بها خائفة من الناس الآن، فالجيل الجديد، جيل الإنترنت لا يخشى شيئا، فهم يريدون كامل حقوقهم، وهم يريدون الحياة، حياة كريمة". ورأت الصحيفة الأمريكية أن المتظاهرين المصريين حولوا هذا الكلام إلى حقيقة وواقع ملموسين.
واشنطن بوست..
تدخل الجيش المصرى فى الشأن الداخلى سيزيد من تدهور الأوضاع
* نقلت صحيفة "واشنطن بوست" على صدر صفحتها الرئيسية عن مسئول أمريكى رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته قوله إن "النهج الذى سيتبعه الجيش المصرى خلال الأيام القليلة القادمة سيكون محوريا فى تحديد ما إذا كان يمكن إخضاع الوضع للسيطرة، وهناك تخوف من تدخل الجيش فى الأمن الداخلى، لأنه إذا حدث ذلك سيتدهور الوضع أكثر ما هو عليه الآن".
وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها المعنون "مع تفاقم الأزمة فى مصر.. لا تستطيع الولايات المتحدة التحكم فى الأحداث"، إن الأوضاع فى مصر أمس الأربعاء تركت واشنطن عاجزة عن التأثير فى مجريات الأمور، ففى الوقت الذى استمر فيه مسئولو الإدارة الأمريكية يضعون كامل ثقتهم فى الجيش المصرى لتهدئة الأوضاع، وجدوا أن تدخل الجيش المباشر لفض المعارك الضارية التى نشبت بين معارضى وأنصار الرئيس مبارك سيكون له نتائج عكسية. وفقا للعديد من كبار المسئولين فى الإدارة الأمريكية، فإن جهود الجيش الحثيثة لتفريق الجانبين كان أفضل خيار على قائمة مكونة من ثلاث بدائل آخرين سيئين، كما أكدوا أنهم يريدون أن يحفظ الجيش المصرى مكانته حتى يتسنى له أن يكون الضامن للحكومة المؤقتة. وأعرب المسئولون كذلك عن قلقهم حيال ما سماه أحدهم انقسام "عمود الاستقرار" بين معارض ومؤيد للرئيس المحاصر.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه بعد يوم واحد من رفض مبارك لدعوة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما ببدء الانتقال السلمى لحكومة ممثلة "الآن" وليس "لاحقا"، انهال المسئولون الأمريكيون بسلسلة من الدعوات التى تطالب ببدء عملية الانتقال، ليعكسوا بذلك تغير سياسة الإدارة الأمريكية التى طالبت مبارك فى نهاية الأسبوع الماضى، بإجراء بعض الإصلاحات للانتهاء من هذه العاصفة، ولكنها الآن تحثه على تلبية مطالب المتظاهرين لإحلال تغيير جذرى فى النظام، وتدعوه للمساعدة فى هذه العملية التى ستنتهى باستقالة مبارك أو تجنبه.
وأكد المسئولون أنه مع رفض المتظاهرين لعروض الرئيس مبارك، ستحدد ال48 ساعة المقبلة ما إذا كان هناك أى أمل فى التوصل إلى حل سلمى لهذه الأزمة، كما توقعوا أن يعود المتظاهرون إلى الشوارع بكامل قواهم يوم الجمعة المنصرمة، "نحن لا نستطيع إملاء الأحداث، ولا يمكننا التنبؤ بما سيحدث، فكل يوم يمر لا يحمل أى دلائل على أن عملية الانتقال بدأت" هكذا أكد أحد المسئولين البارزين.
وقالت "واشنطن بوست" إن البنتاجون بدأ بالفعل خطوات لإجلاء العديد من المواطنين الأمريكيين من مصر، ولدراسة خياراته إذا ما انتهى الأمر بحدوث أزمة إنسانية فى البلاد.
وأكد مسئولو البنتاجون أنه تنقل حتى الآن أى مقدرات عسكرية أمريكية إلى المنطقة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تزايد المخاوف حيال تأثير الأحداث الجارية على سير الأمور فى قناة السويس التى يمر خلالها الكثير من ناقلات النفط الغربية. وكان الأدميرال مايك مولين، رئيس هيئة الأركان المشتركة اجتمع مع الفريق سامى عنان، رئيس أركان الجيش المصرى لمرتين خلال هذا الأسبوع أعرب خلالهما عن ثقته فى قدرة الجيش المصرى على توفير أمن البلاد، على الصعيدين الداخلى، وفى شتى أنحاء منطقة قناة السويس".
كاتب أمريكى: مبارك أطلق العنان للفوضى التى حذر منها للإبقاء على حكمه
أكد الكاتب الأمريكى البارز، جاكسون ديل فى مقاله المعنون "مبارك أطلق العنان للفوضى" بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس مبارك كان السبب بعد سويعات من تعهده فى خطابه بأنه سيتخلى عن مقاليد السلطة بعد سبعة أشهر من الآن فى "الفوضى" العارمة التى اجتاحت شوارع القاهرة، تلك الفوضى التى حذر هو نفسه المصريين من أنها ستكون البديل الوحيد أمامهم إذا تخلى عن حكمه الاستبدادى.
وأشار ديل إلى أن "بلطجية" النظام أشعلوا فتيل أعمال الشغب وسط القاهرة والإسكندرية وبعض المدن الأخرى أمس الأربعاء عندما هاجموا المظاهرات السلمية المنددة بالحكومة بإلقاء الحجارة وباستخدام السكاكين وزجاجات المولوتوف.
ولكن لم يشعر بهى الدين حسن، أحد أبرز نشطاء حقوق الإنسان فى مصر ومدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بالاستغراب أو الدهشة حيال ما آلت إليه الأوضاع فى مصر، فهو تعرف على جميع "تكتيكات" النظام الذى وثقها طوال ربع قرن عمل خلالهم على التصدى لانتهاكات نظام حسنى مبارك، مثل زرع عملاء استخبارات وأمن مرتدين زياً مدنياً بين صفوف المتظاهرين، وممارسة العنف ضد المتظاهرين السلميين والصحفيين، وأهم من ذلك، السعى لخلق ذريعة لتدخل أكثر دموية.
"كنت أتوقع حدوث أمر مثل هذا اليوم"، هكذا أكد حسن للكاتب جاكسون ديل فى مقابلة معه أمس الأربعاء فى واشنطن، مضيفاً "فرغم أنه قدم عرضا للمصريين، إلا أن تصريحات مبارك لم تكن للتسوية، فخطابه كان مليئا بالتهديدات والتفسيرات السلبية للمظاهرات، وبمجرد انتهائها بدأ التلفزيون المصرى يدعو "مؤيدى الاستقرار" إلى إظهار مدى قوتهم".
لوس أنجلوس تايمز..
قمع المتظاهرين يعكس كيف حكم مبارك المصريين بقبضة من حديد طوال حكمه
* ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن أسلوب النظام فى قمع المتظاهرين عكس كيف حكم الرئيس مبارك بلاده بقبضة من حديد، ولكن على ما يبدو قرر المصريون أن يواجهوا بطشه، بعد أن عاشوا فى خوف ويأس فى ظل حكمه، وقالت فى تقريرها الذى أعده جيفرى فليشمان إن الرئيس مبارك لا يحتمل الشقاق، ويميل أكثر إلى "سحقه بدلا من التوصل إلى تسوية". وأضاف فليشمان أن هؤلاء الذين ولدوا منذ بداية حكمه عام 1981، عاشوا فى حكم قانون الطوارئ، ووسط قوات الأمن التى تستطيع اختطاف روح من الشارع ولا تترك لها أى أثر خلال لحظة.
ورأت "لوس أنجلوس تايمز" أن اندلاع أعمال العنف بين أنصار مبارك والمتظاهرين المنددين بالحكومة أمس الأربعاء فى ميدان التحرير لم تكن عملاً سياسياً عفوياً، وإنما مهمة مخطط لها من قبل البلطجية الذين استأجرهم الحزب الحاكم لنشر الخوف فى قلوب هؤلاء الرافعين للواء التغيير، بحسب زعماء المعارضة. وسرعان ما تحولت المظاهرة السلمية إلى مشاجرة شوارع تبارى فيها الجميع بقواتهم، وسقط ثلاثة أشخاص قتلى بينما أصيب أكثر من 800 شخص، فى الوقت الذى امتنع فيه جنود القوات المسلحة عن الانخراط بين الجانبين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.