لا تكاد تخلو صحيفة يومية من أخبار القتلى والمصابين من ضحايا حوادث المرور، ففى يوم واحد لقى 100 شخص مصرعهم، وأصيب 56 آخرون فى محافظات مختلفة، وغيرها من الحوادث المؤسفة التى لم تنشر فى الصحف. ولاشك أن جنون السرعة الذى يصيب السائقين هو السبب الأول فى هذه الحوادث، إضافة إلى عدم الالتزام بتعليمات المرور، مما يعود بالضرر على اقتصادنا.. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن 40% من أسبابها يرجع إلى رعونة السائقين، وأن العنصر وراء 70% من هذه الحوادث، وقد يشير البعض إلى أن غياب التواجد الأمنى المرورى وراء ارتفاع هذه النسبة، وخاصة على الطرق الرئيسية والفرعية، وهذا ليس صحيحاً لأنهم ينتشرون ويراقبون.. ولكن الحقيقة التى لا بد من مواجهتها هى نوعية الأشخاص الذين يحصلون على رخص قيادة، فالأمية منتشرة بين عشرات الآلاف من سائقى "البلطجة" بين المدن الفرعية، والقرى الريفية البعيدة عن الرقابة المرورية، وأن 70% منهم لا يفهمون شيئاً عن تعليمات المرور، علماً بأن العلامات الفسفورية موجودة على الطرق، ولكنهم لا يتعاملون إلا بالفهلوة، ولذا يجب التدقيق فى منح هذه النوعية من السائقين رخص قيادة، فهى لا تقل خطورة عن رخص حمل السلاح. وإذا لم ندقق فى ذلك ستزداد حوادث الطرق ولن تتوقف عن خطف زهرة شبابنا وعصب أمتنا، فالكارثة أن 78% من الحالات الحرجة التى لقيت مصرعها فى حوادث الطرق ما بين 17 إلى 45 عاماً. والتساؤل المطروح: إلى متى يتم استخراج الرخص الخاصة للشباب دون سن العشرين، بموجب شهادة طبية تفيد بأن نظره سليم وصحته العامة جيدة؟! علماً بأن كل السائقين يعرضون على القومسيون الطبى لفحص حالته، والتأكد من خلوهم من جميع الأمراض وتعاطى المخدرات، والسائق الذى يقف للامتحان أمام لجنة المرور، يجب أن يكون ملماً بخصوصية السيارة، وإذا رسب يحول إلى الدراسة التابعة للمرور بكل المحافظات، وإذا رسب يحول إلى المهندس الفنى لاختباره فنياً وعلمياً، ولكن للأسف حتى لوحة "القيادة فن- ذوق- أخلاق" اختفت من المرور. ومن هنا فلا مانع من وجود معمل تحاليل متحرك يسير مع الأكمنة المرورية على الطرق السريعة، لسرعة ضبط وتحليل عينة فورية من هؤلاء السائقين، الذين يتعاطون مواد مخدرة أو أى نوع من المسكرات، وإذا ثبت على أحدهم ذلك، يتم اتخاذ الإجراءات الحاسمة والسريعة حياله، حفاظاً على أرواح المواطنين والمال العام الذى يهدر سنوياً بسبب الحوادث، وإعمالاً بقول الحق سبحانه وتعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".