تسببت الشبورة المائية التى غطت البلاد خلال يوم واحد فقط فى مصرع عشرات الأبرياء الذين راحوا نتيجة التصادمات والحوادث على الطرق الرئيسية والسريعة. كما تسببت تلك الشبورة الكثيفة فى إصابة حركة المرور بالقاهرةوالإسكندرية والمدن الكبرى بالشلل بسبب تعذر الرؤية التى انحسرت لأقل من نصف متر. ولقد ساقنى حظى العاثر إلى أن أرتبط بمواعيد محددة بالإسكندرية وكان لابد أن أنطلق مبكراً من القاهرة لأصل فى موعدى وكانت كل الطرق التى تؤدى إلى الإسكندرية شبه مغلقة، بالإضافة لتعرضى للموت أكثر من مرة رغم أن الرحلة استغرقت أكثر من 6 ساعات ذهاباً ومثلها فى رحلة العودة خصوصاً الطريق الدائرى ومحور 26 يوليو وكذا كبارى 6 أكتوبر و 15 مايو ، الأمر الذى ترك جرحاً عميقاً فى النفس لكثرة ما رأيته من حوادث سواء على الطريق الصحراوى فى رحلة الذهاب أو الطريق الزراعى فى رحلة الإياب، وذلك بسبب الشبورة من جهة وعدم التحكم فى مكابح الأمان (الفرامل بدقة) مما تسبب فى حصد أرواح العشرات من الأبرياء. فعلى الطريق الزراعى المتجه من محافظات الوجه البحرى إلى القاهرة شاهدت عدة حوادث مروعة، تنوع ضحاياها بين قتلى ومصابين كانت أكبرهم أمام قرية كفر الحصة الواقعة على بعد 35 كيلو متراً من القاهرة حيث انقلبت سيارة نقل مقطورة على الطريق بسبب الشبورة، مما أدى إلى تصادم عدد من السيارات الملاكى والميكروباص. وللحقيقة أننى شاهدت مدى كثافة شرطة المرور الموجودة فى هذه الأثناء للحد من الحوادث وإجبار السائقين على الالتزام بالقواعد المرعية فى هذه الظروف، وبالفعل تم توقيف العديد من سائقى المقطورات وعربات النقل لعدم السير فى الجانب الأيمن من الطريق. وصحيح أن خبراء الأرصاد الجوية قد توقعوا انخفاض الرؤية الأفقية فى مصر لأقل من ألف متر وذلك خلال الفترة من المساء وحتى الصباح ولمدة 72 ساعة على القاهرة ومدن القناة والطرق المؤدية لمحافظات الوجه البحرى وحتى محافظات شمال الصعيد.. وذلك لتأثر البلاد بوجود مرتفع جوى مصحوباً برياح معظمها شمالية شرقية قادمة من شمال شبه الجزيرة العربية، إلا أن الشبورة منعت الرؤية لأقل من 1 متر وليس أقل من كيلو. وربما لو كان هناك من يتوخى الدقة فى هذه البيانات لكانت الاستعدادات وتفادى الحوادث على الطريق أجدى وأنفع، خاصة ونحن لا ننكر أنه على طريق مصر - إسكندرية الصحراوى والزراعى كانت الشبورة المائية المحملة بالشوائب وهى تكاد تفتك بالناس فى بيوتهم كانت أجهزة الأمن والمرور والدفاع المدنى تعمل بجهد جبار فى تنظيم المرور وإغلاق الطريق ووضع علامات إرشادية. ورغم ذلك فقد أسفرت الشبورة عن وقوع أكثر من تسع حوادث تصادم وتحطيم ما يزيد على 15 سيارة. ففى قويسنا على سبيل المثال لا الحصر حدث تصادم بين 8 سيارات راح ضحيته اثنان وأصيب 15 آخرون وتعطلت حركة الطريق لأكثر من ساعة حتى تم إخلاء السيارات المهشمة من الطريق وإعادته إلى طبيعته. لكن الحقيقة الغائبة هى أنه اختلط علينا الأمر حول هذه الشبورة إن كانت المعلومات حولها صحيحة أم هى من السحابة السوداء التى أصبحت تغطى سماء مصر فى الصيف والشتاء. ومع اختلاف التفسيرات كان حصاد الحوادث أن لقى ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب 27 آخرون فى حوادث طرق متفرقة فى الأقصر والإسماعيلية والغربية بالإضافة إلى تدمير عدد من السيارات، وكذلك مصرع شخص وإصابة 26 آخرين فى ثلاث حوادث بالقليوبية بسبب الشبورة ومصرع اثنين وإصابة 16 فى خمس حوادث فى بركة السبع. وأشهد أن جميع هذه الحوادث ليست الشبورة هى المتهم الرئيسى فيها، ولكن المؤسف ألا نجد الإسعاف الطائر الذى طالما تحدث عنه المسئولون وكذلك مستشفيات علاج اليوم الواحد التى يجب أن يتم إنشاؤها كل 30 كليو متراً ووحدات المرور التى يجب أن تتواجد على مسافات متقاربة والمزودة بالإضاءة الفسفورية لإرشاد السيارات بدلاً من كمائن الرادار المزيف. لقد كانت مجازفة كبيرة لى ولكل من قاده حظه العاثر للسفر على الطرق السريعة فى أيام الشبورة السوداء. رحلة محفوفة بالمخاطر والرعب خاصة أن هيئة الطرق اختارت هذا التوقيت لتقوم بأعمال صيانة أو توسيع أو ترميم أو ما شابه ذلك بطول الطريق السريع الذى أصبح ضيقاً وبطيئاً بسبب هذه الإشغالات والأكثر رعباً أنك تسير بسيارتك وسط هذا الضباب إلى المجهول. فمتى تنتبه هيئة الأرصاد لبياناتها وهيئة الطرق للقيام بأعمالها فى الأوقات المناسبة ووجود الوحدات الصحية الملائمة والإسعاف الطائر وزيادة عوامل الأمان والدفاع المدنى ورجال المرور المزودين بالسيارات والأجهزة الحديثة. الشبورة شبح الطريق السريع الذي يتسبب في حدوث تصادمات و حوادث مؤلمة ولكن للاسف انها شماعة يعلق عليها قلة الحيلة وعدم السيطرة علي الطريق السريع و اهمالهم في انشاء نقط طواريء و انقاذ علي الطريق السريع بمسافات متقاربة حتي تسرع في انقاذ ضحايا شبح الطريق السريع الابرياء .... أأمل السرعة في القضاء علي هذة الكارثة.