رأت منظمة هيومان رايتس ووتش اليوم، الاثنين، فى تقريرها السنوى، أن الدول والمؤسسات الديمقراطية وعلى رأسها الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى، تبدى "خجلا" مفرطا وحتى "جبنا" حيال الحكومات القمعية على حساب حقوق الإنسان. ولا تركز المنظمة غير الحكومية ومقرها نيويورك هذه السنة كما حصل العام الماضى على تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، بل على "فشل الدول التى يفترض أن تكون رائدة" فى حماية هذه الحقوق، حسب ما قال مديرها العام كينيث روث فى مقدمة الوثيقة التى تأتى فى 600 صفحة. وفى نظره، الخطأ الفادح الذى ارتكبه "الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون وعدد من الدول الأعضاء فى لجنتها لحقوق الإنسان" هو أن يكون "الحوار والتعاون" قبل انتهاج أى سياسة ضغوط على الدول المذنبة. وقال روث: يبدو أن الاتحاد الأوروبى "يدعم هذه الفكرة تماما" وتعرب وزيرة خارجيته كاثرين آشتون "باستمرار أنها تفضل اعتماد دبلوماسية هادئة أيا كانت الظروف". وهذا يبرر اختياره بروكسل لعرض تقريره على الصحافة خصوصا فى اليوم الذى يقوم فيه الرئيس الأوزبكى إسلام كريموف الذى يصفه معارضوه بأنه دكتاتور، بزيارة رسمية لهذا البلد. وقال روث إن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الدول الثلاث الرئيسية فى الاتحاد الأوروبى، تشارك إلى حد كبير فيما يسميه ب"الجبن المعمم حيال الصين". ولم يرد التقرير على ذكر موقف باريس الدبلوماسى المثير للجدل خلال أزمة تونس لأنها أتت بعد صياغته. ولم يستهدف التقرير الاتحاد الأوروبى والأممالمتحدة فقط. فقد انتقد روث أيضا الولاياتالمتحدة لامتناعها عن التدخل "بقوة لدى الصين أو الهند أو اندونيسيا" عندما كان الأمر لازما. كما انتقد روث بقوة "الديمقراطيات الكبرى الجنوبية مثل البرازيل وجنوب أفريقيا والهند" التى "فضلت أيضا اللجوء إلى تدابير غير حازمة" حيال حكومات تسىء التصرف.