ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن خطاب الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أمام المزارعين فى مدينة الألزاس الفرنسية الحدودية مع ألمانيا أثار غضبهم بعد وصفه لهم بالألمان، فى الوقت الذى يعانى منه أهالى المدينة من الحساسية المفرطة تجاه هذا الأمر. أخطأ ساركوزى بقوله "إننى لن أسمح بحدوث تشوهات المنافسة مع ألمانيا، وأقول ذلك ليس لأننى فى ألمانيا"، لكنه سرعان ما صحح الخطأ بعد حركات تململ واستهجان من بعض الحضور وقال على الفور "ليس لأننى فى الألزاس". وذكرت الصحيفة أن سبب حساسية سكان الألزاس مفرطة تجاه مسألة هويتهم الوطنية تعود إلى النزاع الألمانى الفرنسى على تلك المنطقة منذ قرون، وأكدت أن ارتكاب هذا الخطأ جاء فى الوقت الذى كان ساركوزى يسعى فيه ليؤكد دعمه للمزارعين واعتزامه حماية دخلهم فى تلك المنطقة التى استعادتها فرنسا من ألمانيا فى نهاية الحرب العالمية الثانية. يذكر أنه قد ضم ملوك فرنسا مقاطعة الألزاس إلى فرنسا فى القرن ال17، لكن استعادتها ألمانيا بعد الحرب بين فرنسا وبروسيا عام 1870، ثم بعد ذلك استردتها فرنسا فى نهاية الحرب العالمية الأولى لتضمها ألمانيا مجددا إليها عام 1940 وذلك قبل تحريرها مع بقية الأراضى الفرنسية على أيدى قوات الحلفاء أواخر عام 1944، وتعتبر علاقة سكان هذه المقاطعة بساركوزى ليست بالجيدة مقارنة بعلاقتهم مع الرئيس السابق جاك شيراك.