◄◄ ملاحقات قضائية لأكثر من 1000 شاب وسجن العشرات.. وانخفاض عدد الأنفاق إلى 100 الأنفاق التى تعد شريان الحياة لغزة باتت تمثل هاجساً للمصريين بسبب الملاحقات القضائية والأحكام التى طالت قرابة 1000 شاب مصرى، الأغلبية العظمى منهم هاربون، فيما يقبع العشرات فقط خلف السجون لتنفيذ أحكام قضائية تتعلق بالعمل أو الامتلاك أو التهريب عبر الأنفاق، وبالتالى تشردت أسرهم، رغم انحسار دورها بعد الانتهاء تقريبا من إنشاء الجدار الفولاذى، وانخفاض عدد الأنفاق إلى 100 نفق، والتى كانت تصل إلى 1663 نفقاً، حسب مصادر محلية. «اليوم السابع» ترصد مأساة قصة أسرة كاملة فى رفح. يقول أيوب عبدالجبور، أحد المصريين المقيمين فى رفح على الحدود، إن 3 من أبنائه يقبعون فى سجن برج العرب بسبب الأنفاق، فيما يزال الرابع ملاحقا، بخلاف سجن اثنين من أقاربه، أحدهما كان يعمل فى السفارة الفلسطينية بالقاهرة. وأشار عبدالجبور إلى أن ابنه الأصغر سعد أيوب كان يأخذ «درساً» فى رفح بحى النور يوم 8 مايو 2009 وخلال خروجه ألقى الأمن القبض عليه، وتم ترحيله إلى المحكمة التىأخلت سبيله هو وأصحابه، ثم أخذه أمن الدولة إلى سجن برج العرب، مضيفاً أنه طالب فى المدرسة الثانوية الصناعية برفح، وضاعت عليه سنتان دراسة. وقالت الأم مفيدة الجبور: الابن الثانى كنا معه فى زيارة للأول فى برج العرب، وأخوه فى الشاليه فى العريش عند خاله والعائلة متجمعة، وهجموا على الشاليه وأخذوا الأب والأولاد الثلاثة مرة واحدة فى 24 يونيو، وبعد الزيارة أخذوا الأب وعصام أيوب وعبدالرحيم ومصطفى، وأفرجوا عن الأخير بعد 4 أشهر. وأضافت: عصام قعد فى سجن الترحيلات 4 أشهر، ثم ترحل للقاهرة فى برج العرب ومعه أبناء عمه، وقسماً بالله لا نعرف عن التهم الموجهة لهم أى شىء، خاصة فى القضيتين رقم 119 لسنة 2008 و22 لسنة 2008، أما محمد أيوب فهارب بعد الحكم عليه 5 سنوات فى قضية نفق أيضاً. وبالنسبة إلى أمين الجبور فإنه مدان فى القضيتين 41 لسنة 2009 و12 لسنة 2009، وتقدمنا بالتماس فى القضية رقم 515/1189، وتشير الأم إلى أن عصام حُكم عليه غيابيا 8 سنوات فى قضية نفق، وهو فى الإمارات، ثم أفرجوا عن زوجها واعتقل الأولاد. وتابع الوالد قائلاً: «كان الجدار فاتح وتم تخزين بضائع لإدخالها ثم أغلقت الحدود، وبالتالى كانت البضائع ما تزال فى مخازن الأهالى، ولبس قضية غيابى لأن البضائع كانت فى البيت». وقال عبدالجبور: قمت بنفسى بكسر القفل عندما وصل الأمن، وللأسف لم أتوقع الأمر، مشيراً إلى أن محمد أيوب هارب، ومحكوم عليه 5 سنوات فى نفق رفح، رغم تبرئة من كان معه فى النفق. وأضاف أن عبدالرحيم أيوب، 22 عاماً، زج باسمه مع عائلة النحال خلال مواجهات عنيفة مع الشرطة، رغم عدم وجوده للأسف، مشيراً إلى أن 9 أفراد من عائلة النحال كتبوا اسم ابنى معهم كمشارك فى مخزن بضائع، وفى اعتداءات على الشرطة وإلقاء الزجاجات الحارقة، وابنى وضع معهم فى قضية أنفاق وتهريب وقود، وتناشد العائلة جميع الجهات الإفراج عنهم. ومن مصائب الأنفاق تشير مفيدة الجبور إلى قضية ابن أخيها هانى سعد الجبور، الذى كان دبلوماسيا فلسطينيا معينا بقرار من ياسر عرفات كمنسق لمعبر رفح البرى، وفجأة منذ سنتين أيضا تم اعتقاله من البيت، وتردد أنه متورط فى تهريب أموال إلى غزة، رغم أنه بالأساس من سلطة فتح، وحتى الآن لم يفرج عنه، وأضافت أن زوجته وأولاده باسم ونسمة ونور الآن فى السعودية، ولا أحد يسأل عن هانى الذى ظل لسنوات طويلة فى خدمة الفلسطينيين، وهو يحمل الجنسية المصرية فى الوقت نفسه، وهناك أيضاً ابن عمى أمين الجبور المحكوم عليه غيابيا 5 سنوات أيضاً بسبب انهيار نفق تساقطت عليه الأمطار، واتهم هو بأن النفق يخصه، قائلة: الآن الأسرة باتت الأنفاق تمثل لها شيئا من الماضى، وعليه نأمل فى الإفراج عن أبنائنا، ومثل حالة عائلة الجبور حالات كثيرة ما تزال قابعة خلف القضبان بسبب الأنفاق. مصادر أمنية فى شمال سيناء أكدت أن المسؤول الأول عن الأنفاق هم أصحاب الأرض، ثم من يتم ضبطه أو تدل التحريات عليه. وذكرت المصادر أن عائلة الجبور تملك مساحات زراعية من الحدائق على الحدود، وبالتالى تم ضبط عشرات الأنفاق فيها، وتقع مسؤولية الأنفاق على الملاك، حتى لو تم الأمر دون علمهم، وذكرت المصادر أن هناك مئات القضايا على أفراد متورطين فى الأنفاق أيضاً. وذكر مصدر قضائى أن أكثر من 1200 شاب مدان بسبب الأنفاق خلال السنوات الأخيرة، أغلبهم محكوم عليه غيابياً.