التعميم المبالغ فيه أمر مرفوض

انتبه من تعميم حدث أو موقف واحد فى حياتك على كل أجزاء الحياة الأخرى، فالتعميم المبالغ فيه بمعنى الوصول إلى استنتاج عام قائم على حدث أو دليل واحد، يعتبر أمر كارثى عليك، فلو فشلت فى صداقة ما فربما تقرر أن لا تصادق أحدا أبداً وتقرر أن الوحدة أفضل لك من التعامل مع الآخرين كونهم غير جديرين بالثقة والصداقة، ولو فشلت فى خطوبة أو زواج فيكون قرارك أن الزواج نظام فاشل، ولو فشلت فى مشروع ما فتقرر أنك غير صالح لأن تكون رجل أعمال ناجح وتقرر أن لا تخوض التجربة مرة أخرى، أو إذا حدث لك أمر سيء مرة واحدة فإنك تتوقع حدوثه مرات ومرات.

تقول كوليت خوري: "صحيح أن المرء يستطيع أن يخلق ظروفه وأن يبنى كيانه ولكنه يغدو أسير هذه الظروف بالذات وعبد لهذا الكيان."
لابد من التحكم فى أفكارنا ونفهم أنفسنا وأن نصبح أقوى من ظروفنا ولابد من تنظيم مشاعرنا والحفاظ على حيويتنا وطاقتنا وتفاؤلنا طوال اليوم بغض النظر عن الظروف والأحداث والمواقف المحيطة بنا.

يقول عبد الله القصيمي: "أنا أفكر لأنى أحيا ولا أحيا لأنى أفكر.. أفكارنا دائما تعبير عنا، ولسنا تعبيرا عنها كلُّ جهاز يصنع عمله، ولا يصنعه عمله."

فى أثناء حياتنا اليومية أفكارنا الخاطئة فى التعميم تجعل من الصعب التحكم فى أفعالنا فحديثنا الداخلى بدون وعى يؤثر على طريقة تفاعلنا مع الحياة ومع المحيطين من حولنا وشعورنا حيال ما نمر به من أحداث وتصديقنا لتلك الأفكار يؤدى إلى العديد من المشاكل التى بمرور الوقت تصبح من سمات شخصياتنا وتقودنا إلى اتخاذ قرارات سيئة ومشاكل لا حصر لها فى التواصل الاجتماعي.

يقول رينيه ديكارت: "إن اختلاف آرائنا لا ينشأ عن كون بعضنا أعقل من بعض بل ينشأ عن كوننا نوجه أفكارنا فى طرق مختلفة ولا نطالع الأشياء ذاتها."
لابد من التعرف على الأفكار غير الصحيحة واستبدالها بأفكار واقعية فالتعميم المبالغ فيه حتما سيقودنا إلى حياة سيئة كونها لا تدعم وصولنا إلى أهدافنا لذلك لابد من إصلاح طريقة تفكيرنا الخاطئة وتحدى تلك الأفكار السلبية.

يقول ألبرت أينشتاين: "لا تكُّف عن التفكير أبداً فى أسباب تصرّفاتك وأعمالك، وما يعتريك من لجلجة فى الصدر.. ولا تستطيع إلّا أن تخشع حين تتبصّر فى ظاهرة الحياة، وأسرارها التى لا تنتهي.. حاول أن تفهم قليلاً كل يوم... ولا تفقد أبداً الحب المقدّس للاستكشاف.".