تنطلق غدا الأحد الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية فى شرم الشيخ باجتماع مشترك يضم كبار المسئولين والمندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية لإعداد مشروع جدول أعمال القمة لرفعه للمجلس الاقتصادى والاجتماعى على المستوى الوزارى صباح يوم الاثنين قبيل الاجتماع الوزارى التحضيرى النهائى للقمة على مستوى وزراء الخارجية مساء الاثنين على أن تعقد القمة يوم الأربعاء القادم. وعلمت اليوم السابع أن جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى سيعقد مساء الاثنين المقبل والمخصص للتحضير للقمة العربية الاقتصادية سيدرج عليه عددا من البنود المتعلقة بالأوضاع السياسية التى طرأت على الوضع العربى، منها تأزم الوضع الداخلى فى لبنان بعد انسحاب 11 وزيرا من حكومة سعد الحريرى، واستفتاء حق تقرير مصير جنوب السودان، بالإضافة لاقتراح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية رفض التدخل الخارجى فى قضايا مسيحيى الشرق الأوسط. ومن المقرر أن تتابع القمة مدى التقدم فى تنفيذ مقررات القمة الاقتصادية الأولى التى عقدت فى الكويت فى يناير 2009 ، إضافة إلى بلورة أى برامج وآليات جديدة قد تحتاجها عملية تفعيل الاستراتيجيات التنموية الشاملة والمتفق عليها. وكانت القمة العربية الدورية التى عقدت فى الرياض فى شهر مارس عام 2007 أصدرت قرارا دعا إلى عقد قمة عربية تخصص للشؤون الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ، وبلورة برامج وآليات عملية تعزيز وتفعيل الاستراتيجيات التنموية الشاملة وذلك بناء على المبادرة التى قدمت من الكويت ومصر بشأن تعزيز العمل العربى المشترك فى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية . وقد أشارت هذه المبادرة إلى ستة تحديات تواجهها الأمة العربية، ومنها تفاقم معدلات الفقر والبطالة وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطن العربى وتواضع حجم التجارة العربية البينية وكذلك حجم الاستثمارات المحلية، وهناك تحديات أخرى واجهت الدول العربية تمثلت فى هجرة رؤوس الأموال والعقول والكفاءات العربية إلى الخارج ، وضعف البنية التحتية فى الكثير من البلدان العربية وعدم مواكبة مخرجات العملية التعليمية لاحتياجات التنمية ومتطلبات المنافسة العالمية. وقد عقدت الدورة الأولى للقمة الاقتصادية فى الكويت خلال الفترة من 19 إلى 20 يناير 2009، وعلى الرغم من أن العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة فرض على القمة أوضاعا سياسية ، إلا أن قرارات القمة الأولى عكست الحرص على الارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربى ، وشكلت حجر الزاوية لدعم الاقتصاديات العربية وكان من أبرزها إقرار البرنامج الطارئ للأمن الغذائى العربى، وتضمنت قرارات القمة تكليف حكومات الدول العربية المستفيدة من مكونات البرنامج بمنح مزايا تفضيلية خاصة للاستثمار فى المجالات المحددة بالبرنامج، والطلب من المؤسسات والصناديق الإنمائية العربية والإقليمية والدولية المساهمة فى توفير المتطلبات المالية اللازمة فى تنفيذ البرنامج ، كما أقرت القمة البدء باتخاذ الخطوات اللازمة لإقامة الاتحاد الجمركى العربى اعتبارا من عام 2010، وتنفيذ البرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة فى الدول العربية وتنفيذ البرنامج العربى للحد من الفقر. وقررت القمة التى عقدت بالكويت برئاسة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تنفيذ البرنامج العربى لتنفيذ الأهداف التنموية خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2015 ، إضافة إلى تنفيذ خطة تطوير التعليم خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2019 وتحسين مستوى خدمات الرعاية الصحية الأولية ودعت القمة الدول العربية إلى إن تقوم باتخاذ الخطوات اللازمة لوضع مشروعات الربط الكهربائى موضع التنفيذ دون عوائق، إضافة إلى إطلاق مشروع مخطط الربط البرى العربى للسكك الحديدية. وخلال هذه القمة أعلن أمير الكويت عن تبرع بلاده بمبلغ 500 مليون دولار كمساهمة فى مبادرة أطلقها لتوفير الموارد المالية اللازمة لتمويل ودعم المشاريع التنموية العربية الصغيرة والمتوسطة من خلال صندوق ينشأ لهذا الغرض برأسمال قدره مليارى دولار ومن المقرر إن تركز إعمال الدورة الثانية للقمة التى ستعقد فى شرم الشيخ على عدة محاور أساسية، منها متابعة وتقييم ما تم انجازه لتنفيذ مقررات الدورة الأولى للقمة بالكويت ، ومناقشة التطورات فى مشروع الربط الكهربائى الذى يشمل ثمانى دول عربية وخط الغاز العربى الذى يربط بين ست دول عربية حتى الآن.