نبه تقرير، وزارة الخارجية الأمريكية، حول أوضاع الإرهاب الدولى، إلى خطورة التهديدات الإرهابية التى شهدها القارة الأفريقية خلال العام 2016 ولا تزال تشهدها إلى الآن. وأشار التقرير - الذى يرصد أوضاع الإرهاب وجهود مكافحته حول العالم على مدار العام 2016 - إلى خطورة حركة الشباب الإرهابية فى الصومال باعتبارها أخطر تهديد يواجه شرق أفريقيا، إذ استمرت سيطرة الحركة خلال العام الماضى على مناطق واسعة فى وسط وجنوب الصومال برغم وجود قوات الاتحاد الافريقى على أراضيه، موضحا أن حركة الشباب بايعت تنظيم القاعدة فى العام 2015 لتتحول الى ذراع له فى شرق افريقيا وهو ما نتج عنه آنذاك تمددها فى شمال شرق كينيا وما تردد لاحقا عن اعطاء هذا التنظيم بيعة الولاء لتنظيم داعش . ولفت تقرير الخارجية الأمريكية، إلى استفادة دول شرق أفريقيا من دعم مكافحة الإرهاب الموجه لهم من واشنطن لتعزيز قدراتهم على التصدى للتنظيمات الارهابية وبخاصة فى دول مثل جيبوتى وأوغندا والصومالوكينيا، وأشار الى ما شهده العام الماضى من تشكل "مجموعة العمل الخاصة بمكافحة الارهاب فى منطقة الحوض التشادى الأعظم"، والتى تضم الكاميرون وبينين وتشاد والنيجر ونيجيريا وهى المجموعة التى بفضلها حققت تلك الدول انتصارات على تنظيم "بوكو حرام" الارهابى المتمركز فى شمال نيجيريا واجهضت بصورة كبيرة مساعيه للتمدد فى سائر دول الاقليم عبر حدودها المفتوحة . وفى منطقة الساحل والصحراء، أشاد التقرير السنوى للخارجية الأمريكية، بما شهده العام 2016 من نجاح لعملية "بركان"، وهى عملية مكافحة ارهاب تعتمد على التكنولوجيا المتطورة والعمليات الخاصة النوعية للجم الجماعات المسلحة فى منطقة الساحل الافريقية وفى مقدمتها جمهورية مالى. تجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدة كانت أطلقت فى العام 2005 مبادرة "الشراكة من أجل مكافحة الإرهاب فى دول الصحراء الأفريقية"، وهى المبادرة التى نجحت حتى الآن فى انتاج جهد منظم ومتعدد الاطراف والمراحل لمكافحة النشاط الارهابى فى الصحراء الكبرى وغرب افريقيا بما فى ذلك بناء القدرات الوطنية لدول الاقليم وتعبئة الجهود المدنية والأمنية والعسكرية معا لمواجهة الارهاب ومساعى تمويله من خلال تجارة البشر وتهريب الافراد والمخدرات والاتجار فى الاسلحة الصغيرة، وكذلك التصدى لعمليات اختطاف الافراد وطلب فدية لتحريرهم كمورد لتمويل أنشطة الارهاب ، كما ركزت المبادرة الأمريكية على انشطة الاعلام والتوعية ومكافحة سبل تجنيد الشباب للعمل الارهابى ومساعدة هذه الدول على سن القوانين اللازمة لذلك فى كل من الجزائر وبوركينا فاسو والكاميرونوتشاد ومالى وموريتانيا والمغرب والنيجر ونيجيريا والسنغال وتونس . وكان نجاح تلك المبادرة الامريكية حافزا على اطلاق مبادرة مماثلة لمكافحة الارهاب فى شرق افريقيا تعمل بنفس الاليات فى العام 2009 تضم جيبوتى وإثيوبيا وكينياوالصومال وتنزانيا وأوغندا، لكن التقرير الأمريكى صنف كلا من بوروندى وجزر القمر وجزر سيشل والسودان وجنوب السودان "بالأطراف غير النشطة" فى دعم العمل بالمبادرة ومن ثم اوقفت كافة المساعدات الأمريكية المادية والتدريبية الخاصة التى كانت تقدم لتلك الدول خلال العام 2016، وفى المقابل اشاد التقرير بالجهود التى تقوم بها تشاد فى دعم الجهد الدولى المناهض للإرهاب، وكذلك ما تقوم به الكاميرون من تطوير لأجهزتها الأمنية وتلك المعنية بإنفاذ القانون ومكافحة تمويل الإرهاب، كذلك اشاد التقرير بالدعم الذى بدأت جيبوتى فى تقديمه خلال العام الماضى لقوات حفظ السلام ومكافحة الارهاب الافريقية العاملة فى الصومال . ونبه التقرير كذلك إلى خطورة تنظيم "أنصار الدين" الأصولى المتطرف، فى جمهورية مالى، وارتفاع وتيرة نشاطه منذ نهاية العام 2013، برغم العمليات الأمنية الفرنسية والأفريقية المشتركة والتى حالت دون بسط التنظيم لسيطرته الكاملة فى مناطق فى شمال مالى منها مدينتا تيدال وتمبوكتو الاستراتيجيتان . وفى شمال أفريقيا، نبه التقرير إلى خطورة تنظيمى "أنصار الشريعة" فى درنه وبنغازى ملمحا الى وجود تعاون بينهما فى انشطة التجنيد والاستهداف، وأرجع التقرير الأمريكى إلى كلا التنظيمين حالة عدم الاستقرار الأمنى الذى شهدته الأراضى الليبية على مدار العام 2016، وذلك برغم أدراجهما على قائمة المنظمات الارهابية الصادرة عن الخارجية الأمريكية فى عامى 2013 و2014 على التوالى، كما نبه التقرير الأمريكى الى وجود جماعات تحمل اسم هذا التنظيم فى تونس نفذت عمليات ارهابية خلال العام 2012 واغتيالات لسياسيين فى عامى 2013 و2014. ورصد التقرير أنه فى العام 2014 بدأ تنظيم داعش الارهابى نشاطه على الاراضى الليبية ساعيا الى التمدد الى دول جوارها مما دفع الادارة الامريكية الى ادراج " تنظيم داعش – ليبيا" على لائحة التنظيمات الارهابية شديدة الخطورة وكان ذلك بتاريخ 20 مايو 2016 حيث يتخذ هذا التنظيم من مدينة درنة الليبية مقرا عملياتيا له . ونبه التقرير الأمريكى، إلى أن "داعش ليبيا"، زادت عدد المنضمين لها بمقدار الضعف فيما بين عامى 2015 و2016 ليصلوا إلى 6 آلاف مسلح وبدأت فى مهاجمة منشآت البترول الليبية الساحلية بهدف السيطرة عليها واستخدامها كمصدر للتمويل وهو ما استمر الحال عليه حتى ديسمبر 2016 عندما استعادت القوات الليبية سيطرتها على تلك المنشآت، كما لم يستبعد التقرير الأمريكى كون تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى بمثابة التنظيم الأم الذى اخرج كافة التنظيمات الاخرى على مستوى أقليم كل دولة وذلك بعد ان أعاد تنظيم القاعدة "الأم" ترسيم استراتيجية عمله من المركزية الى اللامركزية بعد مصرع قائده اسامة بن لادن، واختفاء الاباء الأوائل من قيادات التنظيم.