أفادت مصادر في مجلس الأمن الدولي بأن مواجهة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء في أفريقيا لا يقل في أهميته عن مواجهة الإرهاب في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي. وأشارت المصادر إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعمل على بناء تعاون دولي في مجال المعلومات الاستخبارية والتتبع وبناء القدرات الأمنية الوطنية لدول الساحل الأفريقي لمواجهة تمدد حركات متشددة متحالفة مع تنظيم "داعش" مثل "بوكوحرام" و "القاعدة" في غرب أفريقيا، لافتة إلى أن مون استثمر فرصة مشاركته في أعمال قمة أديس أبابا الأفريقية الأخيرة فى إثارة هذا الأمر. وفي السياق ذاته، أوفد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة مفوضا خاصا لمكافحة الإرهاب لكل من نيجيريا والكاميرون ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو لمعرفة حجم الاحتياجات الأمنية واللوجستية التي تحتاجها قوات الأمن ومكافحة الإرهاب في هذه الدول ، والتي بالإمكان أن تعمل الأممالمتحدة على توفيرها وبما لا يجعل أراضي تلك الدول مرتعا خصبا لتجنيد العملاء والموالين للتنظيمات الإرهابية المسلحة. وتشير تقارير الأممالمتحدة إلى أن منطقة الساحل وحزام الصحراء في أفريقيا يعيش فيها 41 مليون شاب دون سن ال 25 ويعانون أقسى أشكال الفقر والبطالة والإحباط مما يجعلهم فريسة سهلة لعمليات التجنيد التي تمارسها المنظمات الإرهابية في هذه المناطق. تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن كان قد مدد في نوفمبر الماضي تفويض عمل القوات البحرية الدولية لمكافحة الإرهاب في الصومال لمدة عام، وتتألف تلك القوات بصورة أساسية من وحدات بحرية للاستطلاع والمراقبة والقتال من حلف شمال الأطلنطي وتم إطلاق الاسم "درع المحيط " عليها ، وهي قوات تدعمها قوات جوية قتالية واستطلاعية أوروبية ، ويأتي ذلك في إطار مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال من جانب الأممالمتحدة بهدف وقف ظاهرة القرصنة التي تدر أموالا طائلة تستخدمها جماعات الإرهاب في تمويل أنشطتها في شرق أفريقيا. وبدأت جهود مجلس الأمن لمكافحة القرصنة في القرن الأفريقي من خلال قوة "درع المحيط" عام 2008، وأسفرت عن نجاح ملحوظ في الحد من أنشطة القراصنة.