"كان عايز يمسك إيدى.. قال إيه حيعدينى" إفية لسناء يونس فى مسرحية "سك على بناتك" كان بيخلينا نسخسخ على روحنا من الضحك.. تذكرته وأنا أسمع حوار مستر ليو إيميين رئيس المنطقة الصناعية الصينية – تيدا - على خليج السويس، التى طورت وحدثت البنية الأساسية لمساحة 10 كيلو من المنطقة، وضخت استثمارات تزيد على 280 مليون دولار بنظام حق الانتفاع خلال 45 عاما، التطوير شمل البنية الأساسية والمرافق، وتوفير الخدمات الرئيسية للمشروعات، مع إدارتها وتشغيلها وصيانتها والترويج لها ليه بقى؟ لجذب استثمارات ب 5ر1 مليار دولار من خلال 150 مشروعا تتيح 40 ألف فرصة عمل مباشرة وغير المباشرة طب عملوا إيه؟ خططوا لإقامة مدينة سكنية متكاملة الخدمات والمرافق لاستيعاب أعداد العمالة المتوقعة، كمان أنشاوا عدة مصانع وشركات، ونظفوا وجملوا المنطقة الواقعة أمامها، المشكلة أن الشركة حصلت على 6 كيلو مترات أخرى فى مناقصة منذ أكثر من 7 شهور لم تتسلمها حتى الآن عارفين ليه؟ لخلاف بين المستثمرين الصينيين، ووزارة الاستثمار، حول تطوير المنطقة وضخ إستثمارات بها وعقدوا 9 جولات من المحادثات وما تفقوش على حاجة والجولة العاشرة والأخيرة لم تبدأ بعد. النتيجة هروب عدد كبير من المشروعات الصينية وبطء فى الخطوات التنفيذية لعمليات التطوير، السبب البيروقراطية فى الإجراءات وعدم المرونة فى القرارات، وعدم الوضوح فى القوانين كمان القرارات الفجائية، دى بقى نفس الأسباب اللى طردت المستثمرين المصريين، بعد أن كانت المنطقة حلما استثماريا لهث وراءه الكثيرون. الحكاية وما فيها مشروع تنمية منطقة شمال غرب خليج السويس فرصة لتحويلها إلى منطقة جذب عالمى للصناعات والخدمات اللوجيستية لتعظيم الاستفادة من الموقع الفريد للمنطقة مع التركيز على الأنشطة كثيفة العمالة وذات القيمة المضافة للاقتصاد المصرى لزيادة نسبة الصادرات خلال السنوات العشر القادمة إلى 2ر7 مليار دولار، كمان فرصة لإعادة التوازن إلى الميزان التجارى مع الصين، اللى بيميل لصالحها بمقدار 4.5 مليار دولار فى المتوسط، ناس بتقول إن المسئولين خايفين من إغراق السوق بالمنتجات الصينية إللى ما حدش قادر عليها، كمان الرعب من إن الصين إللى بدأت معنا مشوارها الاقتصادى تتحول إلى قوى إمبريالية لأن القوانين الاقتصادية بتقول إن التراكم الرأسمالى لأى دولة بيحولها إلى قوى استعمارية تبحث عن الطاقة أو المواد الخام أو أسواق لتصريف منتجاتها، شوف يا صاحبى لما أقولك أمريكا بجلالة قدرها على لسان رئيسها أوباما قال "الولاياتالمتحدة لا تسعى لاحتواء الصين، بل على العكس، فإن صعود الصين كدولة قوية مزدهرة اقتصاديا، يمكن أن يصبح مصدر قوة للمجتمع الدولى"، عارفين المؤرخ نيال فيرجسون Niall Ferguson طرح مفهوما أطلق عليه "الصين امريكا"( Chimerica) بيتصور إن أمريكا فى علاقة تكاملية مع الصين، أمريكا أكبر مستهلك، الصين أكبر مدخر يعنى أمريكا تدفع والصين تنتج. عارفين الصين عملت فى أمريكا إيه؟ دفعت لها أكثر من 10 تريليون دولار على سبيل السلف ومشتريه ب750 بليون دولار سندات من الحكومة الأمريكية، الكل بيحاول يكسب ود الصين ولكنها عايزه التعاون مع مصر يكون نموذجا للدول الأفريقية والعالم الثالث إللى بتعتبر نفسها واحدة منهم، شوف يا صاحبى لما أقولك إحنا يجب أن نفرح بالنجم الصاعد الجديد لأنه مالوش سوابق استعمارية وفائضهم المالى مش حيحولهم إلى قوى إمبريالية استعمارية زى الغرب بس يكفوا هما نفسهم، وفى لقاء مع السفير الصينى بالقاهرة السيد سونغ ايقوه قال.. أكثر من 24 مليون صينى يدخلون سوق العمل سنويا وعندهم أكثر من 150 مليون آخرين يعيشون تحت خط الفقر ويخططون للقضاء على الفقر والفقراء عام 2050، شفت إزاى القفزة النوعية إللى عملتها الصين اللى بتعتبر نفسها زى مصر وزى ما قال سفيرهم حبهم للشغل وعدم التواكل وإيمانهم بإن العصر الحالى إللى بنعيشه مليان بالفرص بس للى عايز يشتغل بجد، صحيح هما ماشيين بمنهج برجماتى وشايفين مصالحهم وعاملين اتفاقيات كبيرة مع إسرائيل، طب ده وفقا لمصالحهم الخاصة ومين ما بيدورش على مصالحه ولكنهم لسه واقفين مع الحق العربى وبيصوتوا فى المحافل الدولية إلى جانب القضايا العادلة وخريطة نفوذهم تتمدد فى مناطق البترول أو الطاقة وبس، القصة وما فيها إنهم فى معظم الأحيان بينقلوا خبرتهم للدول الصديقة وبيدربوا العمالة الوطنية على التكنولوجيا الحديثة، دى بقى شركة مصرية مائة فى المائة وسيتم الاستغناء تدريجيا عن الإدارة الأجنبية العاملة حاليا وتبلغ نسبتها 9:1 من العمالة المصرية، طب شوف الآخرين إللى بيقوموا بتسقيع الأراضى إللى حصلوا عليها منذ عام 1995 مع بداية المشروع، ولم يتم استغلالها حتى الآن وعاملين سور كبير وإنشاءات كرتونية شكلية ويافطة عليها اسم الشركة وبس، ده بقى إهدار للمال والموارد وتعطيل للطاقات وحكاية فساد مالوش آخر، إحنا بقى بنقول زى ما قال فؤاد المهندس فى المسرحية "كنتى خلية يمسكها يا حكومة"، المثل الصينى بيقول "من استهان بالوقت نبذة الزمن". * نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية .