فى ندوة حضرها ما يزيد عن ثلاثمائة شخص، ضمن فعاليات مهرجان BAY AREA BOOK FESTIVAL فى مدينة بيركلى بولاية كاليفورنيا الأمريكية، قدم عدد من الكتاب العالميين رؤيتهم عن مرور خمسين عامًا على الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية وقطاع غزة، الذى بدأ عشية الخامس من يونيو 1967، ولا يزال مستمرا حتى اليوم. حملت الندوة عنوان "مملكة الزيتون والرماد"، وهو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن دار نشر هاربر كولينز الأمريكية بمشاركة 23 كاتبا عالميا فى مقدمتهم ماريو فارغاس يوسا الحائز على نوبل للآداب، وشارك بالندوة كل من الروائيين الأمريكيين مايكل "شابون وإيليت والدمان "محررى الكتاب، والقاصة الفلسطينية فدى جريس والروائية الأمريكية وريتشل كوشنر اللتين شاركتا فى تأليف الكتاب، والسياسى يهودا شاءول.
وأدان المشاركون فى الندوة التى أدارها السياسى الأمريكى دانيال سوكاتش، الاحتلال الإسرائيلى بوصفه جريمة أخلاقية تقمع من خلالها القوات الإسرائيلية ملايين الفلسطينيين وتمارس عليهم الجرائم العنصرية، من القتل والتشريد ومداهمة البيوت واعتقال الأطفال، وغيرها، وتمنعهم من الوصول إلى مقرات عملهم ودراستهم من خلال الحواجز المهينة التى تتكاثر يوما بعد آخر فى الضفة الغربية.
من جهتها أشارت الروائية الأمريكية إيليت والدمان إلى الفارق العظيم بين الرخاء الذى يعيشه الإسرائيليون فى تل أبيب وما يعانيه الفلسطينيون تحت نير الاحتلال فى الضفة الغربية على بعد نصف ساعة، الأمر الذى دفعها إلى العمل على تحرير كتاب "مملكة الزيتون والرماد" بمشاركة 23 كاتبًا معروفًا لينقلوا صورة الاحتلال القميئة إلى قرائهم فى مختلف بلدان العالم.
ومن جهة ثانية نقلت القاصة الفلسطينية فدى جريس للقارئ الأمريكي ممارسات إسرائيل وواقع الحياة للفلسطينيين الذين يعيشون الاحتلال، واصفة الوضع "بأننا ندفع كل دقيقة من حياتنا ثمن كوننا غير يهود". وعادت إلى النكبة العربية 1948 التى تراها البداية الفعلية للاحتلال، وعرضت عددًا من القوانين العنصرية التى شرعت فى الفترة الأخيرة داخل إسرائيل، منها احتجاز وسجن الفلسطينيين دون تهمة طبقا لقانون "مكافحة الإرهاب" الصادر فى 2016، كذلك مصادرة الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية لصالح المستوطنات الإسرائيلية، وتشديد العقوبات ضد الأطفال المتهمين برمى الحجارة وفرض الغرامات الباهظة والعقاب الجماعى على أهاليهم.
وبينت القاصة الفلسطينية وجهة النظر الصهيونية فى التعامل مع الفلسطينين، من خلال كلمات بيتزاليل سموتريخ من حزب البيت اليهودي فى إسرائيل، التى أشارت إلى ثلاثة خيارات متاحة للفلسطينيين وهى: مغادرة البلاد، البقاء كمقيمين غرباء دون جنسية وكمواطنين من الدرجة الثانية "الأغيار" حسب القانون اليهودى، أو المقاومة وساعتها يعرف الجيش الصهيونى كيف سيتصرف بما فى ذلك الإبادة الجماعية، مبررًا ذلك بقوله "الحرب هى الحرب".
وكانت فعاليات مهرجان Bay Area Book Festival، الذى تنظمه مؤسسات ثقافية عدة من بينها مؤسسة مستقبل الأدب فى مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدةالأمريكية، بحضور حوالى 200 مؤلف من داخل وخارج أمريكا، من بينهم 25 كاتبًا غير أمريكى يمثلون 13 دولة.
وافتتحت تشيرلين بارسونز، المدير التنفيذى لمؤسسة مستقبل الأدب، الفعاليات بلقاء الكتاب الأجانب، من بينهم الباحث والناقد مدحت صفوت من مصر، والكاتبة القاصة فدى جريس من فلسطين، والروائية جنيفر ماكومبي من أوغندا، والروائية كريس لى من كوريا الجنوبية، ومن أيرلندا شارك كولن باريت وبول مورى، ومن سويسرا الروائى يوناس لوشر، ومن فنلندا بايتين ستاتوفكي، وغيرهم.
وتعتنى الدورة التى تشمل على ما يقارب 100 جلسة وفعالية ثقافية، بالإصدارات التى تعزز العدالة الاجتماعية، وحريات التعبير، والاستدامة الثقافية. ودار النقاش حول أهمية دور الأدب فى تقريب وجهات النظر المختلفة، وحل المشكلات والصراعات السياسية، وتمهيد السبل للتعايش المشترك على الأساس الإنسانى.
