«مملكة الزيتون والرماد» صرخة فى وجه الاحتلال الإسرائيلى

صدر حديثًا عن دار نشر هاربر كولينز الأمريكية كتاب «مملكة الزيتون والرماد»، من تحرير الروائيين الأمريكيين مايكل شابون وأيليت والدمان، بمشاركة الكاتب المعروف ماريو فارجاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010، و19 كاتبًا من أنحاء العالم، إضافة إلى مشاركة 3 كتّاب فلسطينيين، هم رجاء شحادة وعلاء حليل وفدى جريس.
ويأتى نشر الكتاب فى الذكرى الخمسين لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة فى الخامس من يونيو 1967، كمحاولة لفضح ممارسات الاحتلال الصهيونى وجرائمه فى حق الشعب الفلسطيني، وتوقف عدد من المبدعين والروائيين العالميين أمام تأثيرات الاحتلال الإسرائيلي، محاولين فضح ممارسات «الكيان» تجاه الفلسطينيين والعرب.
وتعمل الكاتبة الفلسطينية فدى جريس على نقل الحقيقة وتصوير ممارسات إسرائيل، وبلغة أدبية وجماليات التشكيل اللغوى وتقنيات السرد تكشف الواقع الأليم والصور الغاضبة بقلم واع وضمير حى. ولأن الكتاب، برغم حسن نيته، يرتكز على واقع ونتائج احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، متجاهلًا، كما فعل يوسا فى مقالته، تاريخ إقامة إسرائيل والخلفية التى ولدت هذا الاستعمار، تعود الكاتبة الفلسطينية فدى جريس إلى هذا التاريخ وإلى النكبة، وتلقى الضوء على شريحة مهمة من الفلسطينيين التى تعيش داخل الخط الأخضر، وتحمل الجنسية الإسرائيلية وتكوّن 20% من سكان الدولة. بجرأة، تتوجه فى مقالتها المعنونة ب«قصة الاحتلال غير المعلن»، إلى فضح الممارسات العنصرية التى يمارسها الاحتلال سواء فى الضفة أو فى أراضى 1948 المحتلة، تأثير ذلك على الفلسطينيين أنفسهم، ومواصلة حكومات تل أبيب فى سن القوانين العنصرية ضدهم، وعمليات «ترانسفير» التى يتعرض لها الشعب، ولا يبدو على سكان إسرائيل اليهود الكثير من الاكتراث، فقد تربّوا على معاداة العرب، وفى أحسن الأحوال، بحسب كلمات الكاتبة: «تودّ الدولة أن نعمل فى المطاعم لتحضير الفلافل والشاورما وأن نذوب فى الخلفية بعد ذلك».