علم النفس وإعلان دلال عبد العزيز

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى انتقادات تعترض على ما تقوله الفنانة دلال عبد العزيز فى الإعلان الإنسانى الذى تقدمه، ويوجه إليها الاعتراض بطريقة ساخرة، معبرين "بتطلب من الناس يدفعوا للست الغلبانة ألفين جنيه طيب ما تدفعها هى".

تلقى علم النفس هذه التعليقات وتأمل بها جيدًا وقرر إهداء الجماهير الرمضانية وخاصة شريحة الشباب تحليلاً نفسيًا مهمًا لهذا الأمر.

عزيزى القارئ: هذه الفنانة تقدم إعلانًا إنسانيًا قد يكون بنسبة كبيرة غير مدفوع الأجر. وبصفة عامة فالإعلانات التى تدعو المشاهد لعمل الخير من الأفضل أن تستعين بالشخصيات العامة لأنهم الأكثر كاريزما، وبالتالى سيكونون الأكثر تأثيراً على نفسية المشاهد لتحقيق الهدف المطلوب من الإعلان.. ردود أفعالنا السلبية كمشاهدين تجاه الفنانة دلال عبد العزيز قد يؤثر بالسلب على نفسيتها، ويكون عاملاً محبطًا لها لعدم تكرار التجربة فى الإقدام على تقديم إعلان إنسانى مرة أخرى. وهذا بطريقة لا شعورية قد يؤثر على أنفس باقى الشخصيات العامة وينتابهم التردد حيال تقديم مثل هذه الإعلانات.. كما أن ثمة أمر آخر هام أن الفنانة دلال عبد العزيز تقدم هذه السيدة فى الإعلان كنموذج، وقالت بصريح العبارة "الست دى وكتير غيرها محتاجين".

إذن علم النفس يدعوك كمشاهد أن توجه لنفسك سؤالاً واحدًا.. لماذا أيقنت كمشاهد أنها لم تساعد هذه السيدة؟ لماذا ينتاب المشاهد يقينًا بأمور غيبية لا يعلمها إلا الله، خاصة أن الصدقة من الأفضل أن تكون غير معلنة.

عزيزى المشاهد والقارئ: كما أن الإعلام لابد وأن يكون صادقًا لأنه يؤثر على أنفس الجماهير بالسلب أو الإيجاب، فلابد أيضاً أن يكون المتلقى صادقًا فى ردود أفعاله وغير متسرع فيها، لأنها تؤثر على أنفس كل من فى الإعلام بالسلب أو الإيجاب، وبالتالى بطريقة تدريجية سوف تؤثر على طبيعة ما يتم تقديمه للمشاهد.

علم النفس لم يخلق ليكون مع أو ضد، ولكن علم النفس دوره أن يوضح العالم الداخلى للنفس البشرية، وكيف أن سلوكها يكون بناءً على ما تشعر به، وما تشعر به يكون بناءً على المعطيات الخارجية من حولها، والتسرع فى النقد أو التعليق هو أحد هذه المعطيات. فلا تجعل نفسك سبباً فى أن تظلم نفسية أحدهم أو إحداهن فى يوم ما.. قبل أن تظلم الآخر حاول الاستعانة بعلم النفس للانتقال لعالمه الداخلى.