الإثنين المقبل.. "مستقبل وطن" ينظم مؤتمرًا جماهيريًا لدعم مرشحيه بانتخابات الشيوخ في الشرقية    رئيس جامعة قناة السويس يوجه بسرعة الانتهاء من إعلان نتائج الامتحانات    وسط استقرار الجنيه وتباطؤ التضخم.. بنوك عالمية تتوقع خفض مصر الفائدة 4% آخرين في 2025    إشادة دولية بقدرة قناة السويس على مواجهة اضطرابات منطقة البحر الأحمر    Lynk & Co 06 في مصر بسعر يبدأ من مليون و400 ألف جنيه.. مواصفات تفصيلية    الحكومة تسعى لجذب 101 مليار جنيه استثمارات خاصة بقطاع تجارة الجملة والتجزئة    وزير الخارجية الإيراني: لم نقتنع بعد باستئناف المفاوضات مع أمريكا    روسيا: مجموعة بريكس تتجه نحو التعامل بالعملات الوطنية بدلًا من الدولار    القسام تبث مشاهد لعمليات استهداف آليات وقتل جنود إسرائيليين بجباليا    دون إبداء أسباب.. روسيا تعلن إرجاء منتدى الجيش 2025 إلى موعد لاحق    الصحة اللبنانية: شهيد فى غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية على بلدة الخيام    مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب يستقبل وفدا رفيع المستوى من حلف الناتو    الخطيب يهدي قميص الأهلي للشركة المنظمة لمعسكر تونس    الأهلي يعلن استقالة أمير توفيق من منصبه في شركة الكرة    حُسمت.. برشلونة يتعاقد مع ماركوس راشفورد على سبيل الإعارة    السجن 15 عاما للمتهم بقتل شاب أمام مستشفى فاقوس المركزي في الشرقية    دون إصابات.. السيطرة على حريق مخزن في البدرشين    يومًا من البحث والألم.. لغز اختفاء جثمان غريق الدقهلية يحيّر الجميع    ضبط 20 سائقًا يتعاطون المخدرات في حملة مفاجئة بأسوان (صور)    في سهرة مميزة.. أنغام تفتتح مهرجان العلمين بأغنية لوحة باهتة ورسائل حب للجمهور    في ذكرى اكتشاف حجر رشيد.. الأوقاف تطالب باستعادته وتدعو لصون الهوية المصرية    صدقي صخر صاحب شركة إعلانات في مسلسل "كتالوج"    كواليس تصميم فستاني زفاف عروس نجل إيلى صعب.. الأول احتاج 800 ساعة عمل    ب"ملابس جريئة".. هنا الزاهد تستعرض اطلالتين لها والجمهور يغازلها (صور)    باستخدام أحدث التقنيات الصديقة للبيئة.. تحديث نظام الإضاءة الداخلية لأهرامات الجيزة    هل يجوز للمرأة أن تدفع زكاتها إلى زوجها الفقير؟.. محمد علي يوضح    دعاء أواخر شهر محرم.. اغتنم الفرصة وردده الآن    بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يوضح أسباب الهجرة النبوية    "نقلة طبية في سوهاج".. افتتاح وحدة رنين مغناطيسي بتقنيات حديثة (صور)    محافظ كفرالشيخ ورئيس جامعة الأزهر يتفقدان القافلة الطبية التنموية الشاملة بقرية سنهور المدينة بدسوق    ليلى علوي نجم الدورة 41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    داعية إسلامي يوضح أسرار الصلاة المشيشية    تعاون أكاديمي جديد.. بنها ولويفيل الأمريكية تطلقان مسار ماجستير في الهندسة    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال توفير التغذية الكهربائية لمشروعات الدلتا الجديدة    الرئيس السيسي يهنئ الإمارات بذكرى يوم "عهد الاتحاد"    طفل يقود تريلا.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو صادم | فيديو    مصر تقود مسار التنمية وتطويق النزاعات من «مالابو»    الصحة توجه نصائح للمواطنين بشأن الطقس الحار وتحذر من ضربات الشمس    محافظ المنيا يتفقد محطة رفع صرف صحى بردنوها لخدمة 30 ألف مواطن بمركز مطاى    "بائعة طيور تستغيث والداخلية تستجيب".. ماذا حدث في المعادي؟    الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يُقر تعويضات إضافية لعملاء الإنترنت الثابت    بسبب تشابه الأسماء.. موقف محرج للنجم "لي جون يونغ" في حفل "Blue Dragon"    برنامج تدريبي لتأهيل طلاب الثانوية لاختبار قدرات التربية الموسيقية بجامعة السويس    توقيع اتفاقيات تعاون بين 12 جامعة مصرية ولويفيل الأمريكية    خبر في الجول - جلسة بين جون إدوارد ومسؤولي زد لحسم انتقال محمد إسماعيل للزمالك    ليفربول يعزز هجومه بهداف أينتراخت    هل خصم فيفا 9 نقاط من الإسماعيلي؟.. النادي يرد ببيان رسمي    ضبط طن من زيت الطعام المستعمل داخل مصنع مخالف لإعادة تدوير زيوت الطعام ببنى سويف    إعادة الحركة المرورية بالطريق الزراعي بعد تصادم دون إصابات بالقليوبية    «الرعاية الصحية»: إنشاء مركز تميز لعلاج الأورام في محافظة أسوان    شاهد أعمال تركيب القضبان بمشروع الخط الأول بشبكة القطار الكهربائى السريع    اليوم.. بدء محاكمة المتهم بقتل سائق أمام مستشفى فاقوس ب الشرقية    الصحة: إجراء 2 مليون و783 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    تعرف على مواعيد وديات الأهلي في معسكر تونس    خالد جلال: معالي يشبه الغندور وحفني.. وسيصنع الفارق مع الزمالك    كل ما تريد معرفته عن مهرجان «كلاسيك أوبن إير» ببرلين    سوريا وإسرائيل تتفقان على إنهاء الصراع برعاية أمريكية    أحمد كريمة عن العلاج ب الحجامة: «كذب ودجل» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمريكيون ينفقون 19 ملياراً فى يومين استعداد للكريسماس.. والليبراليون يعتبرونه "مضادا" للعلمانية.. والمتدينون يشددون على أنه مناسبة دينية فى جوهرها

كريسماس سعيد أم إجازة سعيدة؟ هل هو موسم للتسوق أم استراحة للنفس من عناء الحياة المادية؟ تبدو الإجابة عن تلك الأسئلة مستعصية على العديد من الأمريكيين مع اقتراب موسم العطلات وأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
وطرحها يعكس حالة من الجدل الدائر فى الولايات المتحدة الأمريكية بشأن دور الدين فى البلاد: هل يجب أن يكون للعقيدة المسيحية مكانة خاصة فى المجتمع الأمريكى؟ خاصة وأن غالبية أفراد المجتمع يعتنقونها منذ نشأة الولايات المتحدة كدولة مستقلة أواخر القرن الثامن عشر، كما أنها تلقى الضوء على النزعة الاستهلاكية التى تميز المجتمع الأمريكى والتى يرى البعض أن لها عواقب كارثية.
يتقاطع الاحتفال بالكريسماس مع العديد من القطاعات فى الولايات المتحدة، فالمسيحيون الغربيون يحتفلون فى الخامس والعشرين من ديسمبر باليوم الذى ولد فيه السيد المسيح بحسب الكنائس الغربية كاثوليكية كانت أم بروتستانتية بجانب بعض الكنائس الأرثوذكسية.
كلمة كريسماس تعنى قداس المسيح، ويرتبط الاحتفال به عند العديد من الأمريكيين الذين يواظبون على ممارسة الشعائر الدينية المسيحية بحضور القداس الذى يقام عشية يوم الميلاد ويستمر حتى الساعات الأولى من صباح يوم الكريسماس، ولا تخلو المناسبة من دفء فى العلاقات الأسرية، حيث يعد الكريسماس بمثابة مناسبة للم شمل أفراد العائلة الذين يجتمعون ليلته ويتبادلون الهدايا على مائدة العشاء.
لكن ذلك الطابع الدينى لاحتفالات الكريسماس يثير حاليا الجدل والنقاش فى الولايات المتحدة الأمريكية.. البلد الذى ينص التعديل الأول فى دستوره على عدم الخلط بين الدين والدولة، فمنذ منتصف القرن الماضى والعديد من الجماعات والمواطنين الأمريكيين من ذوى الميول الليبرالية يحاولون أن يزيدوا من الصبغة العلمانية للبلاد عن طريق المحاكم لكى يزداد ارتفاع الجدار الذى يفصل الدين عن الدولة، مثلما حدث فى قرار المحكمة العليا بحظر إقامة أى صلوات أو أى شعائر ذات صبغة دينية فى المدارس العامة، ويعد اتحاد الحريات المدنية الأمريكى هو العنصر الأبرز فى ذلك الجهاد العلمانى، حيث تقول العديد من الأصوات الليبرالية بأن الكريسماس مناسبة دينية خاصة بالمسيحيين ويحق لهم الاحتفال بها وهذا أمر مقبول، لكن ما ليس مقبولا من وجه نظرهم أن تفرض الدولة على مواطنيها الرموز والشعارات الدينية، وهكذا شهدت أروقة المحاكم الأمريكية نزاعات قضائية حول ما إذا كان وضع شجرة الكريسماس فى الأماكن العامة أو إقامة الحفلات فى المدارس بمثابة انتهاكا لعلمانية الدولة.
ويرى الليبراليون المدافعون عن علمانية الدولة، أنّ أمريكا بلد متعدد الثقافات ولهذا فإن الأسبوع الأخير من ديسمبر ليس مجرد الأسبوع الذى يشهد الكريسماس بل هو موسم العطلة الذى يستمتع فيه أغلب الأمريكيين بالعطلة الدراسية وتوقف العمل فى العديد من الشركات والمؤسسات الخاصة بجانب الهيئات الحكومية.
لكن ذلك التفسير الليبرالى للكريسماس لم يلاقى ترحيبا من جانب الجماعات المحافظة وفريق من المتدينين الذين يشددون على أن الكريسماس مناسبة دينية فى جوهرها، وأن هناك نوعا من حرب علمانية يشنها التيار الليبرالى على الكريسماس بوصفه أحد الأعياد المميزة للمسيحية، والتى يرون أنها هى الأخرى تتعرض لنوع من التمييز والتفرقة من قبل الليبراليين الذين يسيطرون على الساحة الإعلامية والثقافية فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومنذ بداية الألفية الجديدة ظهرت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية اليمينية، كما لو كانت حاملة لواء الدفاع عن الكريسماس ضد "الحملة العلمانية التقدمية الشرسة" وفقاً ل"بيل أو رايلي" أشهر مذيعى القناة المذكورة، حيث كثيراً ما يختم رايلى برنامجه الحوارى الذى حظى بأكثر نسبة مشاهدة فى الأعوام الأخيرة بأن يتمنى لمشاهديه كريسماس سعيد خلاف باقى مذيعى البرامج الحوارية فى القنوات الأخرى الذى يختتمون برامجهم بعبارة إجازه سعيدة.
بل إن هناك من ذهب إلى القول بأن الحرب على الكريسماس ما هى إلا "مُقدِمة حرب" على كل التقاليد الأمريكية المستمدة من تاريخ البلاد، والقيم الدينية المنصوص عليها فى الإنجيل بعهديه القديم والجديد، وأن ما يطالب به الليبراليون العلمانيون من نزع العنصر الدينى عن الكريسماس سيسفر فى النهاية عن قبول لزواج المثليين وتقنيين المخدرات والإجهاض والقتل الرحيم مثلما جاء فى كتاب "الحرب على الكريسماس" لكاتبه جون جيبسون.
لكن وإن كان هناك خلاف حول ما إذا كانت هناك حرب على الكريسماس فإن ما لا شك فيه أن فترة الكريسماس تشهد حربا حقيقية.. ولكن حرب من نوع آخر، حيث تخوض المحلات والأسواق التجارية فى الولايات المتحدة منافسة شرسة لمحاولة جذب أكبر قدر ممكن من الزبائن الذين يصابون بهوس التبضع، فالكريسماس عند الأغلبية من الأمريكيين يرتبط فى المقام الأول بتبادل الهدايا، وهو ما يعنى إنفاق مليارات الدولارات.
ففى الفترة ما بين 17 إلى 19 ديسمبر الجارى، تبضع الأمريكيون بما يقرب من 19 مليار دولار على الرغم من الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، ويرى العديد من خبراء الاقتصاد أنّ هذه ظاهرة صحية لأن الإنفاق سيصب فى النهاية لصالح الاقتصاد الأمريكى وسيعمل على تعافيه من أزمته، لكن البعض يعارض بزعم أن هذا الإنفاق المبالغ فيه سيؤثر بالسلب على الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة، كذلك فإن هناك فريقاً يعارض تلك النزعة الاستهلاكية ليس على أسس اقتصادية ولكن لدوافع بيئية، فالأمريكيون يسهمون مع غيرهم من الشعوب الغنية فى تجفيف الموارد المتاحة على كوكب الأرض، فعلى الرغم من أن الأمريكيين لا يشكلون سوى 5% من سكان العالم إلا أنهم يستهلكون ما يقرب من 24% من إجمالى الطاقة فى العالم.
فى النهاية سواء كان الكريسماس مناسبة دينية، أو عطلة مدنية، أو موسم للتبضع.. فإنه يجلب السرور والبهجة للملايين من الأمريكيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.