قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاءالمصرية، إن التيارات الإرهابية المتطرفة فى مصر تسير على منهجية إذكاء فِكر الفتن وبَذْر الفُرقة فى المناطق التى يستهدفونها، وِفق استراتيجية تقوم على عنصرين، الأول، استهداف العاصمة وما حولها منمدن قريبة، والعنصر الثانى استهداف الأطراف، فى إطار تشتيت الجهود الأمنية، وبَعْث رسالة للمتابعين إعلاميًّا فى الداخل والخارج مضمونها أنهم قوة متمددة، وأنهم يملكون قبولًا شعبيًّا مركزيًّا، سواء فى المركز أوالأطراف، ففى المركز –القاهرة والدلتا- تمثل عقيدة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين المرتكز الأساسى، وفى الأطراف (سيناء والمدن الحدودية)تكون الفتنة بين الجنود والضباط، وفى كلا الأمرين تُمثِّل الفتنة المرتكزالرئيسى لممارسات التنظيم وأعماله الإرهابية. وأوضح المرصد أنه بمتابعته الدقيقة لأعمال التنظيم وجرائمه، ومن خلال تحليل الإصدارات الصوتية والمرئية والمطبوعات الصادرة عنه، وطبيعة تحركات التنظيم وخريطة أعماله الإرهابية، قد وجد أن التنظيمات المتطرفة والإرهابية تسعى لتطبيق استراتيجيته الإرهابية فى أطراف مصر ومدنها الحدودية، بالتوازى مع استراتيجيته فى المركز أوالعمق الداخلى فى مصر، بحيث يحدث فتنة فى الأطراف بين الضباطوالجنود من خلال بث مشاهد ومقاطع مصورة أخرى تبث روح الهزيمةوالخوف لدى الجنود، وتشعرهم بأنهم اللقمة السائغة والهدف السهلللتنظيم فى سيناء. وتابع المرصد أن الإصدار المصوَّر الأخير، الذى يأتى بعد يومين فقط منتفجير كنيستين فى الغربية والإسكندرية، يرسل رسالة أساسية مفادها أن الجنود هم دروع لحماية ضباط قوات الجيش والشرطة، إلا أن هذه الرسالة تحمل مضامين أخرى لم تصرح بها تلك التنظيمات، فمحاولة تحييد الجنود فى معركة تطهير سيناء من الإرهاب تؤكد أن الجنود يمثلون حجر عثرة وحائطَ صدٍّ منيعًا أمام توغل العناصر التكفيرية فى سيناء، وأنهم يقدمون التضحيات تلو التضحيات فداءً للوطن دون كلل أو ملل، وأن هذه التنظيمات الإرهابية تشعر بأن التغلب على الجنود والنصر عليهم فى سيناء أمر لا يمكن أن يتحقق، لذا يعملون يعزفون وتر المشاعر وبثالرعب والخوف بين صفوفهم ودفعهم للهرب من الخدمة العسكرية الوطنية، وإحداث الوقيعة بين الجنود وضباطهم كى تضعف قوة الجيش وشوكته، لتتمكن تلك التنظيمات من تنفيذ أهدافها الخبيثة فى سيناء.