يبدو أن هناك من لم تعجبه عودة الوئام مرة أخرى بين مصر والجزائر فى أعقاب أزمة مباراة أم درمان الشهيرة، فيحاول أن يختلق الذرائع والأسباب على أمل أن تحيا الفتنة مرة أخرى بين البلدين. الفتنة الجديدة التى حاول البعض تصديرها للرأى العام أن مصر أدرجت الجزائر ضمن قائمة الدول الخطرة التى يشمل قرار التفتيش والإجراءات الأمنية المشددة مواطنيها فى المطارات المصرية، وهو ما أثار حفيظة الإخوة الجزائريين، وبدءوا فى إجراء الاتصالات المباشرة مع المسئولين المصرين لاستيضاح الموقف الذى كاد أن يفجر جراح الخلاف مجددا، لولا التدخل السريع من سفير مصر فى الجزائر السفير عبد العزيز سيف النصر لنفى هذه الشائعة التى تحولت إلى خبر صحفى غير موثق تناقلته بعض الصحف، وقال عبد العزيز فى بيان له إن "الأنباء التى ترددت مؤخرا بشأن قيام السلطات المصرية باتخاذ إجراءات أمنية مشددة على المواطنين الجزائريين المقيمين فى مصر أو الجزائريين القادمين من الجزائر إلى القاهرة عارية تماما عن الصحة"، لافتا إلى أن العلاقات الجزائرية - المصرية لا تسمح مطلقا بمعاملة أمنية استثنائية للجزائريين فى المطارات المصرية. ما قاله سيف النصر والتأكيدات التى حصل عليها المسئولون الجزائريون من القاهرة بعدم صحة هذا الخبر، يشير إلى طريقة صحية فى التعامل مع أية شائعة لم يتم التأكد بعد من صحتها، فالسعى لاستظهار الحقائق جنب البلدين فتنة جديدة لن تقل حدتها أن صدقت عن فتنة وشائعة قتلى المشجعين الجزائريين عقب مباراة الفريقين فى استاد القاهرة التى لم تجد فى الجزائر من ينفيها مما عقد الأمور التى أوصلت العلاقة بين البلدين إلى مرحلة من التوتر لا مثيل له، لازلنا نعيش أحد فصوله فى وقتنا الحالى مع أزمة شركة أوراسكوم المصرية مع الحكومة الجزائرية، ففتنة المباراة وما تبعها من أحداث فى أم درمان خلقت حالة من الضغينة فى نفوس الشعبين، تحتاج إلى إجراءات تصحيحية تقودها تيارات شعبية قبل التيارات الرسمية، حتى لا تكون الفرصة سانحة لضعاف النفوس ومريدى الفتن فى إشعال فتيل الخلاف مرة أخرى.