من يشيد الحوائط التى يفضل المصريون دائما السير بجانبها؟ وماذا سيحدث إذا سقطت؟ أين سيسير المواطن المصرى؟ كان موضوع الندوة التى عقدت مساء الخميس ضمن فعاليات البرنامج الثقافى الخامس "مواطنون أم رعايا"، بجمعية النهضة العلمية والثقافية (جيزويت القاهرة). قال الناشط الحقوقى أمير سالم إن ما نعيشه الآن من ثقة فى أننا "الشعب إيلى دهن الهوا دوكو" هو شعور كاذب، كان يحق لنا قديماً أن نفتخر بأننا أحفاد الفراعنة، إلا أننا بعد جحافل الاحتلال التى مرت بنا لم نعد شعباً عظيماً على الإطلاق، مؤكداً على أننا منذ 7 قرون على الأقل لم نعش يوما خارج القمع المستمر باستثناء الفترة من العشرينيات وحتى الثلاثينيات، حيث عشنا مرحلة شبه ليبرالية. ختم سالم كلامه بأننا منذ عصر الفراعنة حتى الآن لا نزيد عن كوننا عبيداً لدى حاكم الدولة، ولم نصل بعد إلى مرحلة الرعايا، فنحن أقل من أن نكون حتى رعايا، مشيراً إلى أننا شعب كُسرت إرادته منذ عصر عبد الناصر على الأقل، كل شىء يحكمه الأمن وهذا مؤسف. بشعور يملؤه المرارة، تكلم أحمد سيف الإسلام مدير مركز هشام مبارك لحقوق الإنسان، وقال "أنا ضحية للتعذيب، بيقولوا امشى جنب الحيط ده أحنا هنبكى على الحيطان مش هنلاقيها، الغول اللى ولده قانون الطوارئ هيكبر لغاية ما يقضى الله أمراً لإزاحة من كان وراء خلقه". ذكر سيف الإسلام عدة حوادث للداخلية اعتبرها نقاط سوداء ومبهمة فى سجلها، مثل قضية مقتل الشاب أحمد تمام فى قسم العمرانية، وعجز النيابة فى قضية السودانيين عن تحديد المسئول عن إصدار أمر ضربهم، وغيرها، وتساءل باستهجان "مين بيستورد أجهزة التعذيب ويجهز الثلاجة فى الأقسام، هل الضابط أم وزارة الداخلية!! ده توجه دولة". اللواء فؤاد علام مساعد وزير الداخلية سابقا قاطع الحوار قائلا "إنى اعترض كليا على ما قاله أمير سالم من جلد للأمة المصرية، فكل نظام له سلبياته، وكل ما قيل عن تحصين الأمن بقوة القانون بعيد عن الوقائع القانونية". كما اعترض اللواء فؤاد علام على ما قيل حول استيراد الداخلية لأجهزة تعذيب وإغفالها ما يحدث من حالات تعذيب، مذكرا بما حدث مع الفريق محمد أحمد صادق وزير الدفاع، ومديرى المخابرات العامة والحربية الذين حكم عليهم فى تهم تعذيب. وفيما يخص الحياة الحزبية فى مصر قال علام، إنها تكاد تكون ميتة بما فى ذلك الحزب الوطنى، حيث نجد عزوفا عن المشاركة، والنظام يساهم فى ذلك، موضحاً أنه من أشد أعداء جماعة الإخوان المسلمين إلا أنه يعترف بدورها فى الالتحام بالشارع أكثر من الأطراف الأخرى وهذا دليل على كسل هذه الأطراف. كان لعضو حركة كفاية والمناضل السياسى أحمد بهاء الدين شعبان وقفة حين أعرب عن حزنه العميق لوفاة الدكتور عبد الوهاب المسيرى الذى ودعته البلاد الخميس، موضحاً أن هذا الكاتب العظيم رفض تماماً أن يمشى جنب الحيط. رفض شعبان الخوض فى تفاصيل كثيرة، وقال "أنا لم اشك أبداً ولا لحظة فى استحقاق هذا الشعب للحرية، وإلا كنت انتحرت ولم استمر فى معارضة النظام ل 40 سنة، موضحاً أن البادرة الأولى للسعى نحو الحرية كانت فى حركات الاحتجاج الاجتماعى التى حركت المجتمع. أنهى المناضل السياسى أحمد بهاء الدين شعبان كلمته بأن الظروف لم تعد تحتمل، مؤكداً أن الوطن يحترق ويجوع أما السادة الأغنياء والحكام فإنهم فى وقت الأزمة يهربون، وتساءل بمرارة كيف أمنع من يركبون مركب الموت ليسافروا إلى إيطاليا ألا يركبوه، لا يحق لهذا النظام أن يستمر والناس تموت فى طوابير العيش.