رد على الشاعر عصام الغزالى ما هذا بالقولِ الحكيمِ أَخِى الأَجيرْ

أنتَ الأجيرُ نَعَمْ وقدْ كنتَ القَوىَّ كذا الأمينْ
حَاشَا تكونُ كالكَليمِ وأنتَ ابنُ الأكرَمينْ
ما كنتُ آملَ أنْ تَحِيدَ بحقّ ربِّ العَالمِيَنْ
ما كنتَ بالعَفِّ اللسَان، وقد ألمتُ لما يُشينْ
وَرَمَيْتنى ظُلماً.. وَهَيّجتَ النّفوسَ لِسَاجدينْ
فِيمَ التَّراشُقُ بِالسّبابِ، وبيننا حَبْلٌ مَتِينْ؟
ما كانَ أحراكَ بِعَتْبٍ دون سُخريةٍ تُلِينْ!
حَافٍ، وَحملِى فى رِحَالى، ثمَّ مختالٌ مَهِينْ؟
وجعلتَ خدّىَ فى نِعَالىَ، وَزُغْتَ عن هَدْى الأمَينْ؟
وَفخرتَ بالفرعون، والأهَّرامُِ تَهْزأُ بالسّنينْ
وبأن أجداداً حَموْنى، وحَموْا ديارَ المسلمينْ
صَانُوا الهلالَ مَن الصّليب نعمْ وكلْ المعتدينْ
مَا أَنتَ مَنْ فعلَ المفَاخِرَا فَادِّعَاءٌٌ منكَ رمَينْ
إنّما قومٌُ كَرامٌ قدْ مَضَوا فى الذّاهبينْ
مِنّى السلامُ عَليهمُ، ولفضلهمْ أبداً أدينْ
إنّ الفتى مَنْ قالَ فِعْلى، فاق فِعلَ الأوّلينْ
انظر لحالكَ كم تُساوى أنتَ يا مَنْ تستكينْ
يكفينا ذُلّاً أن أَضَعْنَا القُدسَ والأقصى الحزينْ
إن كانَ بيتُكَ من زجاج فَاحذَرَنْ مِنْ غاضبينْ
كلُّ البرايا مُخطئونَ ونحنُ ضِمنُ المخُطِئينْ
بلدى رَعتْكَ، وفتحتْ أبوابها للراغَبينْ
أعطيت ثم أخذتَ، لا تغييرَ من متعاملينْ
والناسُ للناسِ فَفِيمَ اَلَمنْ والقولُ المُهَينْ؟
لكنُه حَاشاى ما هِذاً طرِيقُ المُحسنينْ
إنّ العلاجَ بحكمة، يشفى صدورَ المؤمنين
إن قُلتَ قُلْ خيراً وإلاَّ فَاسْكُتَنّ ولا تُبينْ
لا تُوقَظنَّ لِفتْنة فيها شقاءُ العَامِلينْ
يكفى العُروبةَ ما بها فاسْمَعْ لخير المُرسَلينْ
ما كنتُ مِصْريّاً أنا، إن لم أردَّ مُهيّجينْ
إنّى لأَنكرُ ما جَنَيْتَ وَدَافِعى خلقٌ ودينْ
سيد محمد عبدالرحمن الباقورى
القاهرة - منيل الروضة