قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الانتصار المفاجئ لدونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية يثير المخاوف بإعادة تقويم تاريخية للعلاقات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها فى أوروبا، الأمر الذى يهدد بقلب الولاءات التى أصبحت أساسية للسلام بعد الحرب العالمية الثانية. وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا، أكبر دول أوروبا الغربية سكاناً والتى يوجد بها 47 ألفا من القوات الأمريكية، هى الأكثر تأثراً بهذا التغير، فعلى مدار عقود كانت القوة الأمريكية بمثابة غطاء أمنى فى ألمانيا، حتى مع إعادة نشر الآلاف من القوات الأمريكية فى أماكن أخرى، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استطاعت أن تؤسس مع الرئيس باراك أوباما علاقة أصبحت مهمة فى التعامل مع العديد من القضايا منها أزمة أوكرانيا ومكافحة التغيير المناخى.
ولكن سيأتى إلى البيت الأبيض الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذى هدد خلال الحملة الانتخابية بالابتعاد عل حلف شمال الأطلنطى، وإجبار حلفاء الولاياتالمتحدة على تحمل المزيد من أعباء الدفاع.
وفى ظل المخاوف من علاقة ودية بين ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فإن هذا الانتصار وضع أوروبا فى حالة تأهب واستعداد لانقسامات عبر الأطلنطى، ربما أكبر مما شهده عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش.
وتشير واشنطن بوست إلى أن السؤال المهم الآن هو ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستوقظ قوة العملاق الألمانى النائمة، فألمانيا التى عانت ويلات العنف الدموى فى عهد أدولف هتلر قد ابتعدت عن القوة العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية، لكن هناك أصواتا رائدة فيها تطالب الآن بنقاش جديد لحشد القدرات العسكرية، وينضمون إلى آخرين فى بلجيكا وفنلندا، حيث يتنامى الصخب المطالب باستراتيجية أمنية أكثر استقلالا عقب فوز ترامب.