بعد أكثر من 28 عامًا على بنائهِ الذى اعتبر تقسيما لمدينة وتقسيما لشعب، أعلن جونتر شابوفسكى للصحافة وهو الناطق الرسمى وسكرتير اللجنة المركزية لخلية وسائل الإعلام وعضو المكتب السياسى للحزب الاشتراكى الألمانى أن قيود التنقل بين الألمانيتين قد رفعت أثناء حوار إعلامى عن طريق الخطأ إذ لم يكن متثبتًا من توقيت الإعلان، ممّا تسبب فى فوضى عارمة أمام نقاط العبور فى الجدار، فتوجهت أعداد كبيرة من الألمان الشرقيين عبر الحدود المفتوحة إلى برلينالغربية، واعتبر هذا اليوم يوم سقوط جدار برلين. وكان جدار برلين جدارًا طويلاً يفصل شطرى برلين الشرقى والغربى والمناطق المحيطة فى ألمانياالشرقية، ولقد كان الغرض منه تحجيم المرور بين برلينالغربيةوألمانياالشرقية، وبدأ بناؤه فى 13 أغسطس 1961، وجرى تحصينه على مدار الزمن، ولكن تم فتحه فى 9 نوفمبر 1989 وهدم بعد ذلك بشكل شبه كامل.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، قسمت ألمانيا إلى أربعة مناطق محتلة بحسب اتفاقية يالطة، كانت الدول المحتلة هى الولاياتالمتحدةالأمريكية، والاتحاد السوفيتى، والمملكة المتحدة وفرنسا، وكانت هذه الدول المتحكمة والمديرة للمناطق المحتلة من ألمانيا، وتبعا لذلك، قسمت العاصمة السابقة للرايخ الألمانى إلى أربعة مناطق أيضا، وفى ذات الحقبة بدأت الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكى الشرقى والغرب الرأسمالى، ومثّلت برلين مسرحا للمعارك الاستخباراتية بينهم
فى عام 1949 بعد قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانياالغربية) فى المناطق المحتلة من قبل الولاياتالأمريكيةالمتحدة، والمملكة المتحدة وفرنسا، وقيام جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانياالشرقية) بعد ذلك فى المنطقة المحتلة من قبل السوفييت، بدأ العمل على قدم وساق على حدود كلا البلدين لتأمينها، وبقيام كيانين، دَعم التقسييم السياسى لألمانيا، وبين ألمانياالشرقيةوألمانياالغربية، وضع بشكل أولى شرطة وحرس الحدود، ولاحقا على الطرف الشرقى بدء وضع الاسيجة، رسميا كانت مدينة برلين المقسمة أربعة أقسام منطقة خالية من العسكر، وكانت مستقلة عن الدولتين الالمانيتين الجديدتين، ولكن عمليا لم يكن الحال كذلك، فالمناطق الغربية من برلين أصبحت أقرب إلى كونها ولاية ألمانية غربية، وخلافا للمعاهدات أعلنت برلينالشرقية عاصمة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية.
مع زيادة حدّة الحرب الباردة التى من جملة ما أدّت إليه تقييد فى الحركة التجارية مع المعسكر الشرقى وخلقت معارك ديبلوماسية صغيرة مستمرة بالإضافة لسباق فى التسلح، حيث بدء أيضا تعزيز الحدود، ولكن حدود جمهورية ألمانيا الديمقراطية لم تعد حدود بين أقسام ألمانيا، بل أصبحت الحدود بين المعسكر الشرقى والغربى، أو بين حلف وارسو وحلف الناتو، أى بين أيديولوجيتين سياسيتين مختلفتين، وبين قطبين اقتصاديين وثقافيين كبيرين.
ومنذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاشتراكية، بدأ انتقال أعداد متزايدة من مواطنيها إلى ألمانياالغربية، وعلى وجه الخصوص عبر برلين، والتى كانت من شبه المستحيل مراقبة الحدود فيها، حيث كانت الحدود تمر فى وسط المدينة واحيائها. وبين عامى 1949 إلى 1961 ترك قرابة 3 ملايين ألمانى جمهورية ألمانيا الاشتراكية! وحيث انهم كانوا فى معظم الأحيان من الفئة المتعلمة، هدد ذلك القدرة الاقتصادية لألمانياالشرقية، وهدد كيان الدولة ككل. وكان سور برلين بذلك الوسيلة لمنع هذه الهجرة، وقبل بناء السور أو الجدار، كانت القوات الألمانية الشرقية تراقب وتفحص التحركات على الطرق المؤدية إلى غرب برلين بحثا عن اللاجئين والمهربين.
وكان الكثير من سكان برلينالغربية والشرقيين العاملين فى برلينالغربية قد حصلوا بتبادل العملة فى السوق السوداء على ميزة الحصول على المواد الأساسية بأسعار مغرية وقلة شرائهم للكماليات العالية القيمة من الشرق، الأمر الذى كان يضعف الاقتصاد فى برلينالشرقية أكثر فأكثر.