"الآن يلتحم ببعضه ذلك الذي ينتمي إلى بعضه أصلاً" هي العبارة الشهيرة التى قالها الرئيس الفخري للحزب الاشتراكي الديمقراطي "فيلي برانت"، الذي شغل في زمن تقسيم ألمانيا منصب العمدة الحاكم في الجزء الغربي من المدينة وقال هذه العبارة الشهيرة احتفالا بانهيار جدار برلين ذلك الجدار الذي ظل صامداً لعقود بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى أن انتهى بالانهيار ليوحد الشعوب الألمانية شرقا وغربا. فبعد الحرب العالمية الثانية عام 1945 , انقسمت ألمانيا لأربع مناطق محتله ما بين أمريكا والاتحاد السوفيتى وفرنساوانجلترا وانقسمت العاصمه برلين أيضا إلى أربع أجزاء نفوذ لهذة الدول . فى ذات الوقت بدأت الحرب البارده ما بين أمريكا وحلفائها من جهة والاتحاد السوفيتى وحلفائه من جهة أخرى وبقت برلين ساحة للمعارك المخابراتيه ما بينهم. وفي عام 1949 توحدت المناطق المحتله من أمريكا و فرنسا و انجلترا و أعلنوا قيام جمهورية ألمانياالغربية وكرد فعل طبيعي على ذلك أعلن الاتحاد السوفيتي أيضا قيام جمهورية ألمانياالشرقية فى المناطق التى تسيطر عليها وتم إنشاء حراسة كبيره على الحدود فيما بينهما. بناء سور برلين بعد أن جمدت الحرب البارده ما بين أمريكا والاتحاد السوفيتى فضلا عن سباق التسلح النووى والحروب المدعومة من البلدين, بدأ عدد مواطني ألمانياالشرقية ,المدعومة من الاتحاد السوفيتى,في الانخفاض نتيجة لهجرتهم إلى ألمانياالغربية ,المدعومه من أمريكا وحلفائها, وهو ما سبب الحرج للاتحاد السوفيتى فكانت أغلب الطبقات المتعلمة و المثقفة تهاجر لألمانيا مما أدى لتهديد اقتصاد ووجود دولة ألمانياالشرقيه. وكان المعبر الأساس لهجرة سكان ألمانياالشرقية هى برلين, لذلك قررت ألمانياالشرقية بناء جدار كبير حصين يمنع ويقنن عمليات الهجره الجماعيه وبالفعل تم بناءه في أغسطس عام 1961 لوقف النزوح الجماعي لمواطني شرق ألمانيا لغربها . يوم سقوط "جدار برلين" "التعطش للحرية هو الذي أسقط جدار برلين" .. وفي يوم 9 نوفمبر من عام 1989، أي بعد أكثر من 28 عاما على بناء جدار برلين الذي اُعتبر تقسيم لمدينة وتقسيم لشعب أعلن "جونتر شابوفسكي" وهو الناطق الرسمي و سكرتير اللجنة المركزية لخلية وسائل الإعلام و عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الألماني أن قيود التنقل بين الألمانيتيين قد رفعت أثناء حوار إعلامي عن طريق الخطأ إذ لم يكن متأكدا من توقيت الإعلان ممّا تسبب في فوضى عارمة أمام نقاط العبور في الجدار، فتوجهت أعداد كبيرة من الألمان الشرقيين ، متخليين عن خوفهم من قمع الدولة ومداهمتها وخرجوا إلى الشوارع. "لا تراجع وقتئذ". بفضل شجاعتهم إلى أن سقط الجدار و عبروا الحدود المفتوحة إلى برلينالغربية، واعتبر هذا اليوم يوم سقوط "جدار برلين." احتفالات ذكرى انهيار "جدار برلين" واليوم وهو الموافق 9 نوفمبر من عام 2014 ومع مرور ربع قرن على انهيار جدار برلين تحتفل ألمانيا بهذه المناسبة من خلال سلسلة من الفعاليات التي من المقرر أن تنتهى بإطلاق آلاف بالونات الهيليوم في سماء العاصمة. وقد تم ترتيب 8000 آلاف من بالونات الهيليوم على طول 15 كيلومترا، وهو مسار الحائط الذي كان ممتدا عبر وسط العاصمة الألمانية أثناء الحرب الباردة السابقة، ومن المقرر إطلاقها مساء اليوم. وستعزف أوركسترا برلين مقطوعة " الطريق للسعادة " من السيمفونية التاسعة لبيتهوفين، التي أصبحت النشيد غير الرسمي للوحدة والسلام لأوروبا، بالتزامن مع إطلاق البالونات في الهواء. وكان للمحتفلين موعدا في البرلمان الألماني "بوندستاج" أين تم عقد جلسة خاصة تخللها إلقاء خطابات تذكيرا بالحدث الأبرز في تاريخ ألمانيا الحديث، كما قام عمدة برلين كلاوس فوفيرايت بافتتاح مشروع فني بعد الظهر تم خلاله نصب 6900 بالونا مضيئا على الشريط الحدودي الذي قسم برلين إلى شرقية وغربية. وشهدت الاحتفالية كذلك حضور الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل جورباتشوف الذي قام بافتتاح معرض فني يتناول حقبة الحرب الباردة وآثارها على مواطني أوروبا. ميركل تترأس الاحتفالات هذا ومن المقرر أن تترأس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاحتفالات، التي سوف تشمل عروضا من المغنيين الألمان المشهورين. ومن المقرر أن تفتتح ميركل معرضا كبيرا عند النصب التذكاري للحائط في شارع برناور. ووصفت ميركل انهيار جدار برلين دون إطلاق رصاصة واحدة بأنه "معجزة" مؤكدة أن ألمانيا ممتنة دوما لشجاعة أبناء ألمانياالشرقية الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على الدكتاتورية الشيوعية. وقالت في كلمة ألقتها في برلين "كان يوما أظهر لنا أن التوق للحرية لا يمكن أن يظل مكبوتا للأبد". تعقيب أوباما على ذكرى "انهيار جدار برلين" ومن جانبه قال أوباما "مثل الكثيرين من الأمريكيين لن أنسى أبدا مشاهد لأهل برلينالشرقية وقد احتلوا الشوارع بشجاعة واندفعوا صوب الحراس وحطموا الجدار الذي فصلهم على مدار فترة طويلة عن أهلهم وأصدقائهم والعالم الحر." وتابع أوباما :"انتصار هؤلاء كان بمثابة وفاء لكل هؤلاء الذين دفعوا حياتهم ثمنا على مدار عقود لمحاولة الهروب إلى الحرية." وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن ألمانيا الموحدة تضطلع اليوم بدور ريادي في أوروبا والعالم، مشيرا إلى أن بلاده فخورة باعتبار الألمان أحد أقوى حلفائها. واختتم أوباما حديثه بالقول إن العدوان الروسي في أوكرانيا يذكر بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل على طريق نشر الحرية والسلام في أوروبا.