على الرغم من وعود مسئولى الحزب الوطنى الديمقراطى بتحسين أوضاع الفلاح المصرى، إلا أن "الفلاح الفصيح" محمد عبد المجيد برغش يكشف لبرنامج 90 دقيقة أن أسوأ فترة تمر عليه عندما يجتمع هو وأبناؤه على الأكل، حيث لا يستطيع أن يحقق ما تلمع به أعينهم، مشيرا إلى أنه "فى الماضى كانت القرية المصرية منتجة وذاخرة بالخير.. فكانت البيضة والفرخة من البيت.. أما بعد 2004 أهين الفلاح والقرية والزراعة". وأشار برغش إلى أنه منذ بداية الحكومة الحالية، خفضت ميزانية وزارة الزراعة من 2 مليار جنية إلى 2 مليون جنيه، الأمر الذى انعكس سلبا على الزراعة وأوضاع الفلاحين، حيث سحبت الدولة دعمها لهم، مشيرا إلى أن الدولة تدعم المصدرين ب4 مليار جنيه سنويا أى ب20 ضعف دعمها للزراعة. وأوضح برغش أن الدولة طبقت سياسة الاقتصاد الحر على التجار، إلا أنها ألبست الفلاحين الثوب الاشتراكى على الرغم من محوها لأى كلمة تشير إلى الاشتراكية فى الدستور، حيث لازالت الحكومة تحدد الأسعار التى ستأخذ بها المحاصيل من الفلاحين وتحملهم أعباء وخسارة كبيرة. ولفت برغش إلى أن الزراعة المحلية دُمرت من شهر أكتوبر الماضى، حيث تسببت التغييرات المناخية فى موت الأجنة، لافتا إلى أنه شدد فى تلك الآونة على ضرورة وجود غرف طوارئ للتعامل مع تلك الظواهر المناخية التى خربت الزراعة فى مصر، إلا أنه لم يجد حتى مكتب الإرشاد الزراعى. وحول أسباب ارتفاع أسعار الطماطم، أوضح برغش أن وسائل الإعلام كلها تحدثت عن هجرة حشرة التوتا ابسلويوتا إلى مصر من اسبانيا عبر ليبيا، ومن المعروف أن هذه الحشرة تتغذى على جميع اجزاء نبات الطماطم وتسبب دمار للمحصول، فضلا عن تسرب بعض الأدوية الزراعية المغشوشة إلى السوق، إلا أن غياب الإرشاد الزراعى وعدم وجود مراكز للأبحاث الزراعية وتراخى الوزارة أدى إلى تفاقم المشكلة. وأبدى اعتراضه على أداء وزير الزراعة أمين أباظة الذى لم يدرك أن تدهور الزراعة قد يؤدى إلى انهيار الاقتصاد المصرى، موضحا أن الخلل بدأ عندما خُفضت الميزانية بهذا القدر، فأثرت سلبا على الإرشاد والثروة الحيوانية والداجنة والسمكية وحتى المناحل حيث تراجع الانتاج بنسبة 70% فى الوقت التى تهتم فيه كبريات الدول بصناعة الزراعة وتحديث شبكات الرى. وأعرب برغش عن حزنه الشديد من تعامل الدولة ب"إزدواجية" مع الفلاح، موضحا أن الدولة توفر لرجل الأعمال الذى ينوى بناء مصنع كل المرافق، إلا أنها لم تتعاون مع الفلاح لتطوير الزراعة، متسائلا "هل الدستور المصرى مظلة الشعب كله أم لفئة معينة؟"، مشيرا إلى أن لرجل الأعمال اتحادات وغرف تجارية وجماعات ضغط تحميه وتنقل مشكلاته للمسئولين، أما الفلاح فليس له سوى الله، مطالبا الرئيس مبارك بفتح قلبه للفلاحين كما فتحه للفنانين والمثقفين. كما أعرب برغش عن أمنياته بأن تلغى ال50% عمال وفلاحين بالبرلمان، حيث "يسطو" عليها رجال بعيدون عن الفلاحة يشترون فدانين زراعيين ليحصل على اللقب وبعد فوزه بالمقعد يهملهما ويخلع ثوب الفلاحة، إلا أنه أعرب فى الوقت نفسه عن فخره بنائب دائرته حمدى الطحان، مشيرا إلى أنه كان يعلم علم اليقين أنه سيستمع إلى صوت الطحان فى المجلس، لكنه لن يسمع صداه فى عقول المسئولين. واقترح برغش أن يعمل هو والإعلامى معتز الدمرداش والشعب المصرى على صياغة مشروع "الحلم المصرى" على أن يكون التعليم والديمقراطية والشفافية والتنمية الزراعية على قائمة أولوياته، مشيرا إلى أن الديمقراطية هى أن يبدى الشعب رغبته فيترجمها الحاكم إلى قرار.