دارت عجلة الأسعار بسرعة طائشة، وفى طريقها دهست المواطن البسيط، وعندما سأل عن السبب جاءت حجة ارتفاع الأسعار العالمية، ولكن الواقعة التي كشفتها "الشروق" وهى تدمير 15 ألف فدان من الذرة الأصفر، والذي يعتبر من المحاصيل الإستراتيجية باعتباره الغذاء الأساسي للماشية والدواجن، أكدت أن هذا الارتفاع له أسباب داخلية تتمثل في وصول تقاوي فاسدة لعدد من المحاصيل الإستراتيجية، تساعد على تدمير المحصول وبالتالي اللجوء إلى الاستيراد. البحيرة.. ليست الواقعة الأولى كشف د. محمد النحرواي مدير معهد المحاصيل الحقلية أن هذه الواقعة ليست الأولى ولكنها حدثت من قبل في البحيرة، ومن نفس الشركة منذ عامين، وحينها ذهب المزارعين إلى وزارة الزارعة، وتم تشكيل لجنة للفحص، وجاءت التقارير تدين الشركة ولكن في النهاية لم يعوض المزارعين ولم تعاقب الشركة. وأكد النحرواي أن تكرار الواقعة يدفع الوزارة لاتخاذ إجراء ضد الشركة، وخاصة بعد التأكد من آخر واقعة التي كشفت عنها الشروق، وهنا لابد من تعويض الفلاحين ماديا، وبسؤاله عن الإجراءات المتبعة لاختبار جودة التقاوي والسماح للشركات الأجنبية بالتعامل مع الفلاحين، قال "لو جاءت شركة أجنبية تريد التعامل مع الفلاحين فلابد إخضاع منتجاتها للجنة من مركز البحوث الزراعية وأيضا الحجر الزارعي حتى يتم فحصها والسماح للشركة"، وتابع أن تدمير 15 ألف فدان خسارة كبيرة على الإنتاج خاصة أننا نستورد 5 مليون طن و15 ألف فدان من الذرة الأصفر من المتوقع أن ينتجوا 60 ألف طن. نقيب المهن الزراعية.. "حق الفلاحين في رقبتنا" "حق الفلاحين على رقبتنا" هذا ما قاله د. مصطفى الخطيب نقيب المهن الزارعية، ودعا الفلاحين للتوجه إلى النقابة للتأكد من شكواهم، وإذا ثبت صحة الواقعة سنتخذ إجراءات صارمة ضد الشركة، وسنطالب تعويض الفلاحين ومنع الشركة من العمل وفقا للقانون الزارعة الموحد. من جانبه، أكد د. مصطفى عبد العزيز نقيب البيطريين خطورة الواقعة وطالب الدولة بمنع الفلاحين من بيع المحاصيل الفاسدة، حيث يتوقع أن تصيب الدواجن والماشية بالسرطان، وبالتالي سيصاب الإنسان فور تناوله اللحوم بالخلايا السرطانية في الكبد، وقال إن تدمير هذه الأفدنة سيرفع أسعار الذرة الصفراء لندرتها، مما سيوثر بشكل غير مباشر على أسعار اللحوم ومنتجاتها. خبير اقتصادي: 15 ألف فدان ليست خسارة كبرى ممدوح الولي الخبير الاقتصادي، قلل من خطورة الواقعة وقال "إن 15 ألف فدان من 2.5 مليون فدان من الذرة الصفراء لن يصنع تأثير ملحوظ على الأسعار أو في كمية الإنتاج، ولكن من الناحية الإنسانية لابد من تعويض خسارة الفلاحين". عبد المجيد الخولى أحد ملاك الأراضي الزراعية والمعروف إعلاميا باسم "الفلاح الفصيح" لم تنقذه فصاحته من شركة "بايونير"، فقريته "دمشيش" بمحافظة المنوفية، تعاملت مع الشركة واشترت منها تقاوي وأصيبت المحاصيل بالأمراض، ويقول "إن قريتنا تعاملت مع الشركة واشترينا التقاوي ومرض محصول الأراضي واتجهنا إلى وزارة الزارعة، وأرسلوا لجنة فحص إلى قريتنا، ومندوب من مركز البحوث الزراعية وتأكدوا من الواقعة، ولكن لم نعوض وعرفنا أن قرية دمشيش ليست الضحية الوحيدة للشركة فهناك أكثر من قرى حدث معها مثلنا، ومن نفس الشركة ولم يتخذ أي إجراء ضد الشركة". ويشير عبد المجيد أن الكارثة تكمن في أن الدولة رفعت يدها من الزارعة، وتركت الشركات الأجنبية وشركات "تحت بئر السلم" بحسب كلامه بالتلاعب بالفلاحين، فالزارعة في مصر أصبحت "سراب". أما المهندس محمد برغش رجل أعمال وصاحب أراضى زراعية، أكد أن الفلاح أصبح لعبة في يد الشركات، لأن الوزارة "نامت وغمضت عينيها عن الفساد ..فهناك أراضي تبور بسبب فساد كثير من الشركات"، مطالباً الدولة بتفعيل دور شركات القطاع العام لإحياء الزراعة من جديد. الوزارة تبرئ شركة "بايونير" واجهنا سعد نصار مستشار وزير الزارعة بالواقعة، فرفض الحديث إلا بعد تقدم الفلاحين بشكوى رسمية إلى الوزارة، وأنكر واقعة إرسال شكاوى إلى الوزارة من عدة قرر بسبب سوء التقاوي وتأثيرها على المحصول شاهد.. الشروق يكشف إتلاف 15 ألف فدان ذرة صفراء بالبحيرة .