شهدت لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى خلال اجتماعها اليوم برئاسة د. نبيه العلقامى تحذيرات شديدة لظاهرة العنف بالملاعب، والتى ظهرت بشكل عنيف فى مباراة كرة اليد بين الزمالك والأهلى، وطالب الحاضرون بضرورة تطبيق القانون على كل من يقوم بأعمال شغب، سواء كان مصريا أو أجنبيا، فيما طالب البعض بتشديد العقوبات المجرمة لهذه الأفعال فى قانون العقوبات أو إصدار قانون مستقل يطبق من خلال المحكمة الرياضية، وحمل الجميع مسئولى الأندية والإعلام الرياضى المسئولية فى إثارة الجماهير وزيادة حالات الاحتقان، فى حين انقسم الحاضرون ما بين مدافع ومهاجم للألتراس، وطرحوا علامات استفهام حول من يمولهم. وأشار المستشار رجاء العربى، رئيس اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشورى، إلى أن مواجهة أحداث الشغب سيكون إما بإصدار قانون مستقل خاص يجرم كل الأفعال التى تقع فى الملاعب والمباريات الرياضية، بحيث يطبق على المواطن المصرى والأجنبى إذا قام بالشغب ويطبق من خلال محكمة رياضية، مشيراً إلى أنه لا توجد أى دولة فى العالم يأتى إليها مواطنون ويقومون بأعمال تخريب ولا يتم مساءلتهم بحجة الحفاظ على العلاقات بين البلدين. وأضاف العربى، إذا كان متعذرا صدور هذا القانون يصبح البديل هو وضع عقوبات مشددة فى قانون العقوبات بالنسبة للمواد الخاصة بالحرائق أو الإتلاف إذا حدث فى الملاعب، واختلف معه رئيس اللجنة نبيه العلقامى، مؤكداً على ضرورة اتباع قاعدة الوقاية وليس البدء بالعقاب، مؤكداً على أن ما حدث من خروج على المألوف من مجموعة من الألتراس لابد من التعامل معه بحكمة لأنهم من الشباب ولا ينبغى أن نهدم فيهم قيمة التشجيع. وقال المحاسب هادى فهمى، رئيس اتحاد كرة اليد، إن ظاهرة الشغب فى الملاعب ليست يومية ولا متكررة، وتساءل عن سر حالة الغضب من الجماهير التى حدثت خلال مباراة الأهالى والزمالك، مشيراً إلى أن جمهور الأهلى اعتدى على جماهير الزمالك بألفاظ خارجة، لا أستطيع أن أقولها خلال المباراة، وهو أمر غريب رغم أنه كان فائزاً، وتساءل من يصرف على الإلتراس؟ مؤكداً أننا لا يجب أن نضع رؤوسنا فى الرمال، وتساءل أين مسئولية الأندية فى الاتصال بهؤلاء الشباب؟ وأضاف أن نسبة كبيرة من الجماهير التى قامت بالاعتداء خلال مباراة الأهلى والزمالك لم يكن لها علاقة لا بالمباراة ولا بالتشجيع، وطالب بدراسة ما حدث فى هذه المباراة بمفردها وليس كظاهرة. وقال فهمى، أنا مصدوم من الجمهور التونسى وما حدث منه أمس، وأشاد بالجمهور الأهلاوى وسلوكه وشدد على ضرورة معاقبة أى جمهور يأتى من الخارج، وحذر محرم راغب، مدير عام النادى الأهلى، من أن نتخذ منهج العنف فى التعامل مع الألتراس، مشيراً إلى أن ذلك سيكون غلطة كبيرة، قائلا إن هؤلاء الشباب من سن 15 إلى عشرين سنة سهل السيطرة عليهم ويمثلون مستقبل مصر. ولذلك اجتمعت معهم منذ ثلاثة أسابيع فوجدتهم شبابا نفتخر به. وحمل التصريحات التى تصدر من بعض المسئولين بالأندية المسئولية لأن لها بعض الإثارة ويتناولها الإعلام بشكل مبالغ، فستكون النتيجة سوء العلاقة بين الأندية وبعضها. وأشار رئيس اتحاد كرة اليد إلى غياب مفهوم الرياضة فى المدرسة والإعلام وتابع قائلاً، لا يجب أن نتعامل مع هؤلاء الأولاد كمجرى حرب ولابد أن نعيد حساباتنا مع الألتراس. ومن جانبه أكد الناقد الرياضى حسن المستكاوى أن الحل الوحيد هو إعمال القانون ومحاسبة كل من يخرج عن النظام العام فى الشارع بمنتهى القوة والحزم، ولكن بدون أن يتهموا الألتراس لأنه صورة جميلة للشباب، وأضاف أن هناك عوامل ساعدت على زيادة الاحتقان مثل تصريحات قيادات الأندية بدون استثناء حول ظلم الحكم والهجوم عليهم، بالإضافة إلى مسئولية الإعلام الرياضى الذى يعانى من فراغ فى المادة الرياضية ويتم ملؤها بخناقات وتفاهات. وأشار المستكاوى إلى أن حالة الاحتقان وصلت للذروة، حيث أصبح السباب جماعيا فى كل مباراة وسط غياب من الحكام واتحاد كرة أضعف من أن يأخذ قراراً، مشيراً إلى أن الجميع يدلل جماهير كرة القدم، وحذر من أن كرة الثلج تزيد وتكبر وتطور الأمر إلى الاعتداء على الممتلكات العامة، وأضاف أن جمهور الكرة لا يجب أن يستثنى من العقاب إذا قام بجريمة إتلاف ممتلكات. وأضاف المستكاوى، لا يوجد فى تاريخ البشرية إصلاح بدون ضحايا وعندما نصل إلى الفوضى لابد من إعمال القانون ونحاسب ونحاكم ونعاقب وإلا ستكون المسألة أخطر من ذلك وستكون هناك كوارث لن نتخيلها، مشيراً إلى أنه حان الوقت لدراسة إنشاء محكمة رياضية، وأشار إلى ضرورة أن تأخذ الأندية دورها فى التعامل مع ظاهرة الألتراس التى بدأت تكبر ولو لم نتعامل معها ستصبح خطيرة. وطالب المستشار جلال إبراهيم، رئيس مجلس إدارة نادى الزمالك، أساتذة الاجتماع ببحث هذه القضية ووضع الحلول لمعالجتها، مشيراً إلى أن مجموعة الألتراس مثقفة ولكن لديها فراغ بدأت تفرغه فى الأندية. وأشار إلى أن من يملكون المال يصرفون على الألتراس ويقومون بتحريكها لمصلحتهم فى مواجهة أطراف أخرى حتى داخل الأندية نفسها. وأضاف أن مجلس الإدارة فى النادى عندما يعالج الأمر يكون هناك نوع من المجاملة فى بعض الأحيان حتى نتجنب الشر ونحمى أنفسنا. كما طالب رئيس مجلس إدارة نادى الزمالك بتطبيق القانون على المصرى والأجنبى لمواجهة هذه الأفعال التى بدأت تأخذ شكلا إجراميا، مشيراً إلى أنه خلال مباراة الزمالك الأخيرة مع المقاصة كان يمسك المصحف ويقرأ قرآنا من أجل أن يكسب الزمالك، وأقول "يا رب استرها والماتش يعدى على خير"، وتابع قائلاً، "أنا ذنبى أيه هو أنا اللى بالعب أنا عضو مجلس إدارة". كما أكد على ضرورة فرض هيبة الدولة على الشارع المصرى، مشيرا إلى أن حل المشكلة لا يتعلق بسن مزيد من القوانين. وأشار إبراهيم إلى أن قانون المرور الجديد لم يؤد إلى تحسن حالة الشارع بل زاد الأمر سوءاً وقال إن تطبيق سيف العدالة وفرص هيبة الدولة على الجميع سيؤدى إلى عودة الهدوء إلى الشارع فيما شدد النائب محمد رجب ممثل الأغلبية بمجلس الشورى أن قضية العنف لا تتعلق بالألتراس فقط، وإنما هى أكبر من ذلك، مشدداً على ضرورة التوصل إلى رؤية متكاملة وموضوعية نستطيع من خلالها أن نكسب هذا الجيل ونستوعبهم، محذراً من أن تمرد هؤلاء الشباب سيؤدى للطوفان إذا لم نستوعبهم.
