لماذا تُرى أو تُسوَق العلاقة بين الحكومة والمجتمع وجميع مؤسساته؟ على أنها علاقة تضاد أو علاقة تبعية ولما لاتكون مشاركة وتكامل! هذا، على مستوى الداخل أما على مستوى الخارج كيف يؤثر نمط ونواتج تلك العلاقة على علاقاتنا بالخارج؟ حكومات وشعوب ومؤسسات دولية فى دوائرها المختلفة العربية والاقليمية والدولية، وكيف نستفيد من نتائج تلك العلاقات حال ايجابيتها؟ وكيف نصحح مسارها حال سلبيتها؟ وذلك من خلال الإجابة على أسئلة محورية (من نحن؟ – ماذا نستهدف؟ – ما الطريق لتحقيق أهدافنا؟ – تكلفة تحقيق الهدف؟ – زمن تحقيق الهدف؟ – الجغرافيا التى يتحقق عليها الهدف؟ – يتحقق بمن؟) باختصار مُجمل الأفكار، والأشخاص، والأشياء...اللازمة لتحقيق الهدف، وباستعراض الأسئلة السابقة والتفكير فى إجابات مُقنعة ليس فحسب بل حلول فعالة ومؤثرة ومستدامة ومؤسِسِة، وهذا يحيلنا بالطبع إلى (نظرية المباريات) التى أراها تلوح فى الأفق... وهى ببساطة عبارة عن " تحليل رياضى – مبنى على علم الرياضيات - لحالات تضارب المصالح بُغية الإشارة إلى أفضل الخيارات الممكنة لاتخاذ قرارات فى ظل الظروف المعطاة تؤدى إلى الحصول على النتيجة المرغوبة". وللإجابة على مُجمل الأسئلة السابقة دعونا نطرح سؤال آخر يلعب دور الوسيط / المُفاوض بين المشكلة والحل لماذا تنجح أغلب الدول العربية فى الألعاب الرياضية الفردية على استحياء ؟! هل هذا يعكس وبجلاء ثقافات مجتمعاتنا من المحيط إلى الخليج ؟ الثقافات التى تتمحور حول الفرد وهذا نراه جليًا فى مشاكل تتصاعد فى التعقيد أو البساطة ولا يتدخل أحد إلا على مستوى أعلى من الإدارة، فمثلاً شراء جهاز تكييف فى أحد المؤسسات يحتاج لتوقيع الوزير شخصيًا...هل هذه إدارة ؟! ففى هذه الحالة الوزراة تساوى الوزير أو تُختزَل فى سيادته... فى المقابل نتأمل نتائج دورات الألعاب الأوليمبية المنعقدة حاليًا فى البرازيل، لماذا؟ قبل كيف؟ حققت دولاً بعينها ميداليات فى أغلب المنافسات الفردية والجماعية؟...فهل هذا يعكس ثقافة مجتمعية متوازنة لديهم...ومجتمع وحكومة يجيدون اللعب الجماعى، ولا يلجأون حال الهزيمة لحجة " بنلعب من غير جمهور" فحقيقة الأمر أن اللاعبون والجمهور فى تلك الدول متضافرى الجهود فى نسيج واحد لخدمة هدف واحد والجميع مؤتمن على مايؤديه من عمل.
وعودة ايضاحية لنظرية المباريات ففيها الصراعات التنافسية، والذى يمثل فيها المكسب الذى يحققه أحد الأطراف خسارة للطرف الآخر، بافتراض أن طرف حقق انتصار ثم لحقت به هزيمة فإن الحصيلة تكون صفر فى مجموعها، وتكون الصراعات غير التنافسية ( غير الصفرية) التى تتداخل إلى حد يسمح بالمساومة وتقديم التنازلات والتفاوض للوصول إلى اتفاق، مما يدفع أطراف تلك المواقف لتبنى سياسة التعاون بحيث تتوزع نتائج المباراة بين الأطراف، والواضح أننا العرب لانجيد اللعب بالمفهومين السابقين...نحن ما زلنا هواه.
وتأكيدًا على افتقادنا الاحترافية كنهج حياتى... أجب عما يلى: هل من ينجح بصورة فردية فى أى مجال يكون لدى مجتمعاتنا ثقافة ونية احتوائه وتوفير بيئة حاضنه لموهبته فى مجاله؟...أم نتركه يذهب لمن يجيدون الاحتواء؟ ومن إجابة السؤال السابق ننتقل إلى رزيلة " الحقد المجتمعى" والأنانية ولفظ الناجح وجعله غريبًا فى وطنه " فيهج" والهجرة شرعية وغير شرعية خير شاهد!...والعلاج كالعادة مبتدأه وخبره (التعليم)... التعليم والاحتواء اللذان نقلا رائد نظرية المباريات جون ناش من مصحة عقلية -لاصابته بمرض الفصام - إلى نوبل فى الاقتصاد 1994، وتم توثيق قصه حياته فى فيلم A Beautiful Mind حصد أربع جوائز أوسكار، وهذا يؤكد فكرة الاحتواء السابقة بل يثبت أيضًا الرُشد المجتمعى.
وبما أن اللعبة الأكثر شعبية ومتعة فى العالم كرة القدم -الساحرة المستديرة – وكيف؟ آن لقواعدها التواجد والتغلغل فى شتى مناحى أنشطتنا الحياتية من الاقتصاد إلى الاجتماع إلى علوم الحياة...الخ فى مقاربة عجيبة...وعندما تحلل تلك الأطر والقواعد لتلك اللعبة وتسقطها على السوق الاقتصادية بما فيه من عرض وطلب...الخ تجد أن تقريبًا القواعد واحدة فى فلسفتها العامة تنصب حول الصراع والتنافس والمكسب والخسارة، وبالتطبيق على المراضة والوبائيات تجد الخلية السرطانية تفضل اللعب الفردى وتنشق على الفريق بل وتشحذ همتها وتلعب ضده، وبما آل اليها من خبرة اكتسبتها أثناء العيش سابقًا وسط الخلايا السليمة وتعرف خططهم ومنهجهم الدفاعى والهجومى تتصرف وفق ما لديها من معرفة وفى أغلب الأحوال تكون المنتصره... خاصة اذا اتقنت اختيار التوقيت للعب ضد جهاز المناعة، ولأنها مارست حقها وإرادتها فى ( العقلانية والجنون) فلديها خيارات لاتعرف عنها الخلايا الأخرى – السليمة - شىء ولا تستطيع التنبؤ بسلوكها بينما هى تستطيع...لعب من نوع آخر.
ونتعرض بالتحليل لبعض مفردات اللعبة لمحاولة المقاربة بينها وبين القواعد آنفة الذكر، خط الدفاع...هل نحن العرب عامة ومصر خاصة لدينا ما استطيع تسميته بمنظومة مناعية تحمى شبكة العلاقات الاجتماعية والأسرة كنواة لمجتمع سليم فى أفكاره قبل أشيائه؟...أغلب نظم التعليم لاتنبىء عن تلك السلامة.
الحَكَم وحاملّى الراية...هل نستمع لمن ينبهنا حال خطأنا أو كسرنا القواعد وهل نعتبر تنبيهه مُلزمًا كما فى كرة القدم...المعرفة والاتجاهات والممارسة (KAP) لا تومئ عن التزامنا بالقواعد...مباراة الجودو بين اللاعب المصرى والاسرائيلى فى الألعاب الأوليمبية الحالية خير دليل...على أننا نفكر بالعاطفة وليس بالعقل؟! ويدل على فوضى فى إدارة الأزمة بل، وخلق أزمة من العدم!.
العارضة...لماذا دائمًا نرى القشة فى عين من يختلفوا معنا ولا نرى العارضة فى أعيننا؟
الهدف... الهدف الوحيد المتفق عليه لدى العرب...هو الاتفاق على الاختلاف، الجمهور...كل الشعوب العربية متفرجين لا لأنهم لا يجيدون اللعب بل لأن حكوماتهم تحتكر اللعبة وقواعدها، اللاعبون... 22 هو عدد الدول العربية، المفروض تكون فلسفة اللعب أنهم فريقين واحد أساسى والآخر احتياطى؛ لضمان فاعلية وتأثير اللعب عبر النتائج المتوقعة هذا هو السيناريو المأمول...أما السيناريو المحبط أنهم يلعبون ضد بعض بقصد أو بدون..لعدم وجود هدف موحد...لعدم التقارب الاقتصادى بينهم، وثالثهم النموذج الواقعى يقع فى المنطقة الرمادية مابين المأمول والمحبط؟!
الاعلانات فى الملاعب العربية... لماذا فى أغلبها ترويج لمنتجات الغرب وتوطين لفكرِه وثقافته الاستهلاكية بديلًا عن منتجاتنا العربية ومن المستفيد من الاستهلاك غير الرشيد لتلك الأفكار قبل انتقائها؟
المرونة النفسية والجسمانية للاعبين، نفسية اللاعبين وتحفيزهم داخل الملعب لبعضهم وانصهارهم فى هدف واحد محققين مبدأ " الفاعلية والتأثير" تجاه الخصم من خلال تبنيهم لمجموعة من الأفكار الجمعية لهم كفريق وكيف يتحقق الانسجام بينهم فى كلُ مُتحِد...وكيفية مرونة اللعب وتبادل الأدوار داخل الملعب حال حدوث سيناريو غير متوقع بكثافة، كإصابة حارث المرمى واستنفاذ التغييرات لتحول دون اكماله المباراة، فنلجأ إلى بديل يكون من الرُشد أنه قد تدرب مع ذلك الحارس الأصلى للقيام بنفس المهام.
هذا، وتخضع قواعد اللعب للتطوير مع انتشار اللعبة وكثافة ممارستها واكتشاف الأخطاء والالتباس فى القواعد، فتنشأ ضرورة لتعديل وتوضيح القواعد وسبب التعديل، والسؤال متى يشترك العرب فى وضع القواعد، وهل لديهم معرفة سابقة بها وبتاريخها وجغرافيتها أم أن حكوماتهم تفرضها وتنساها؟!.
مما سبق من تشريح لمناخ وبيئة اللعب السابق عرضها وفق القواعد والأطر الحاكمة والظروف المحيطه جميعها تخضع لما يُسمى (النماذج الديناميكية) ذائعة الصيت وكثيفة التطبيق فى العلوم الاحصائية وخاصة الإحصاء الحيوى والسكانى؛ لما له من تطبيقات على علم السكان بمفرداته الرئيسه ( الخصوبة، والوفيات، والهجرة).
وأخيرًا... إلى كل الحكومات العربية أشركوا شعوبكم معكم فى اللعب... ولا تتركوهم متفرجين...تكسبوا.
الخلاصة: أخشى أن يحصل العرب على كارت أحمر ليخرجوا من التاريخ والجغرافيا معًا.