السياحة فى مصر من الأساسيات فى ميزانية الدولة، ومن المؤثرات الحيوية للدخل القومى وكثيرة هى المواد الإعلانية التى ترشدنا على الحفاظ على ذلك المورد الحيوى الفعال، ومن تلك الأدوات الفعالة لتنشيط السياحة المتاحف المصرية التى هى كثيرة وفى كثير من المحافظات، وخاصة متحف (محمود خليل) الذى يعد واحدا من أفضل المتاحف المصرية وبه العديد من اللوحات الرائعة فنياً وماديا حتى سرقت لوحة "زهرة الخشخاش" فى طريقة كوميدية أشبه بما حدث فى فيلم "حرامية فى تايلاند" للنجم كريم عبد العزيز وأخيه فى الفيلم الفنان "ماجد الكدوانى" اللذان استطاعا سرقة تلك اللوحة فى الفيلم. ولم يكن يتصور أحد أن يحدث ذلك فى الحقيقة ونجد أنفسنا أمام حلقة أخرى من الإهمال الجسيم فى ضياع ثروة بملايين من الدولارات وبعد التحقيقات يتم إسناد المسئولية إلى "محسن شعلان" بعد التحفظ على العديد من العمال فى المتحف، وأخيراً نجد تصريحاً من السيد وزير الثقافة أنه سيتم وضع نظام أمنى محكم لكافة متاحف الجمهورية ورصد ميزانية لتطور المتاحف التى فى حاجة، لذلك بعد أن أشارت التحقيقات أن هناك رسائل تم إرسالها إلى السيد وزير الثقافة مفادها حاجة الكثير من المتاحف للتطوير وأتساءل لماذا نتحرك بعد المصيبة وليس قبلها.. تعلمنا كثيرا وقرأنا عن سياسة معالجة الأزمات و"الرؤوس الباردة" والكثير من الطرق الإدارية لحل الأزمات ولكن لم نطبق أى منها حتى الآن. لقد كان من المؤسف والمحزن ما رأيته فى أحد أعداد جريدة "يرسل ويتصل الأهرام" بإعلان منشور فى جوار صفحة الوفيات عن أنه من يجد أى معلومات تفيد فى استرجاع اللوحة بالرقم الموجود فى الإعلان وله مكافاءة قدرها مليون جنيه. إلى هذا الحد، أصبحنا نتهاون بحق تلك الكنوز المعروضة لدينا والتى تعد ثروات لا نقدرها نحن المالكين لها والتى يهوى إليها الناس من كل مكان لرؤيتها وزيادة الدخل القومى بالتبعية الذى سيساهم فى الحد من مشاكل كثيرة نحن فى غنى عنها.