«حياة كريمة» تطلق قافلة شاملة في حلايب وشلاتين لمدة 3 أيام    نتنياهو: شروط جانتس تعني إنهاء الحرب وهزيمة إسرائيل والتضحية بالمحتجزين    مستشار ترامب السابق: الموقف الرسمي للبيت الأبيض يعارض اجتياح إسرائيل لرفح الفلسطينية    10 لاعبين على دكة بدلاء الأهلي لمواجهة الترجي في نهائي دوري أبطال إفريقيا    مذكرة المراجعة النهائية في الفلسفة للصف الثالث الثانوي    مطالبة برلمانية بكشف سبب نقص ألبان الأطفال    الشهابى: الشعب المصرى يقف خلف القيادة السياسية لدعم القضية الفلسطينية    مرصد حقوقي يحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية بغزة جراء سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح    رئيسا روسيا وكازاخستان يؤكدان مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين    حملة مكبرة لإزالة مخالفات البناء في مدينة دمياط الجديدة    إيهاب جلال يُعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة بيراميدز    نوران جوهر بطلة العالم للإسكواش للمرة الأولى في تاريخها    بدون تريزيجيه| طرابزون سبور يفوز على باشاك شهير بالدوري التركي    قبل مناقشته ب«النواب».. «الأطباء» ترسل اعتراضاتها على تأجير المستشفيات لرئيس المجلس    مصطفى كامل وحلمي عبد الباقي يقدمان واجب العزاء في زوجة أحمد عدوية    كبير الأثريين: اكتشاف آثار النهر بجوار الأهرامات حل لغز كيفية نقل أحجارها    أدعية مستحبة خلال مناسك الحج.. تعرف عليها    تراجع كبير في أسعار السيارات بالسوق المحلية.. يصل ل500 ألف جنيه    خسر نصف البطولات.. الترجي يخوض نهائي دوري الأبطال بدون مدرب تونسي لأول مرة    مهاجم الترجي السابق يوضح ل "مصراوي" نقاط قوة وضعف الأهلي    صدمة جديدة ل تشواميني بسبب إصابته مع ريال مدريد    الدفاع الروسية: خسائر الجيش الأوكراني خلال 24 ساعة 1725 جنديا    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بالوادي الجديد    تعديل مواعيد مترو الأنفاق.. بسبب مباراة الزمالك ونهضة بركان    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    مدير «القاهرة للدراسات الاقتصادية»: الدولة تسعى لزيادة تمكين القطاع الخاص    بينى جانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف إذا لم يلب نتنياهو التوقعات    أشرف زكي ومنير مكرم في عزاء زوجة أحمد عدوية    " كاد ماسترز" تستعرض تفعيل الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياءفي التشييد والبناء    موعد عيد الأضحى ووقفة عرفات 2024 في مصر.. ومواعيد الإجازات الرسمية يونيو 2024    وزير الأوقاف يوجه الشكر للرئيس السيسي لاهتمامه بعمارة بيوت الله    رئيس «الرقابة الصحية»: التمريض المصري يتميز بالكفاءة والتفاني في العمل    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    التليفزيون هذا المساء.. إلهام شاهين: عادل إمام حالة خاصة وله فضل فى وجودي الفني    من بينهم أجنبى.. التحقيقات مع تشكيل عصابى بحلوان: أوهموا ضحايهم بتغير العملة بثمن أقل    مصير تاليسكا من المشاركة ضد الهلال في نهائي كأس الملك    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتفقد مشروعات العلمين الجديدة    وزير التعليم ومحافظ بورسعيد يعقدان اجتماعا مع القيادات التعليمية بالمحافظة    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    حصاد تريزيجيه مع طرابزون قبل مواجهة إسطنبول باشاك شهير فى الدوري التركي    برج الثور.. حظك اليوم السبت 18 مايو: عبر عن أفكارك    مذكرة قواعد اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2024.. لا يخرج عنها الامتحان    العلاج على نفقة الدولة.. صحة دمياط تقدم الدعم الطبي ل 1797 مواطن    معلومات عن متحور كورونا الجديد FLiRT .. انتشر أواخر الربيع فما أعراضه؟    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    هل مواقيت الحج والعمرة ثابتة بالنص أم بالاجتهاد؟ فتوى البحوث الإسلامية تجيب    وزير الصحة يشيد بدور التمريض في رعاية مصابي غزة    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    وزير النقل: لا وجود لأي متقاعس أو متخاذل في هيئة السكك الحديدية    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدل حول عدم استغلال «الثغر» لقب «عاصمة السياحة العربية» .. وانتقادات لغياب التنسيق بين الجهات المسؤولة
نشر في المصري اليوم يوم 24 - 12 - 2010

«عاصمة السياحة العربية» لقب حظيت به عروس البحر الأبيض المتوسط العام الجارى بعد أن اختارتها لجنة تحكيم دولية مكونة من خمسة من كبار السياحيين العرب، فى العاصمة اليمنية صنعاء، ضمن مؤتمر المجلس الوزارى العربى للسياحة المنبثق عن جامعة الدول العربية، من بين 12 دولة عربية تنافست على الفوز باللقب.
كان المجلس قد ابتكر هذا العام، فكرة تخصيص مدينة عربية سنويا، لتكون عاصمة للسياحة العربية، كوسيلة لتشجيع حركة السياحة البينية بين الدول العربية، عن طريق تسليط الضوء على القيمة السياحية لكل مدينة، وإبراز خصوصيتها وعاداتها وتقاليدها المميزة.
ووقع الاختيار على الإسكندرية لتكون أول عاصمة للسياحة العربية، بعد جهد قام به معدو الملف الخاص بها، والذين كان على رأسهم وسيم محيى الدين، رئيس غرفة المنشآت الفندقية، كمنسق عام للجنة العليا التى تشكلت لهذا الغرض، ضمت ممثلين عن وزارة السياحة والغرف السياحية وغرفة المنشآت الفندقية بالمحافظة حيث قامت بدراسة متكاملة ومتميزة لأهم الجوانب التى تدعم المدينة فى المنافسة على اللقب.
قال وسيم محيى الدين إن الملف الذى تقدمت به «اللجنة»، كان الأفضل بالفعل، إضافة إلى أن «الثغر» هى أفضل المدن المرشحة، كذلك لم تكن به أى مبالغة، فهناك مميزات تنفرد بها المدينة، منها تاريخها، حيث تعد واحدة من أقدم وأعرق المدن العربية التى امتزج بها الكثير من الحضارات كاليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، مما جعلها تزخر بالكثير من المواقع الأثرية والثقافية الفريدة والمتميزة، مثل عمود السوارى ومقابر كوم الشقافة الأثرية وقلعة قايتباى والمسرح الرومانى والمتحف اليونانى الرومانى ومتحف المجوهرات الملكية، فضلا عن المواقع الدينية مثل مسجد المرسى أبوالعباس وكنيسة سان مارك.
وأضاف محيى الدين أن مقومات الاختيار شملت اعتدال المناخ بالمحافظة صيفا وشتاء، وشواطئها الممتدة على ساحل البحر المتوسط، إلى جانب احتضانها واحداً من أهم الصروح الثقافية فى العالم وهى مكتبة الإسكندرية التى تضم مجموعة من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب فى جميع المجالات والعلوم، وأيضاً توفر مقومات البنية التحتية، مثل المواصلات والخدمات والمنشآت المختلفة.
وأوضح محيى الدين أن الاحتفالية اعتمدت على تنظيم الكثير من المهرجانات والأحداث الثقافية والفنية والسياحية والرياضية على مدار العام، بالاشتراك مع مختلف السفارات العربية والأجنبية ومكتبة الإسكندرية والمؤسسات الثقافية والفنية المصرية.
لم تختلف الأحداث التى استخدمت فيها عبارة «بمناسبة اختيار الإسكندرية كعاصمة للسياحة العربية»، عن الأجندة السنوية المعتادة، بشكل عام، هذا ما أكده محيى الدين، حيث تم تعظيم هذه الأنشطة، على حد تعبيره، بدعوة مشاركين عرب أكثر، وزيادة العروض الفنية والثقافية التى تركزعلى البعد الثقافى والفنى للمدينة، مشيراً إلى أن الأحداث الكبرى التى تم تنظيمها هذا العام، لم تزد على المهرجانات السنوية المعروفة، مثل «الإسكندرية السينمائى الدولى»، «مهرجان الأغنية العربى»، «مهرجان الموسيقى العربية»، ومعرضين للكتاب، أولهما لمكتبة الإسكندرية، والثانى تابع للمحافظة، كان الطريف خلاله أن المسؤولين عنه أطلقوا عليه «المعرض العربى للكتاب»، بالرغم من عدم وجود أى أجنحة لدول عربية باستثناء جناح وحيد لجامعة سعودية، وفى الوقت الذى لم يشارك مثقف عربى واحد فى الندوات أو الأمسيات، حملت جميع عناوينها شعار «الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية»، فى شكل أظهر تحولها لديباجة لغوية فى دعوات الفعاليات الثقافية والفنية، بغض النظر عن ارتباطها بالحدث.
التركيز على جانب سياحة المؤتمرات، فى التحضير للاحتفالية، كما أوضح محيى الدين، ارتبط بوجود مكتبة الإسكندرية، فجاء الاعتماد الأساسى على زيادة الوجوه العربية على أجندتها، إلا ان ذلك كان له أثر سلبى على الجانب الآخر، حسب قوله، على إحساس الناس العاديين بالأمر.
وتابع «محيى الدين»: «على مستوى الصفوة، من المثقفين والفنانين وغيرهم، كان هناك حراك ما، أما بالنسبة لأهل الإسكندرية، والشعوب العربية أيضاً، فلم تكن هناك دعاية كافية للأحداث، وربما يكون السبب ايضاً نوعية تلك الفعاليات، فهى لم تخاطب الناس العاديين، ووجهت خطابها لفئات بعينها مما حرم الجمهور من التواجد والمشاركة الفعلية».
لم يتول المعد للملف الذى فازت به المدينة، مسؤولية وضع خطة الاستفادة من اللقب، كذلك لم تنتقل تلك المهمة إلى خبراء أو مسؤولين بأعينهم، يتولون مهمة الإعداد الملائم للحدث، والتنسيق بين الجهات المختلفة، غير أن هناك بعض الإجراءات التى أعلنتها المحافظة لتتواكب مع المناسبة، بداية العام، منها الإعلان عن تشييد قرية عربية على مساحة 31 فدانا، يكون لكل دولة عربية مكان مخصص تعرض فيه ثقافاتها المختلفة من مطاعم وآثار وملابس وطنية، ويستغرق إقامتها مدة لا تقل عن سنة، على أن يتولى تصميمها المهندس السعودى الدكتور سامى العنقاوى، صاحب الشهرة العربية والعالمية، باستلهامه أفكار العمارة المعاصرة مع الحفاظ على التراث المعمارى الإسلامى القديم.
وقال اللواء المحافظ عادل لبيب، إن المشروع حتى الآن مازال فى مرحلة التحضير، و«لم يحدث أى جديد منذ الإعلان عنه»، مؤكداً أن المحافظة أصدرت طابع بريد بمناسبة اختيار الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية 2010، أما هيئة تنشيط السياحة فأعدت دليلاً خاصاً عن المدينة باللغتين العربية والإنجليزية، لتوزيعه على مختلف السفارات العربية والأجنبية والمطارات المصرية وشركات السياحة وغيرها، وأسست موقعاً سياحياً جديداً لمدينة الاسكندرية على شبكة الإنترنت، يضم أهم الأماكن السياحية والتاريخية والدينية والثقافية، مع نشرة شهرية بالأحداث الفنية والثقافية المقامة خلال العام الجارى.
حصاد العام، لم يكن إيجابياً على الإطلاق، حسب تصريحات محيى الدين، الذى رصد من موقعه كرئيس لغرفة المنشآت الفندقية، تراجع أعداد السياح العرب، عكس التوقعات بداية العام، وقال: «عدد السياح بشكل عام، انخفض بنسبة 20% هذا العام بسبب ظروف توقيت شهر رمضان مع نهاية الصيف، أما عن بقية العام فكان من المفترض أن تزيد نسبة الإشغالات وهو ما لم يحدث».
التقصير فى رأى محيى الدين، لم يكن من جهة بعينها، ولكن غياب التنسيق بين الجهات المسؤولة عن إنجاح الحدث لم يكن موجودا، كذلك الإعلان والدعاية فى وسائل الإعلام من صحافة وتليفزيون، لم يتم بالشكل المطلوب، وهو ما أضعف الجهود المبذولة.
وعبّر عن ضيقه بما تشير إليه الإحصاءات، قائلاً: «أشعر بالإحباط الشديد، لأننا لم نحصل على نتيجة مرضية ولم نستطع استغلال الحدث بالشكل الملائم، على كل المستويات، حتى إن البنية الأساسية للسياحة فى الثغر لم يضف لها أى جديد، والمشكلة ليست فيما حدث هذا العام فقط، فهناك أفكار كثيرة يمكن استغلالها للترويج السياحى للمحافظة مثل تنظيم إحتفالية تحمل اسماً معيناً كل سنة، ولكن المشكلة فى عدم وجود دراسة كاملة يقوم عليها أشخاص مختصون بميزانية جيدة ودعاية كافية.
واعتبر نادر مرقص بطرس، رئيس لجنة السياحة فى المجلس المحلى للمحافظة، رئيس غرفة شركات السياحة، أن عدم زيادة أعداد السياح لا يعد إخفاقاً من القائمين عليه فى استغلال الحدث، الذى يرى أن له دوراً كبيراً فى الترويج للمدينة.
وأكد اللواء إيهاب فاروق، وكيل وزارة السياحة السابق، مستشار المحافظ للسياحة، أنه تمت الاستفادة من «اللقب»، فى تعميق مفهوم السياحة العربية، الذى يراه من أهم المفاهيم التى غابت لفترة طويلة عن الأذهان، واحتاجت لتنشيطها، بالتركيز عليها، مشيراً إلى أن الاهتمام بالحدث ظهر لدى الجهات المختلفة المعنية بالأمر فى المحافظة، من خلال أنشطة متنوعة، منها ما هو ثقافى وفنى مثل المؤتمرات والمهرجانات، إضافة للأنشطة الاقتصادية للغرفة التجارية وجمعية رجال الأعمال التى أصدرت كثيراً من التوصيات لدعم السياحة العربية، كما عملت الأجهزة السياحية بقوة لتفعيل العمل فى المشروعات القائمة أو المزمع إقامتها، وحل المشاكل الرئيسية التى تعانى منها المدينة، مثل الطاقة الاستيعابية للفنادق.
وأضاف فاروق أن «اللقب» أدى إلى اهتمام الدولة بتنمية الخدمات التى تمثل البنية الأساسية للسياحة بالمحافظة، إضافة لقطاعات عديدة، مثل النقل، بدعم وزارة الطيران لمطار برج العرب الجديد الذى تم الانتهاء من المرحلة قبل الأخيرة منه هذا العام، ومطار النزهة، والاهتمام بميناء الإسكندرية، الذى تم تطويره ليصبح ميناء يستقبل السفن الكبيرة وليس مجرد ميناء ل«الترانزيت»، والمحاور البرية والشواطئ التى تم تجهيزها لتصبح عالية المستوى، مع تقسيمها لفئات مجانية وخاصة. وأوضح فاروق أنه من أوجه الاستفادة التى تمت خلال العام، كان طرح العديد من المشروعات الاستثمارية السياحية، لاستغلال كورنيش المدينة، فضلاً عن العديد من المناقصات العالمية والعربية التى نجح بعضها، كما يوجد العديد من المشروعات قيد التنفيذ حالياً. وحول آراء السياح العرب عن الوجه السياحى قال صالح زين الدين، من تونس: «إن المحافظة تحتاج إلى الكثير من العناية، لإبراز جمالها»، مشيراً إلى أن غياب الحدائق العامة، أهم الظواهر التى لفتت انتباهه، كذلك عدم العناية بالمبانى الأثرية القديمة فى مناطق وسط المدينة، إذ يحتاج أغلبها للترميم وإعادة الطلاء.
وانتقدت خديجة عبده، من السعودية، الزحام، وقالت: «الانتقال على الطرق الرئيسية مثل شارع أبوقير، أصبح صعباً بشكل ملحوظ، كذلك طريق البحر، الذى كنا نعتبره أسرع الطرق، وكنت شاهدة بعينى على حادث سير بسبب بعد المسافات بين الأنفاق وبعضها».
وترى خديجة أن الوضع أفضل بالنسبة لمنطقة مارينا، التى فضلت فى بعض زياراتها للمحافظة أن تذهب إليها مباشرة دون المرور على الإسكندرية، حتى فيما يخص التسوق، تعتبر أن زيادة المولات التجارية فى الثغر لم تكن بالشكل الملائم لاحتياجات السياح، مؤكدة أن «مول» واحداً ارتادته، وهو الوحيد الذى يصلح للتسوق لوجود منتجات متميزة به، يمكن أن يشعر بها الزائر بإضافة جديدة عما يجده فى بلده.
وأكد عبدالفتاح توفيق، من ليبيا، وهو يزور المدينة للمرة الأولى، أن سبب معرفته بها كانت الأفلام المصرية، وليس «اللقب»، وقال: «الإسكندرية معروفة لدينا كشعب ليبى، من خلال السينما والمسلسلات، وهى من أكثر الأماكن جذباً لنا، لأنها أرخص من مدن عربية كثيرة، وايضاً هناك استثمارات مشتركة كثيرة لليبيين بها».
أما الوعى بالحدث على مستوى أهالى الثغر، فكان مشوشاً لدرجة كبيرة، فلم يوجد ممن سألتهم «إسكندرية اليوم» من يعرف كثيراً عن اللقب الذى حازته المدينة، منهم سماء عبد التواب، طالبة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، التى طلبت التوضيح منا حول ذلك اللقب، قبل أن تجيب أن السياحة فى الثغر، من وجهة نظرها، تقتصر على المصطافين من مرتادى الشواطئ، وهم فى الغالب من أبناء المحافظات الذين يجدون بها ملجأ رخيصاً لهم، أيضاً شواطئ الساحل الشمالى، التى يقل عدد العرب بها بنسبة كبيرة عن مثيلاتها فى مدن البحر الأحمر، أما المزارات السياحية فى المدينة فلا تعرف منها إلا المسرح الرومانى الذى زارته مرة واحدة لحضور حفلة غنائية، وعمود السوارى الذى تعرف عنه من الكتب المدرسية، وتعود لتؤكد أنها طوال العام- بالرغم من ترددها الدائم على مكتبة الإسكندرية، أكثر الأماكن السياحية جذباً- لم تصادف سائحاً عربياً واحداً، وربما يكون عدد كل من قابلتهم طيلة سنوات عمرها الماضية لم يزد على 10 أو 15 عربياً.
وأكد خالد سالم، عامل فى إحدى الكافتيريات السياحية، عدم زيادة نسبة السياح العرب هذا العام، مشيراً إلى أن الزبون العربى كان من المعتادين على زيارة الإسكندرية كل عام، ولم يكن للقب الجديد أى أثر حقيقى على حث السياح على زيارتها لأول مرة، مبرراً ذلك بأن تلك الألقاب تفتقد للمصداقية عند الناس، وهى لا تختلف من وجهة نظره عن العبارات المرفقة فى الإعلانات السياحية، التى لا تكفى لاتخاذ قرار بزيارة مدينة جديدة، إذا لم تكن مرفقة بتوضيح مزايا تلك المدينة بالنسبة له، لافتاً إلى أن جو البحر ومقاهى ابن الوليد يعتبران أحد طقوس السياح العرب فى زيارتهم للإسكندرية، وإن كانت الأوضاع اختلفت بشكل واضح، بعد زيادة الحركة السياحية لشواطئ الساحل الشمالى.
محمد أحمد عبدالله، موظف، كان من ضمن من سمعوا باللقب، من خلال وسائل الإعلام، ولكنه لم يكن على علم بحيثياته، حول سبب اختيار الإسكندرية، وكيفية اختيارها، وإن أظهر سعادته بهذا الاختيار، الذى يراه يضيف للمدينة، وقال: «الإسكندرية مظلومة جداً بعدم إلقاء الضوء على مميزاتها السياحية، بعيداً عن زيارة الآثار المميزة للعاصمة، أراها تتميز عن بقية مدن ومحافظات مصر باعتدال الطقس، وسهولة مواصلاتها، وطابعها المعمارى».
سماح شريف، بائعة فى محل لملابس السيدات بأحد أشهر المولات بالمحافظة، ترى أن السياحة العربية فى الثغر، حسب ملاحظتها، تقتصر على دول بعينها، أهمها فى رأيها ليبيا، ثم السعودية، ولم تظهر بوادر لسياح من دول أخرى، وهو ما يثبت أن الدعاية للثغر لا تصل للبلدان الأخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.